أزمة التسريبات تتفاعل.. هاشم الشيخ: "لا يدخل الجنة قتّات"!

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2017/09/13
تداولت وسائل إعلام معارضة رسالة منسوبة إلى قائد "هيئة تحرير الشام" أبو جابر هاشم الشيخ، تناول فيها آخر المستجدات التي تخص "الهيئة". الشيخ قال: "لست ممن يرى في (التويتر) وغيره من وسائل التواصل، مع احترامي لجميع العقلاء والصادقين فيها، ميداناً تبذل لأجله الأوقات، وتستعاد من خلاله الحقوق والأمجاد". وأضاف: "وما دفعني اليوم للكتابة فيه ما رأيت من ترويج لأكاذيب وأراجيف لا يراد منها إلا الشماتة والإعانة للمتربصين بثورة أهل الشام، على حساب أهلها".

تعليق الشيخ على التسريبات المنسوبة لقيادات في "تحرير الشام" ومنهم الجولاني، جاء بترديده مجموعة من الأحاديث النبوية: "أما ما يتعلق بالتسريبات فحكمها عند الله معروف (فلا يدخل الجنة قتات)، (ومن تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته)، (ولاتجسسوا ولا تحسسوا)". وأضاف: "أما ما يتعلق بالإخوة الذين تكلموا ونُقل كلامهم فما عُرف عنهم من خير لا يُنسى أمام ما ارتكبوه من سيئات، وسينزل بحقهم ما تراه القيادة مناسباً".

وعن استقالة عضو "المجلس الشرعي" في "الهيئة" الشيخ عبدالله المحيسني، قال الشيخ: "فما علمنا عنه إلا الصلاح والإصلاح، فجزاه الله عنا وعن المسلمين خيرا، (وكل ميسر لما خلق له)". وأضاف: "أما عن الهيئة؛ فما علمنا عنها إلا إجلال أهل العلم، والعمل بنصحهم وفتواهم، وما ذُكر في التسريب فهو خلاف الشائع والمعهود في جميع المفاصل والمكاتب. ولا تخلوا الهيئة من أخطاء وعثرات، وظلم وتجاوزات، ولعل المصيبة الأخيرة دافع لكثير من الإصلاحات، والتوبة والإنابة لرب الأرض والسماوات".

أبو جابر، قال في النهاية: "أما عن أبي جابر هاشم الشيخ، فتوحيد الله غايتنا، ووحدة الأمة هدفنا، والهيئة وسيلتنا؛ فنحن في الحراسة إن أرادت، وفي الساقة إن شاءت". وهي العبارة التي فسرها بعض المتابعين بأنها إعلان استقالة من "الهيئة"، وهو الأمر الذي نفته مصادر مطلعة لـ"المدن".

الحساب المعروف في "تويتر" باسم "فاضل الشيخ"، والمعروف بقربه من "أحرار الشام"، قال مُعلّقاً على رسالة أبو جابر: "تم التأكد أن قناة تلغرام التي نشرت البارحة رسالة أبو جابر الشيخ لا يشرف عليها بنفسه، وإنما يديرها عماد مجاهد مسؤول الهيئة الإعلامي". وأضاف: "تواترت الأنباء عن اعتقال أبو جابر مع عدد من مرافقته في مدينة دروكوش يوم أمس، تحسباً لإعلانه الاستقالة بعد صدمة المحيسني". وختم بالقول: "من المرجح أن تشهد الساعات القادمة تطورات جديدة داخل هيئة تدمير الشام، لا أستطيع الكشف عنها حالياً لدواعٍ أمنية".

رئيس "المكتب السياسي" السابق في "حركة أحرار الشام" لبيب النحاس، قال في سلسلة تغريدات في "تويتر"، تحت هاشتاغ "#استقالة_المرقعين": "تدثرتم برداء الإسلام واتخذتم شريعته حجة للترقيع ولم يسوؤكم من جرائم الجولاني شيء حتى انتُقص من قدركم! أهذا دين الله! لم يغضبوا لسفك دماء المسلمين والبغي على المستضعفين والمجاهدين ومحاولة تخريب أعظم ثورة في التاريخ، ولكن غضبوا لأنفسهم! حوالي 3 سنوات من الترقيع اللاشرعي واللأخلاقي وادعاء الاستقلالية، ولم يشعروا بالخطأ إلا عندما انتقص من قدر شخصهم". وذلك في معرض تعليقه على استقالة الشرعيين المحيسني والعلياني من "المجلس الشرعي" في "هيئة تحرير الشام".

وقال نحاس: "الكفارة تكون على حجم الذنب ونوعه، والاستقالة بعد الفضيحة لا فضل فيها. حتى السياسيون الفاسدون يتم الزج بهم في السجن. تبرئة الذمة تمر بالكشف عن كل الطوام اللاشرعية في عمل الجولاني وعصابته وإدانتها ثم الاعتذار من الشعب السوري، واستقالتكم كليا من الثورة. زلزال التسريبات وعاصفة الاستقالات كشفت أن هناك من يستحق لقب (الكومبارس) بجدارة، ولكن هذا لن يعفيه من المساءلة من مصائب الإسلاميين أن الفشل وعدم الكفاءة والفساد ليسوا سببا في الاعتزال والمحاسبة، بل الاستقالة المشرفة قبل تصدر مشروع جديد. ولا بد من التذكير بأنه ليس هناك مستقلون في عالم السياسة والتيارات الأيديولوجية ولكن هناك منصفين، والتجارب كشفت الجميع".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024