ترامب يتجاهل العالم:القدس عاصمة لإسرائيل

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2017/12/06
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء، إعتراف الولايات المتحدة رسمياً بالقدس عاصمةً لدولة إسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها، متجاهلاً كل التحذيرات والاتصالات التي أجراها زعماء العالم معه قبيل إعلانه.

واعتبر الرئيس الأميركي في خطاب متلفز ألقاه من البيت الأبيض، أن الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "تأخر كثيراً"، وحان الوقت لاتخاذ هذه الخطوة، مضيفاً "إسرائيل دولة ذات سيادة، مثل أي دولة أخرى لها الحق في تحديد عاصمتها والاعتراف بأن هذا أمر واقع هو شرط ضروري لتحقيق السلام".

وقال ترامب، إن بلاده ملتزمةٌ "بتحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة بالرغم من وقوع بعض الخلافات مع مختلف الأطراف". وتابع "نؤكد التزامنا بحل الدولتين في حال رغب به الفلسطينيون والإسرائيليون(..) سأبذل قصارى جهدي للتوصل إلى حل الدولتين". وأعلن أن نائبه مايك بنس سيتجه إلى المنطقة في غضون أيام للتأكيد لجميع الأطراف "إلتزامنا بتحقيق السلام". ودعا إلى "الإلتزام بالهدوء وإعلاء صوت الإعتدال والتسامح على صوت الكراهية".

وأعلن ترامب أنه سيوجّه "وزارة الخارجية الأميركية للمباشرة بنقل سفارتنا إلى القدس". كما أعلن وزير خارجيته ريكس تيلرسون أن الولايات المتحدة ستبدأ فوراً في تطبيق قرار نقل سفارتها الى القدس. لكن صحيفة "نيويورك تايمز"، ووكالة "بلومبرغ"، نقلت عن مسؤولين في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي يعتزم تأجيل نقل سفارة بلاده لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس 6 أشهر، لدواعي "الأمن القومي".

وأوضحت "بلومبرغ" أن هذا التأجيل قابل للتمديد، لاسيما أن العمل على إنشاء مبنى للسفارة في القدس سيكون جارياً في المقابل، وأنه قد يستغرق من 3 إلى 4 سنوات.

وفي أول رد فلسطيني، اعتبر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن الإدارة الأميركية تخالف كل القررات الدولية باعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، واصفاً قرار ترامب بأنه "إعلان لإنسحاب واشنطن من عملية السلام".

وأضاف عباس "سندعو المجلس المركزي لمنظمة التحرير لجلسةٍ طارئة بحضور جميع الفصائل"، مشدداً على أن القدس "عاصمة أبدية لدولة فلسطين وعصيّة على أي محاولة تغيير"، ومضيفاً أن قرار ترامب لن يغير في هذا الواقع.

من جهتها، إعتبرت حركة "حماس" أن قرار ترامب "سيفتح أبواب جهنم" على المصالح الأميركية، ودعت لإفشاله. ودعا القيادي في "حماس" اسماعيل رضوان الحكومات العربية والاسلامية الى "قطع العلاقات الإقتصادية والسياسية مع الإدارة الأميركية وطرد السفراء الاميركيين".

وقال المتحدث باسم "حماس" فوزي برهوم لوكالة "فرانس برس"، إن قرار ترامب "مرفوض رفضاً قاطعاً" وهو بمثابة "إعلان العدوان على الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي وشرعنة للإرهاب الصهيوني".

وأضاف أن "القرار الأميركي المشين سيشعل حالةً من الفوضى في المنطقة، ومطلوب فعليا من الفلسطينيين والعرب والمسلمين اتخاذ قرارات رسمية لمعاقبة الادارة الأميركية على هذا القرار وإفشاله".

رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رحب بقرار ترامب، ووصفه بأنه "تاريخي" و"قرار شجاع وعادل". وتعهد بعدم إجراء أي تغييرات على "الوضع القائم" في الأماكن المقدسة في القدس.

من جهتها، قالت الحكومة الاردنية في بيان، إن "قرار الرئيس الأميركي الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة واشنطن إليها، يمثل خرقاً لقرارات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة".

كذلك، استنكرت الخارجية المصرية في بيان، قرار الولايات المتحدة، مؤكدة أنها ترفض أي آثار مترتبة عليه. وأضافت أن "اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال". كما نددت قطر بإعلان الرئيس الاميركي، وحذّر امير قطر الرئيس الأميركي خلال اتصال هاتفي، من أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "يهدد الأمن والسلام في المنطقة".

في السياق، أعلن الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس أن وضع القدس لا يمكن أن يحدد إلا عبر "تفاوض مباشر" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مذكرا بمواقفه السابقة التي تشدد على "رفض أي إجراء من طرف واحد".

وقال غوتيريس في كلمة ألقاها بعد إعلان ترامب، إنه "لا يوجد بديل عن حل الدولتين" على أن تكون "القدس عاصمة لإسرائيل وفلسطين".

من جهته، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القرار بـ"المؤسف"، ودعا الى "تجنب العنف باي ثمن". وشدد على "تمسك فرنسا وأوروبا بحل الدولتين" مع "القدس عاصمة للدولتين".

وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو وصف القرار بأنه "غير مسؤول". وقال "نحن ندين الاعلان غير المسؤول الصادرعن الادارة الأميركية. هذا القرار يتعارض مع القانون الدولي ومع قرارات الأمم المتحدة".

كذلك، نددت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة بقرار ترامب واعتبرته "قراراً استفزازياً وأحمق". ورأت أنه "بالنظر الى أن القدس تعتبر في قرارات الأمم المتحدة أرضاً محتلة، تعد خطوة ترامب انتهاكا صارخا للقرارات الدولية".

وأضافت الخارجية الإيرانية، أن "قرار ترامب الإستفزازي والطائش لن يساعد على السلام والإستقرار في المنطقة فحسب بل سيفضح نوايا الحكومة الأميركية المشؤومة وسيسيء الى سمعة هذا البلد لدى تلك المجموعة من الأطراف التي لا تزال تؤمن بحيادية أميركا في عملية مباحثات السلام الوهمية".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024