النظام يتقدم في أحياء دمشق الشرقية..والمعارضة منقسمة

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2017/03/14
تستمر قوات النظام والمليشيات الموالية لها، بالتقدم في بساتين برزة وحرستا، من أحياء دمشق الشرقية، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي لم يهدأ منذ 18 شباط/فبراير. وتمكنت قوات النظام من إحراز تقدم جديد باتجاه أحياء تشرين والقابون، والسيطرة على نقاط استراتيجية، وسط معارك عنيفة مع فصائل المعارضة المسلحة العاملة في تلك الأحياء.

مراسل "المدن" رائد الصالحاني، أشار إلى النظام يسعى من خلال ذلك التقدم إلى عزل حيي تشرين والقابون عن برزة تماماً، وتطويق حي برزة من أربع جهات، تمهيداً لعمل عسكري قد يطال الحي، بعد الانتهاء من القابون وحي تشرين ومزارع حرستا.

مصدر عسكري عامل في المنطقة قال لـ"المدن"، إن النظام استطاع فصل تلك المناطق عن بعضها، والتقدم باتجاه الطريق الرئيس الذي يصل برزة بحي تشرين والقابون، لمدة ساعات، الأحد، قبل أن تضطر قواته للتراجع تحت ضربات فصائل المعارضة التي خلفت عدداً من القتلى بينهم مجموعة كاملة من "الفرقة الرابعة" وقعت في كمين في منطقة البساتين.

مصدر محلي أكد لـ"المدن"، أن "اللواء الأول"، يسعى إلى تسوية مع النظام، وأن اجتماعاً داخلياً، ضم عشرات القادة التابعين لـ"اللواء الأول" جرى الإثنين لمناقشة الوضع. واختار بعض الحاضرين "السلم والخروج بالسلاح الفردي إلى الشمال"، فيما لم يرضَ آخرون عن ذلك، وأصروا على "القتال حتى آخر مقاتل". الصالحاني أشار إلى أن ما حدث خلال الاجتماع يفرض واقعاً جديداً، ربما يتحول إلى انقسام في صفوف أكبر الألوية العاملة في حي برزة ومنطقة البساتين. إلا أنه لم يصدر أي رد رسمي من قبل النظام، وسط كلام عن اجتماعات سرية بين الطرفين.

وذكرت صفحات موالية للنظام في مواقع التواصل الاجتماعي، إن قوات النظام عملت على تطوير صواريخ محلية الصنع "فيل" وانتاج جيل جديد ذي قدرة تدميرية أكبر، بسبب المقاومة غير المتوقعة التي تواجه "الجيش السوري" في مهامه العسكرية.

وتستمر أجهزة مخابرات النظام ممثلة بـ"الأمن السياسي" على حاجز "ديب زيتون"، بمنع خروج ودخول أهالي المناطق الساخنة من وإلى دمشق، باستثناء الموظفين والطلاب مع السماح لهم بإدخال قوتهم اليومي، ومنع ادخال البضائع ما أدى إلى نقص حاد في كمية المواد الأساسية في حي برزة، مع عمليات ابتزاز ونصب بمبالغ وصلت إلى 100 ألف ليرة سورية للشخص الواحد مقابل الخروج إلى مناطق أكثر أماناً بوساطة عناصر تابعين لمليشيات موالية في حي عش الورور.

ولا تزال "ضاحية الأسد" وعش الورور ومحيط مستشفى تشرين العسكري، الموالية للنظام، تشهد تساقطاً يومياً لقذائف الهاون، فضلاً عن أحياء العاصمة التي تشهد أيضاً قصفاً متقطعاً بالهاون، بالتزامن مع استهداف الأحياء الشرقية والغوطة بالغارات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024