هل انتهى "خفض التصعيد" في الجنوب السوري؟

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2018/03/13
شنّت مقاتلات حربية تابعة للنظام، أكثر من 15 غارة، اﻹثنين، استهدفت قرى وبلدات الحراك والصورة وبصرالحرير والغريا الغربية في ريف درعا الشرقي، كما استُهدفت بلدات المسيكة والخوابي في منطقة اللجاة، بحسب مراسل "المدن" سمير السعدي.

كما تعرضت كل من صيدا والمسيفرة والحراك وبصرى الشام في ريف درعا الشرقي لقصف مدفعي، مصدره خربة غزالة ومطار الثعلة العسكري، كما استهدفت مدفعية النظام الثقيلة أحياء مدينة درعا المحررة، وبلدتي داعل وابطع في الريف الغربي.

القصف الذي شهدته المنطقة أجبر عشرات العائلات على النزوح من بلدات المليحة الشرقية وبصر الحرير، كما شهدت مدينة ازرع الخاضعة لسيطرة النظام نزوحاً خشية بدء عمل عسكري من قبل المعارضة يستهدف القطع العسكرية المحيطة بالمدينة.

وتأتي هذه التطورات بعد حديث "قاعدة حميميم" العسكرية الروسية في الساحل السوري، عن النية في شنّ عمليات عسكرية تستهدف "التنظيمات اﻹرهابية" جنوبي البلاد، بعد التفرغ من الغوطة الشرقية.

واعتبر ناشطون أن القصف الذي تعرضت له قرى وبلدات ريفي درعا هو محاولة من النظام لإثبات وجوده، ومنع فصائل المعارضة من فتح جبهات في الجنوب، خاصة أنه زج بكل قواته في معارك الغوطة اﻷخيرة.

وكانت قوات النظام قد استقدمت تعزيزات من مدينة الشيخ مسكين، ونشرتها في محيط مدينة إزرع بهدف تعزيز أماكن تواجدها، وبدأت تلك التعزيزات بتفجير بعض الدشم بين بلدة مليحة العطش ومدينة ازرع، ليل اﻷحد/اﻹثنين.

وتداول ناشطون عبر وسائل التواصل الإجتماعي رسالة قالوا إنها من القسم السياسي العامل ضمن الفريق اﻹميركي الخاص بالشأن السوري، تحث قوات المعارضة على ضبط الأعصاب وعدم فتح معركة تعطي النظام وحليفه الروسي "الذريعة بقتل المدنيين والسيطرة على المزيد من اﻷراضي". وأضافت الرسالة: "المعاهدة القائمة في الجنوب هي معاهدة شبه ثابتة بفضل تعاونكم وبفضل الإرادة الاميركية في الحفاظ عليها، ولو على منطقة واحدة للمعارضة المعتدلة، لتكون ربما في المستقبل الطريق للحل الشامل في سوريا". وتابعت: "نعتقد أن لدى روسيا والنظام معرفة مسبقة بأن بعض الفصائل في الجبهة الجنوبية تجهّز نفسها لعملية عسكرية وهذا ما أدى إلى قصف طيران النظام اليوم كعملية تحذيرية".

ورغم دخول الجنوب السوري اتفاق "خفض التصعيد" منذ تموز/يوليو 2017، فقد وثّق ناشطون قرابة 1900 خرق من قبل قوات النظام على امتداد المناطق المحررة في محافظتي درعا والقنيطرة.

وعلى الرغم من الخروق المتكررة للنظام، والتي عادة ما تكون باستهداف نقاط المعارضة بقصف مدفعي وصاروخي، والتصعيد الشديد بالقصف الإثنين، إلا أن المصالح اﻹقليمية والدولية قد تحول، في ما يبدو، دون انهيار اتفاق "خفض التصعيد" في درعا والقنيطرة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024