ماكرون أقنع ترامب بالبقاء في سوريا..والبيت الابيض ينفي!

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2018/04/16
اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن الضربات الغربية ضد النظام السوري شكلت نجاحاً عسكرياً، لكنه شدد على أنها ليست إعلان حرب على سوريا، وأضاف في مقابلة، الأحد: "لقد نجحنا في العملية على الصعيد العسكري".

وذكّر ماكرون بالرغبة الفرنسية في إيجاد حل سلمي "شامل" للخروج من النزاع السوري المستمر منذ أكثر من سبع سنوات، ملمحاً إلى أنه لا يرغب في رحيل فوري للرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة. وأوضح أن "الهدف هو بناء ما يسمى بالحل السياسي الشامل"، مسلطاً الضوء على الحركة الديبلوماسية الفرنسية الهادفة إلى "التحدث مع الجميع" بمن فيهم داعمو الأسد والدول الإقليمية الفاعلة مثل تركيا.

وتابع أنه من أجل التوصل إلى "هذا الحل الدائم، يجب أن نتحدث مع إيران وروسيا وتركيا"، متحدثاً من جهة أخرى عن ضرورة تحريك العمل الديبلوماسي والمفاوضات بين الغربيين في إطار مجلس الأمن الدولي.

وأعرب ماكرون عن رضاه لكون الضرابات الغربية قد أدت إلى اختلاف في الموقف بين موسكو وأنقرة، موضحاً "بهذه الضربات وهذا التدخل، فصلنا بين (موقف) الروس والأتراك (...) الأتراك أدانوا الضربات الكيماوية ودعموا العملية التي أجريناها".

أما في ما يتعلق بروسيا وإيران الداعمتين الرئيسيتين لدمشق، فأبدى ماكرون رغبته في أن يتم شملهما في المحادثات. وقال "هدفي هو أن أتمكن على الأقل من إقناع الروس والأتراك بالجلوس إلى طاولة المفاوضات".

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن ترامب بات الآن مقتنعا بضرورة الإبقاء على الوجود الأميركي في سوريا، موضحا "قبل عشرة أيام قال الرئيس ترامب إنّ الولايات المتحدة تريد الانسحاب من سوريا. لقد أقنعناه بضرورة البقاء هناك (...) أؤكد لكم أننا أقنعناه بضرورة البقاء مدة طويلة".

وقال ماكرون إن خطة ترامب المبدئية للضربات لم تكن تقتصر بالضرورة على هذه الأهداف المحددة. وأضاف: "أقنعناه أيضا بضرورة قصر الضربات على (مواقع) الأسلحة الكيماوية". وأكد مجددا أنه كان هناك برهان على حدوث هجمات كيماوية مضيفا: "كنا قد وصلنا إلى نقطة لزم عندها تنفيذ هذه الضربات كي يستعيد المجتمع (الدولي) بعض المصداقية". وقال ماكرون إن الإخفاق في فرض احترام الخطوط الحمراء جعل السلطات الروسية تقول في نفسها عن القوى الغربية "أناس المجتمع الدولي هؤلاء.. إنهم لطفاء، إنهم ضعفاء". وتابع قائلاً: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "فهم أن هذا لم يعد هو الحال". وقال إن روسيا التي تدعم الأسد سياسيا وعسكريا جعلت من نفسها شريكا للحكومة السورية في أفعالها. ومضى قائلاً: "بالقطع هم شركاء. لم يستخدموا الكلور بأنفسهم لكنهم أعجزوا دوما المجتمع الدولي عن العمل من خلال القنوات الديبلوماسية من أجل وقف استخدام الأسلحة الكيماوية".

وبعد ساعات من تأكيد الرئيس الفرنسي أن باريس اقنعت ترامب ببقاء القوات الأميركية في سوريا "لمدة طويلة"، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز، إن "المهمة الأميركية لم تتغير"، مضيفة "الرئيس كان واضحاً، إنه يريد أن تعود القوات الأميركية باقرب وقت ممكن الى الوطن".

وتابعت ساندرز: "نحن عازمون على سحق تنظيم الدولة الاسلامية بالكامل وخلق الظروف التي تمنع عودته. وبالاضافة الى ذلك، نتوقع ان يتحمل حلفاؤنا وشركاؤنا الاقليميون مسؤولية اكبر عسكرياً ومالياً من اجل تأمين المنطقة".

وكانت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي، قد قالت الأحد، إن واشنطن ستفرض الإثنين عقوبات جديدة بحق روسيا على صلة باستخدام النظام السوري الذي تدعمه موسكو اسلحة كيماوية.

وذكرت هايلي عبر شبكة فوكس نيوز بان الولايات المتحدة سبق ان اتخذت اجراءات عقابية ضد "السلوك السيء" لروسيا في جملة من الملفات، لافتة إلى طرد ستين "جاسوساً روسياً" رداً على تسميم جاسوس روسي سابق في المملكة المتحدة والى عقوبات اخيرة بحق قريبين من الكرملين او بيع اوكرانيا صواريخ مضادة للدبابات. وقالت "هناك مزيد من العقوبات وسترون ذلك الاثنين".

ورداً على سؤال عما اذا كانت واشنطن ستتخذ تدابير بحق داعمي الرئيس السوري بشار الاسد وفي مقدمهم روسيا وايران، قالت هايلي: "بالطبع". وأضافت "سترون ان العقوبات على روسيا وشيكة"، مشيرة الى ان وزير الخزانة الاميركي ستيف منوتشين "سيعلنها الاثنين (...) وستستهدف مباشرة كل انواع الشركات التي تهتم بمعدات مرتبطة بالاسد واستخدام اسلحة كيماوية"، ملمحة الى امكان فرض عقوبات محددة على شركات روسية.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024