معركة إدلب ترفع صوت أنقرة..ومخاوف من نزوح عشرات الآلاف

المدن - عرب وعالم

الجمعة 2018/01/12
يشهد ريف إدلب الجنوبي الشرقي، معارك كر وفر ضارية بين قوات النظام والمليشيات المساندة لها من جهة، ومقاتلي "هيئة تحرير الشام" وفصائل المعارضة من جهة ثانية. وذكر نشطاء سوريون أن الإشتباكات العنيفة تجددت ليل الخميس، نتيجة هجوم شنته قوات النظام على منطقة الزرزور التي خسرتها قبل يوم واحد إثر هجوم معاكس من قبل "الهيئة".

وقتل أكثر من 95 مدنياً، وأصيب ما يزيد عن 200 آخرين في الهجمات الجوية المكثفة المستمرة منذ حوالى 3 أسابيع على مناطق "خفض التوتر" في إدلب، التي تم التوصل إليها في مباحثات أستانة.

وفي الوقت ذاته، لا تزال قوات النظام مدعومة من عناصر "لواء القدس" الإيراني، تتمركز على مشارف مطار أبو ظهور العسكري. ويبدو أن الوضع أصبح صعباً عليها، نتيجة خسائر فادحة منيت بها، الخميس، حيث سقط عشرات القتلى والأسرى من قواتها في هجوم مضاد نفذته "هيئة تحرير الشام"، فضلاً عن دخول تنظيم "الدولة الإسلامية" على خط المواجهة، حيث أعلن في وقت سابق، الخميس، قتله ثلاثة جنود وأسر خمسة آخرين لقوات النظام في محيط المطار.

من جهة ثانية، أعلنت إدارة المهجرين التابعة لـ"حكومة الإنقاذ" شمال سوريا، أن أكثر من 280 ألف شخص نزحوا جراء المعارك الأخيرة بين النظام السوري والمعارضة المسلحة في ريفي محافظتي إدلب وحماة.

وأفادت قناة "الجزيرة" بأن العشرات من مخيمات النازحين في شمال سوريا شهدت ظروفا مناخية قاسية ضاعفت معاناة الأهالي المقيمين في هذه المخيمات. وشهدت المخيمات الموجودة على طول الشريط الحدودي مع تركيا في شمال إدلب، تضرر عشرات الخيام وانخفاض درجات الحرارة في ظل ضعف الإمكانات ونقص المساعدات الإنسانية المقدمة لنحو نصف مليون نازح موجودين فيها.

وكانت وحدة تنسيق الدعم التابعة للمعارضة السورية والمعنية بشؤون النازحين، قد قالت إن الأسر النازحة اضطرت إلى السير على الأقدام مئات الكيلومترات من منطقة أبو ظهور، وما حولها في ريف إدلب، للوصول إلى إعزاز في ريف حلب الشمالي.

في غضون ذلك، حذّر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، من حدوث موجة هجرة جديدة للسوريين، جراء ازدياد الهجمات التي تشن على إدلب. وقال في تصريحات للصحافيين، عقب صلاة الجمعة، إن "ازدياد الهجمات على إدلب ستتسبب بهجرة جديدة ووقوع ضحايا". ودعا إيران وروسيا إلى تحذير السلطات السورية من هذه الهجمات. وقال إن الهجمات لن تؤدي إلا لتقويض عملية السلام في سوريا.

وترى تركيا أن تقدم قوات النظام السوري في مناطق "خفض التوتر" بإدلب، ليس عبارة عن انتهاك بسيط لوقف إطلاق النار، وإنما تعتبره مخالفاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه من قبل الدول الضامنة. واستدعت التطورات الأخيرة مكالمة هاتفية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، طلب خلالها الرئيس التركي وقف هجوم قوات النظام على إدلب والغوطة. وسبق ذلك أن استدعت الخارجية التركية سفيري إيران وروسيا لديها للاحتجاج على التصعيد الأخير.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024