كوريا الشمالية على فوهة بركان: هل يفعلها ترامب؟

المدن - عرب وعالم

الجمعة 2017/08/11
توالت الدعوات الدولية إلى ضبط النفس إزاء تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الخيار العسكري ضد بيونغ يانغ "جاهز للتنفيذ".

وكتب ترامب عبر "تويتر"، الجمعة، إن "الحلول العسكرية موضوعة بالكامل حالياً وهي جاهزة للتنفيذ في حال تصرفت كوريا الشمالية بدون حكمة. نأمل أن يجد (الزعيم الكوري الشمالي) كيم جونغ أون مساراً آخر!".

وردّت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالقول إن برلين لا ترى حلاً عسكرياً للنزاع، مضيفة أن "ألمانيا ستشارك بشكل مكثف في خيارات الحل غير العسكرية، إلا أنني أرى أن التصعيد الكلامي هو رد خاطئ"، فيما حذّر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف من أن مخاطر اندلاع نزاع بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية "كبيرة جداً"، وألمح إلى أن على واشنطن القيام بخطوة أولى من أجل نزع فتيل الأزمة.

كما حثت الصين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية على تخفيف التصعيد. ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية واشنطن وبيونغ يانغ، إلى الابتعاد عن "المسار القديم في تبادل استعراض القوة ومواصلة تصعيد الوضع"، ونبّه من أن "الوضع الحالي في شبه الجزيرة الكورية في غاية التعقيد والحساسية".

وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس قد حذر من أن أي حرب مع كوريا الشمالية ستكون "كارثية"، وقال إن جهود بلاده لحل الأزمة مع بيونغ يانغ تركّز حالياً على الدبلوماسية، لكنّه أكد أن مسؤوليته هي أن تكون الخيارات العسكرية جاهزة "إذا ما دعت إليها الحاجة".

وقال ماتيس في تصريحات، الخميس، إن "الحرب مأساة معروفة جيّداً ولا تحتاج توصيفاً آخر سوى أنها ستكون كارثية"، وأضاف "الجهد الأميركي يُقاد عبر الدبلوماسيّة (...) وهو يُعطي نتائج دبلوماسيّة وأنا أريد الإبقاء على هذه الدينامية".

من جهته، اعتبر ترامب، أن تهديده لكوريا الشمالية بـ"الغضب والنار" ربما "لم يكن قاسياً بما فيه الكفاية". وقال من نادي "بدمنستر" للغولف حيث يمضي إجازته "حان الوقت لأن يتحدث شخص ما بقوة من أجل سكان بلادنا وسكان دول أخرى".

وحول احتمال توجيه ضربات وقائية ضد كوريا الشمالية، قال ترامب "لن ندلي بموقف في هذا الصدد. لن اقوم بذلك أبداً (...) سنرى ماذا سيحصل". وأضاف "إذا قامت كوريا الشمالية بأي شيء، بما في ذلك التفكير في مهاجمة أناس نحبهم أو حلفائنا أو مهاجمتنا نحن، عليهم أن يقلقوا بالفعل". وأضاف "عليهم أن يقلقوا جداً جداً لأن أموراً لم يعتقدوا البتة أنها ممكنة ستلحق بهم".

وكانت كوريا الشمالية، قد عرضت في وقت سابق "خطة جاهزة" لضرب جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادىء، عبر إطلاق 4 صواريخ فوق اليابان، وقالت إن هذه الخطة تشكل "تحذيراً أساسياً للولايات المتحدة". ووصفت كوريا الشمالية ترامب بأنه "فاقد للإدراك" و"لا يستجيب فقط إلا للقوة المطلقة".

ولم يحلق أي صاروخ كوري شمالي في أجواء اليابان منذ سنوات، وسبق لطوكيو أن حذّرت من أنها ستسقط أي صاروخ كوري شمالي يهدد أراضيها. وأعلنت الحكومة اليابانية، الخميس، أنه لم يعد بإمكانها "التسامح" مع استفزازات كوريا الشمالية.

وقالت الحكومة اليابانية، إن "تصرفات كوريا الشمالية الاستفزازية، بما فيها هذه المرة، هي بشكل ظاهر استفزاز للمنطقة ومن ضمنها اليابان وأيضا لأمن المجتمع الدولي". ودعت بيونغ يانغ إلى "الالتزام بسلسلة قرارات الامم المتحدة والامتناع عن القيام بأي أعمال استفزازية أخرى".

ووسط التصعيد الكلامي بين بيونغ يانغ وواشنطن، أعلنت استراليا أنها ستدعم الولايات المتحدة في حال تعرضها لضربة من كوريا الشمالية. وقال رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تورنبول "ليس للولايات المتحدة حليف أقوى من أستراليا"، وأضاف "لدينا معاهدة أنزوس، وإذا حصل اعتداء ضدّ أستراليا أو الولايات المتحدة (...) فإنّ كلّاً منهما سيأتي لمساعدة الآخر".

وأضاف تورنبول "إذاً، يجب أن نكون واضحين جداً. في حال حصول ضربة كورية شمالية ضد الولايات المتحدة، فسيتم الاستناد إلى معاهدة أنزوس وستُقدّم أستراليا المساعدة للولايات المتحدة".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024