حلفاء أميركا ينتظرون سياستها السورية..إن وُجدت

المدن - عرب وعالم

الجمعة 2017/02/17
اختتمت مجموعة دول "أصدقاء سوريا"، الداعمة للمعارضة السورية، اجتماعاً عقدته في مدينة بون الألمانية، الجمعة، لاختبار موقف الإدارة الأميركية الجديدة حول الملف السوري، قبل أيام من انطلاق مفاوضات جنيف المقررة من 23 شباط/فبراير.

اجتماع بون، أو اجتماع "النواة الصلبة"، عُقد على هامش اجتماعات "مجموعة العشرين" في ألمانيا، وضمّ، إلى جانب وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، وزراء خارجية نحو 10 بلدان أوروبية وعربية بالإضافة إلى تركيا، وهو أول لقاء دولي حول الملف السوري منذ تسلّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهامة رسمياً.

وفي أعقاب الاجتماع، قال وزير الخارجية الألمانية زيغمار غابريال، إن المجتمعين اتفقوا على الدور الأساسي لـ"الأمم المتحدة" في تسوية الأزمة السورية، وأضاف: "من الواضح أن كل المجتمعين يريدون حلا سياسياً... وأن هذا الحل يجب تحقيقه في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة وأنه لا يجوز أن تكون هناك أي مفاوضات موازية".

وفي ما يتعلّق بالموقف الأميركي، قال المسؤول الألماني إن تيلرسون "شارك بفاعلية" في المناقشات حول كيفية إنهاء القتال في سوريا.

وزير الخارجية الفرنسية جان مارك إيرول، نبّه من جهته، من إن "محادثات جنيف" ستفشل في النهاية إذا لم تستخدم روسيا نفوذها على الحكومة السورية وإيران لوقف وصف كل معارضي نظام بشار الأسد بأنهم "إرهابيون".

وترقبت الدول المعنية بالملف السوري ما سيقوله تيلرسون خلال اللقاء، لمعرفة خطوات واشنطن غير الواضحة حتى الساعة، حيال الأزمة السورية. وقال ديبلوماسي فرنسي لوكالة "فرانس برس" الفرنسية، إن شركاء الولايات المتحدة "مطمئنون" بشأن بقاء التزامات واشنطن حيال مكافحة تنظيم "داعش"، وأضاف: "لكن في الشق السياسي من الملف، لا نعرف ما هو الموقف الأميركي". وأضاف الدبلوماسي :"لكن الأميركيين سيلاحظون تدريجياً أن مكافحة داعش تتطلب أيضا خيارات في المنطقة ورؤية طويلة الأمد".

في غضون ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر دبلوماسي غربي قوله إن وزير الخارجية الأميركية أبلغ دولاً مشاركة في لقاء بون، إن واشنطن لن تتعاون عسكرياً مع روسيا، قبل أن تتوقف عن وصف كل معارضي نظام بشار الأسد بأنهم "إرهابيون". وقال الدبلوماسي "خلال المناقشات أوضح (تيلرسون) أنه لن يكون هناك تعاون عسكري حتى يقر الروس بأن كل المعارضة ليست إرهابيين".

ومنذ تسلّمه منصبه في مطلع شباط/فبراير، تحفظ تيلرسون عن الإدلاء بمواقف رسمية توضح سياسة واشنطن الجديدة حيال سوريا. مع العلم إن ترامب كان قد شدد في السابق على أن الأولوية لسياسته السورية ستكون "للقضاء على تنظيم داعش"، مطلقاً إشارات حول رغبته في التقارب مع روسيا لمكافحة الإرهاب والتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.

وعلّق وزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس، على فرص التعاون مع روسيا، قائلاً إن الولايات المتحدة "ليست في موقع الآن للتعاون على المستوى العسكري"، وأضاف في كلمة أمام أعضاء "حلف شمال الأطلسي"، في وقت سابق الخميس، إن القيادات السياسية في كل من واشنطن وموسكو "ستسعى للوصول إلى أرضية مشتركة لكي تعود روسيا، عبر إثبات التزامها، لشراكة ما مع الناتو".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024