"جيش الثورة" في درعا.. بديل عن "الجبهة الجنوبية"؟

عمر البلخي

الإثنين 2016/12/05
أعلنت أربعة من أكبر الفصائل العسكرية التابعة للجيش السوري الحر في محافظة درعا، الأحد، إقامة تحالف عسكري واحد باسم "جيش الثورة". والفصائل المنضوية في التحالف الجديد هي "جيش اليرموك" و"المهاجرين والانصار" و"جيش المعتز بالله" و"الحسن بن علي"، بقيادة النقيب المنشق إياد قدور، قائد "الانصار والمهاجرين" سابقاً. وتعتبر هذه الفصائل العسكرية من أقدم التشكيلات العسكرية في الجنوب السوري، وتملك أعداداً كبيرة من المقاتلين، وكميات ضخمة من السلاح بكافة انواعه، وتعتبر من الفصائل الاساسية في أي عمل عسكري في المنطقة الجنوبية.

الناطق العسكري باسم "جيش الثورة" أبو بكر الحسن، قال لـ"المدن"، إن التحالف من ضمن تشكيلات الجيش الحر، ويتبنى أفكار وأعراف الثورة السورية، والشروط الأساسية للانضمام له هي "الإيمان بقضية الثورة السورية والابتعاد عن التطرف". وأضاف الحسن أن الهدف من تشكيل "جيش الثورة"، استراتيجية ومرحلية؛ أما الأهداف الاستراتيجية فهي المساهمة في اسقاط نظام الأسد وتنظيم "داعش" وجميع التنظيمات المشابهة، والأهداف المرحلية هي تعزيز نقاط الدفاع والمؤازرة وفك الحصار عن المناطق المحاصرة. كما أن للتحالف أهدافاً عسكرية سيتم العمل عليها ضد قوات النظام، والأمر بحسب الحسن، يرتبط بتقدير الأهمية النسبية لتلك الأهداف.

ويتمتع الجيش بامكانيات كبيرة فهو يمتلك ما يزيد على عشرة آلاف مقاتل وعشرات المدافع والدبابات وكميات من السلاح المضاد للدروع روسية الصنع تم اغتنامها في معارك سابقة مع قوات النظام، بالإضافة إلى مضادات الدروع الأميركية من طراز "تاو" التي تلقتها فصائل الجيش كدعم عسكري.

وكانت "الجبهة الجنوبية" قد تعرضت مؤخراً لضغوط خارجية لتوحيد الفصائل العسكرية فيها، وكان آخرها تقسيم المنطقة الجنوبية لأربعة قطاعات عسكرية، واختيار فصيل عسكري في كل قطاع لتندمج باقي الفصائل معه، لكن لم يكتب النجاح لتلك المحاولة بعد رفضها من قبل الفصائل العسكرية في الداخل على الرغم من أن "جيش اليرموك" أحد أهم التشكيلات العسكرية في "جيش الثورة" كان يرأس أحد تلك القطاعات. وتشكيل تحالف "جيش الثورة" قد ينهي ذلك التقسيم والقطاعات العسكرية التابعة له.

الحسن أكد أن تشكيل هذا التحالف هو مشروع داخلي صرف، نتج عن تفاهم عدد من الفصائل في الداخل، ولا يتلقى أي دعم خارجي بالسلاح، ولم يتلقَ أي وعود بالدعم حتى الآن، وهو يعتمد على دعم الفصائل الخاص. كما أن جميع فصائل "جيش الثورة" هي من تشكيلات "الجبهة الجنوبية"، لذا فإن تشكيله لا يشكل انشقاقاً عن "الجبهة الجنوبية"، وإنما هو جزء منها.

الفصائل المشكلة لـ"جيش الثورة"، تعتبر حالياً فصائل مستقلة ولا تتلقى دعماً عسكرياً أو مالياً من الخارج. وكان "جيش اليرموك" و"المهاجرين والانصار" قد أبعدا منذ فترة طويلة من "غرفة الموك"، أما قائد "جيش المعتز بالله" فقد كان قائداً لـ"الجبهة الجنوبية" المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

وينتشر "جيش الثورة" في أغلب مناطق محافظة درعا، من الشرق إلى الغرب، ويسيطر على مناطق استراتيجية وجبهات قوية مع قوات النظام، ويتمركز على الخاصرة الغربية من محافظة درعا ممثلاً بـ"جيش المعتز" والذي يسيطر على منطقة المزيريب، كما يسيطر على معبر نصيب الحدودي.

الناشط الإعلامي أحمد العبدالله، قال لـ"المدن"، إن تشكيل هذا التحالف هو مطلب الشارع الثوري منذ بداية الثورة السورية، لنبذ الفرقة والتوحد، وهو نقطة مهمة في دفع بقية الفصائل العسكرية لرص الصفوف والاندماج في تشكيلات كبيرة ومؤثرة. وتعتبر الفصائل المنضوية في "جيش الثورة"، من أقوى الفصائل في الجنوب السوري، وهي من أول الفصائل التي تلقت دعماً خارجياً بالسلاح المضاد للدروع من نوع "السهم الأحمر" ومن ثم صواريخ "تاو".

وتعرض التشكيل الجديد لانتقادات من الشارع المؤيد للثورة السورية في محافظة درعا، بعد الجمود لفترات طويلة في أغلب الجبهات مع قوات النظام. وطالب النشطاء "جيش الثورة" بالاسراع في فتح معارك جديدة، واندماج جميع الفصائل تحت مسمى واحد.

كما أشار ناشطون إلى أن هذا التحالف اقتصر على عدد من الفصائل، بينما لم يتم التشاور مع فصائل آخرى كبيرة مثل "ألوية شباب السنة" و"فرقة فلوجة حوران". بينما وجّه البعض انتقاداً لهذا التحالف، على خلفية تسمية النقيب إياد قدور قائداً له، على الرغم من وجود عدد كبير من الضباط المنشقين ذوي الرتب العالية في المنطقة الجنوبية.

تشكيل تحالف "جيش الثورة" هو نقطة مهمة تنتظر التنفيذ العملي على الأرض، من خلال فتح جبهات ومعارك جديّة مع قوات النظام والمليشيات الموالية لها. والنقطة الأهم في هذا التحالف هي إعادة القيادات العسكرية المنشقة إلى الواجهة، واسناد قيادته إلى النقيب إياد قدور.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024