عباس يشكو ترامب للجنائية الدولية..مع إقتراب"صفقة القرن"

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2018/03/12
قال عضو اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" صالح رأفت، الإثنين، إن السلطة الفلسطينية ستقدم شكوى في "محكمة الجنايات الدولية" ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قريباً.

وأوضح رأفت في حديث لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، أن وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي، سيتوجه خلال الأيام القليلة المقبلة للعاصمة الهولندية، لتقديم شكوى لدى "محكمة الجنايات الدولية" ضد ترامب ونتنياهو، وضد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد وقع نهاية كانون الأول/ديسمبر 2017، على "ميثاق روما" وكل الملحقات المتعلقة بـ"المحكمة الجنائية الدولية". فيما وقع عباس نهاية العام 2017 على الإنضمام لأكثر من 50 منظمة تابعة للأمم المتحدة، إحتجاجاً على قرار ترامب الإعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.

وأشار رأفت إلى أن الشكوى تأتي لضلوع نتنياهو ووزير دفاعه في جرائم بحق الشعب الفلسطيني. وبين أن المالكي سيقدم شكوى ضد ترامب والإدارة الأميركية بسبب اعلان ترامب بشأن القدس لمخالفته كافة القوانين والقرارات الشرعية الدولية.

يأتي ذلك في وقت ذكرت فيه صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نقلاً عن ثلاثة مسؤولين أميركيين كبار ترجيحهم أن يعلن ترامب خطته للسلام قريباً جداً، على الرغم من الإحتمال الكبير برفضها سريعاً من قبل الفلسطينيين، مشيرين إلى أن إدارة ترامب هي حالياً في إطار وضع اللمسات الأخيرة على هذه "الصفقة".

وفيما لم يُعرف بعدُ الموعد الدقيق للإعلان عن "صفقة القرن"، إعتبر المسؤولون الثلاثة أن التحدي الأكبر الحالي بالنسبة للبيت الأبيض يكمن في طريقته لتسويق "الصفقة"، كي لا تُعلن ميتة مع إعلانها.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن الإدارة الأميركية تخطط فقط للإفصاح عن خطتها للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على أمل أن تضغط هذه الخطة على الفلسطينيين، الذين لا يزالون غاضبين من إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

أما العقبة الثانية، فتتمثل في الوضع السياسي الإسرائيلي المائع، حيث من الممكن أن يدعو نتنياهو إلى إنتخابات مبكرة، للإلتفاف على تهم الفساد التي تحاصره. ويقول المحللون، كما تنقل "نيويورك تايمز"، إن المشاكل الداخلية لنتنياهو ستجعله أقل ميلاً لتقديم "التنازلات" للفلسطينيين، لأن ذلك سوف يؤجج غضب القاعدة الشعبية اليمينية المتطرفة.

لكن، بحسب الصحيفة الأميركية، فإن وتيرة العمل السريعة في هذا الإطار داخل البيت الأبيض، تنبئ بأن ترامب سوف يكشف قريباً جداً عن خطته بشكل مفصل، بغض النظر عن العراقيل السياسية. يقول مساعد لترامب إن "صفقة القرن" تهدف إلى مساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على "تخطي الأفخاخ للوصول إلى إتفاق".

وقال المسؤولون الأميركيون إن الخطة "لن تشتمل على مجموعة مبادئ توجيهية، كمبادرة السلام العربية، التي تبنتها الجامعة العربية في عام 2002". فمثلاً، لن تدعو خطة ترامب إلى حلّ الدولتين كأحد أهدافها، رغم أنها ستضع وصفةً لخريطة طريق تقود إلى هذا الحل. كما أنها لن تدعو إلى "حلّ عادل" لقضية اللاجئين الفلسطينيين، لكنها ستعرض خطوات للتعامل مع هذا الملف.

وتحدث مساعدو ترامب لـ"نيويورك تايمز"، عن وثيقة من صفحات متعددة، تقترح حلولاً لجميع نقاط الخلاف: الحدود، الأمن، اللاجئين، ووضع مدينة القدس. وهم يتوقعون أن يجد الإسرائيليين والفلسطينيين، أموراً في الخطة ستعجبهم، وأخرى سيعارضونها.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024