واشنطن تطرح خطة هدنة في سوريا.. وتهدد بالقوة لفرضها

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2018/03/12
دعت الأمم المتحدة، الاثنين، جميع الأطراف المعنية بالصراع في سوريا، إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2401 المتعلق بوقف القتال، وفرض هدنة مدتها 30 يوماً، لإيصال المساعدات الإنسانية.

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس في إفادته لأعضاء مجلس الأمن حول تطبيق القرار المذكور، إلى صورة قاتمة في سوريا، أوضح من خلالها أن جميع الأطراف المعنية بتطبيق القرار لم تنفذ أياً من البنود الواردة به، خصوصاً ما يتعلق بفرض هدنة إنسانية مدتها 30 يوماً، أو إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين بالغوطة وبقية البلدات والمدن الأخرى. 

وقال غوتيرس "أناشد جميع الأطراف التنفيذ الكامل للقرار 2401 في جميع أنحاء الأراضي السورية". وتابع أن "الأمم المتحدة مستعدة للمساعدة في أي جهود تبذل لتحقيق ذلك، وأدعو جميع الدول ذات النفوذ لممارستها لدعم جهود الأمم المتحدة، وتنفيذ القرار، كما سيواصل مبعوثي الخاص العمل من أجل التنفيذ الكامل لهذا القرار".

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على "ضرورة أن يكون إجلاء المرضى والجرحى أمراً ممكناً، وأن يكون رفع الحصار ممكناً، وتسريع العمل الإنساني ممكناً"، مضيفاً "تعرفون أن هذا الصراع سيدخل، الخميس عامه الثامن، وأرفض أن أفقد الأمل في رؤية سوريا وهي تقوم من هذا الرماد". وقال "دولة ديموقراطية متحدة قادرة على تجنب الإنقسام والطائفية، مع إحترام سيادتها وسلامة أراضيها، وشعب قادر على تقرير مستقبله بحرية وإختيار قيادته السياسية".

ولفت غوتيرس إلى أنه "في عام 2017 ، قُتل أكبر عدد من الأطفال في سوريا مقارنة بأي عام آخر منذ بدء الحرب. يجب أن يكون لدينا هدف جميعاً هدف واحد؛ إنهاء معاناة الشعب السوري، وإيجاد حل سياسي للصراع، وهذا المجلس لديه مسؤولية خاصة".
 
وتطرق غوتيريس إلى الوضع في الغوطة الشرقية، قائلاً إن "الضربات الجوية والقصف والهجمات البرية اشتدت إثر اعتماد القرار، وأزهقت أرواح المئات من المدنيين، بل إن بعضهم أبلغ عن مقتل أكثر من ألف شخص".

سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي حذرت خلال الجلسة، من أنه إذا تقاعس مجلس الأمن عن اتخاذ إجراء بشأن سوريا فإن واشنطن "ما زالت مستعدة للتحرك إذا تعين ذلك". وقالت "هذا ليس المسار الذي نفضله، لكنه مسار أوضحنا أننا سنمضي فيه، ونحن مستعدون للمضي فيه مرة أخرى".

وأضافت هايلي "نطرح قراراً جديداً بوقف القتال فورا وإيصال المساعدات الإنسانية في سوريا"، معتبرة أن روسيا صوتت لصالح قرار مجلس الأمن بوقف القتال في سوريا ثم تجاهلته تماما. وتابعت "روسيا والنظام السوري يصبغان أي جماعة معارضة في سوريا بتهمة الإرهاب حتى يتمكنا من إستهداف المدنيين".

بدوره، قال سفير روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا، إن حكومة سوريا لها "كل الحق في السعي للقضاء على الخطر الذي يهدد مواطنيها"، ووصف ضواحي دمشق بأنها "مرتع للإرهاب".

وكان مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر، قد قال قبل بدء الجلسة، إن "روسيا لا ترغب في إنهاء عملياتها العسكرية في سوريا حتى اليوم". وذكر السفير الفرنسي أن استراتيجية بلاده في الوقت الحالي، تتركز على ممارسة أقصى درجات الضغط على الأطراف التي لها نفوذ على النظام السوري، الذي يواصل غاراته بمساعدة روسيا وايران.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024