هل قصفت إسرائيل قاعدة جبل عزان الإيرانية في حلب؟

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2017/12/06
أكد مصدر عسكري معارض لـ"المدن" أن منطقة جبل عزان في ريف حلب الجنوبي قد تعرضت لغارات جوية، ليل الثلاثاء/الأربعاء، ما تسبب بوقوع انفجارات ضخمة في القاعدة العسكرية الإيرانية فيها. وتبع ذلك استنفار كبير في صفوف المليشيات التي تنتشر في ثكنات قريبة من القاعدة، وتتوزع على مواقع بين القاعدة العسكرية الإيرانية وبلدة الحاضر جنوبي حلب، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

ورجّح مصدر "المدن" أن تكون طائرة إسرائيلية هي من نفذت الغارات، وذلك بسبب خلو الأجواء حينها من أي تحليق للطيران الروسي أو ذلك التابع للنظام، في المنطقة الشمالية. وذلك ما أكدته تعميمات المراصد المحلية التي ترصد حركة الطيران في الشمال. وأوضح المصدر أن المليشيات قد بدأت فعلياً منذ أيام قليلة بعمليات تمويه عسكري لمواقع وثكنات عسكرية التي تنتشر في المحيط القريب من القاعدة الإيرانية جنوب حلب، وبالقرب من خطوط القتال في الحاضر وأبو رويل جنوباً.

وتقع القاعدة العسكرية الإيرانية في منطقة جبل عزان في ريف حلب الجنوبي، على مسافة قريبة من جبهات القتال بين مليشيات النظام والمعارضة المسلحة، ويمكن لمقاتلي المعارضة المرابطين في المنطقة رصد تحركات المليشيات في المناطق المحيطة بها. وأقرب نقاط المعارضة التي تفصلها عن منطقة جبل عزان تبعد عنها مسافة 10 كيلومترات. وتعتبر القاعدة العسكرية الإيرانية مقراً لمستودعات الأسلحة، وغرفة عمليات مركزية يدير من خلالها "الحرس الثوري الإيراني" عدداً كبيراً من المليشيات الشيعية الأجنبية والمحلية في الشمال السوري.

وكان للقاعدة العسكرية الإيرانية في منطقة جبل عزان، التي أنشأتها أوائل العام 2015، دور كبير في تقدم مليشيات النظام وسيطرتها على مناطق واسعة من ريف حلب الجنوبي أواخر العام 2015. وحوت القاعدة الإيرانية على مرابض مدفعية وقواعد صواريخ غطى مداها منطقة واسعة من العمليات العسكرية التي خاضتها المليشيات في ذلك الوقت، بدعم جوي روسي. وما أن تمكنت مليشيات النظام من فرض سيطرتها على قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي المحيطة بقاعدة جبل عزان وصولاً إلى بلدة الحاضر حتى بدأت في بناء ثكنات عسكرية كطوق حماية تنتشر فيها مليشيات عراقية وأفغانية وباكستانية.

كذلك كان للقاعدة الإيرانية دور كبير في معركة السيطرة على أحياء حلب الشرقية التي تمكنت من السيطرة عليها أواخر العام 2016. واعتبرت قاعدة جبل عزان الإيرانية غرفة العمليات المركزية التي أديرت من خلالها المعارك في المدينة وكانت منطلقاً لآلاف القذائف المدفعية والصاروخية التي انهالت على الأحياء الشرقية.

ويحاول "الحرس الثوري الإيراني" السيطرة على مطار أبو الضهور في ريف إدلب، ليتحول إلى قاعدة جوية لإمداد قواته ومليشياته في قاعدة جبل عزان والمناطق المحيطة بها، كما يُحققُ التقدم نحو أبو ضهور حماية جيدة للقاعدة التي ما تزال عرضة لنيران المعارضة الصاروخية. وقد أصبحت قاعدة جبل عزان مزاراً لعدد كبير من الشخصيات العسكرية الإيرانية البارزة، خلال الفترة الماضية، ما يشير إلى الاهتمام الكبير بالقاعدة ونية "الحرس الثوري" بتطويرها، باعتبارها أقل عرضة للأخطار من القواعد الإيرانية جنوبي سوريا القريبة من اسرائيل.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024