ماذا ستفعل إسرائيل عندما تظهر القافلة المقبلة لـ"حزب الله"؟

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2018/02/12

ما تزال المواجهة التي اندلعت، السبت الماضي، في الأجواء السورية، تخيّم على وسائل الإعلام الإسرائيلية. ففي مقالة للمحلل عاموس هرئيل، نشرت في "هآرتس"، الاثنين، يكشف الكاتب عن تدخل روسي حاسم أدى إلى إنقاذ الوضع ومنع انزلاق الأمور إلى تصعيد يخرج عن السيطرة، خصوصاً وأن المسؤولين العسكريين في إسرائيل كانوا يعدّون خطة الحرب.

يقول هرئيل، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام بإطلاق صفارة النهاية لوقف المواجهة بين إسرائيل وإيران في سوريا، فقبل الجانبان قرار بوتين. هذا هو الاستنتاج الظاهر الذي سيتم التوصل إليه من سلسلة الأحداث في نهاية الأسبوع الماضي.

وفقاً لهرئيل، فإن كبار المسؤولين العسكريين انهمكوا بعد ظهر السبت وهم يعملون على الخط المسلح لبحث تفاصيل كيف ستكون المواجهة مع إيران في سوريا. حصل ذلك بينما كانت الموجة الثانية من القصف الإسرائيلي ضد أهداف سورية وإيرانية في سوريا ما تزال قائمة. لكن توقف النقاش حول خطة الحرب بعد مكالمة هاتفية بين بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

الكلام الروسي الرسمي حول حادثة يوم السبت، والذي صدر عن وزارة الخارجية، سمّى ما حدث بانتهاك إسرائيلي للأجواء السورية، وتجاهل الحدث الذي أثار المواجهة، وهو تسلل طائرة من دون طيار إيرانية إلى المجال الجوي الإسرائيلي. لكن برغم ذلك، أصغى نتنياهو إلى بوتين عندما قال إن على إسرائيل تجنب أي تحركات من الممكن أن تؤدي الى تصعيد خطير في المنطقة.

يقول هرئيل إن الروس يشعرون بالقلق إزاء القصف الإسرائيلي الذي حدث يوم السبت، إذ إن جنودهم ومستشاريهم ينتشرون في مواقع قريبة جداً من الأهداف التي ضربتها إسرائيل، بما في ذلك قاعدة "تي-فور" الجوية العسكرية بالقرب من تدمر، حيث قصفت نقطة المراقبة الإيرانية التي أطلق منها الصاروخ المضاد للطائرات.

هكذا وبعد مكالمة بوتين-نتنياهو، يظهر من هو الرئيس الحقيقي في الشرق الأوسط، في حين أن الولايات المتحدة لا تزال غائبة، وتبحث عن سياسية خارجية متماسكة. لكن في ذلك الوقت، روسيا تملي الطريقة التي تسير بها الأمور.

ويعتبر الكاتب أن موسكو استثمرت الكثير من الجهد والموارد لإنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهي لن تسمح لإسرائيل بإحباط مشروع الاستثمار هذا. يقول هرئيل، إنه يمكن للمرء افتراض أن رسائل من هذا النوع تم نقلها خلال مكالمة بوتين الهاتفية مع نتنياهو.

لكن في المقابل، لا يعني ذلك أن ليس لدى إسرائيل أوراق مساومة خاصة بها، إذ بمقدورها إرسال الساحة السورية إلى تطور درامي آخر، ولكن من المشكوك فيه أن نتنياهو حريص على مواجهة الروس في سوريا. مواجهته مع الإيرانيين كافية.

وفي نتائج الغارات الانتقامية التي شنتها إسرائيل بعد إسقاط المقاتلة، تقول "هآرتس" إن أكثر من نصف بطاريات الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري أصبحت خارج الخدمة بعد الاستهداف الاسرائيلي. ولكن يبدو من وجهة النظر الإيرانية والسورية، فإن الأهمية الرمزية لإسقاط طائرة إسرائيلية تعوض ذلك.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، تم تحديد سابقتين أخريين: أطلقت إيران طائرة بدون طيار في الأراضي الإسرائيلية، وضربت إسرائيل هدفاً إيرانياً مأهولاً في الأراضي السورية. وبالتالي، عبرت إسرائيل حاجزاً نفسياً معيناً، بعد شهور من التهديدات العامة (والظاهرة على ما يبدو) لوقف الترسيخ الإيراني في سوريا.

لكن اختباراً جديداً يلوح في الأفق الآن: إذا لم ترد إسرائيل السماح بشحن أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان عبر سوريا، ماذا ستفعل في المرة القادمة التي تظهر فيها هذه القافلة، بعد أن أظهر العدو قدراته الهجومية، وأطلق تهديدات بأن الهجوم الإسرائيلي القادم سيؤدي إلى تصعيد واسع؟

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024