معرض رياض نعمة في بيروت: الجندي، الإنسان، الوحش

المدن - ثقافة

الأربعاء 2016/01/13
دعا الفنان العراقي، رياض نعمة الى افتتاح معرضه الجديد في art on 56th gallery بيروت، مساء يوم الجمعة الموافق 15/1/2016، وكتب الفنان العراقي ضياء العزاوي في تعريف المعرض: "بحذر يراقب رياض أبطاله، بعضهم هامشيون غير معنيين بما يدور حولهم، وبعضهم الاخر يعبّر عن قضيته الحذرة عبر نظراته المواربة، هذا الحشد من الابطال هم عناصر رياض في بناء عوالمه، إنه قوّالٌ منحاز لانسانيته، يخلق منهم مهرجان ألوان بفعل تدخلاته السريعة، فرشاة لا يأخذها الحرص على التزين بمقدار الحرص على خلق علاقات لونية حساسة تنتمي لابطاله وهم يطلوّن من قماشاته بسعادة خاصة بهم. تنوعت متابعات رياض عبر السنوات لم تبدله قساوة ما يحيط به ولم تأخذ من إنسانيته إغراءات هامشية لطالما عرف حدودها سياسيا واجتماعيا.

كيف لهذا المتابع الحذر والمقتصد بتحولاته أن يحط في عالم الجندي، موضوع اقل ما فيه إنحياز ورفض كامل للقسوة، للبطولة القائمة على الدمار، يصوّره بإنسانيةٍ لا تخفي وحشية دواخله ويتعامل معه وكأنه مخلوق قد تم تصميمه صناعيا لكي يكون ملحقا مكملا لحضارة الدمار، يفرضه رياض علينا بدون اكتراث لا بل يتنوع في تلوين وجهه القاسي وكأنه نموذج من الشمع يمكن اجراء تبدلات تفاصيله بدون اى حذر، وكأنه بهذا الموقف لا يحس بمرارة الندم لهذا النموذج من البطولة ولا يسحب احتمالاته نحو التلميح للرصاصات التي تأخذ بالنهار نحو الموت. هولاء الجند أتو بلا ضجة، يلوحون بإسلحتهم، خائفين مما تبقى من جثث تبعثرت بين البيوت، أما الاصدقاء الغائبون مرّوا كالقوافل كان لا بدّ أن تفرغ المراكب منهم، في عيونهم ملمح العودة لكي يتسلقوا ذكرياته، وينتشروا بقلق بين طيات اقمشة لوحاته، وجوههم مغطاة بغبار عراق بعيد، بعد ان عبروا الحدود، اسيجة الممنوعات، وشتائم شرطة المخابرات.
عوالم رياض تلك، مثل صناديق مختومة، تخفي قدرة على التفكير، هناك من يعرف كم كان يحصي أيامه التي ضاعت بين عراقه وبين المنفى، يصغي لموسيقى الوانه بلا ملل ويصنع من صمته بيانا لتغدوا عيوننا مصابيح تطرز حياة أكثر صخباً.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024