بروس كافيه.. الجماهير تلعب بالأركيلة

عباس سعد

الإثنين 2016/12/05
كبرت حكاية محمد اليمني، صاحب الشركة التي تدير بروس كافيه Pro’s Cafe في الدكوانة، من براد وماكينة قهوة ملحقان بملعب ميني فوتبول، إلى مقهى يتسع لأربعين شخصاً. ثم، إلى شركة تضمّ فروعاً في جونية وأربيل في العراق.

تتموضع ثقافة المقهى بين جوّين متطرفين: جو الحانات الذي يجذب محتسي الكحول، وجو مقاهي الأراكيل التي لا تقدم مشروباً، وتعتبر ذات جمهور محافظ نسبياً. تأتي بروس كافيه في الوسط، في مكان تطغى فيه الرياضة لكن لا يخلو من الغناء والرقص.


كبر المقهى قرب الملعب الذي كان يعتبر شرط وجوده، إلى أن ألغائه، وتحول ملعب كرة القدم إلى مقهى من أجل مشاهدة كرة القدم، وغيرها من نشاطات التسلية. ووفق وسام منتوفة، أحد القائمين على المكان، توسّع المقهى على الشكل الآتي: 40 مقعداً في 2004، 120 في 2005، 250 في 2006، 1000 في 2010 و1200 حالياً. أمّا فرعا جونية والعراق، فتم افتتاحهما في 2013 و2014 على التوالي، ويتّسع كل منهما لـ400 شخص.

معظم المقاهي الكبيرة في لبنان تتبع لشركات متعددة الجنسية، أو لرجال أعمال دخلوا المجال بقوة إستثمارية مريحة. أما بروس، فما يميّزه هو مساره التصاعدي الذي بدأ من أشخاص "على قد حالهم" كما يُقال، لكن عملوا على تحسين استثمارهم لينتجوا أسلوب عمل يقلّده أصحاب الأموال والشركات الكبرى.


هناك علاقة تبادلية بين المقهى والمجتمع اللبناني و"البيروتي" بشكل خاص. فبروس كافيه كان من أوّل المقاهي التي أدخلت مفهوم الشاشة العملاقة الذي انتشر لاحقاً، على ثقافة مشاهدي كرة القدم في لبنان، مع كأس العالم 2006. وكان من أول المقاهي التي اعتمدت برنامج "الكاريوكي"، الذي يملك جمهوراً كبيراً في العاصمة، منذ كان للكاريوكي "مكنتها الخاصة" قبل أن تكثر الشركات وتدخل وسيلة التسلية هذه إلى كل مكان.

لكن بروس استفاد من الواقع الاجتماعي الذي زاد من رغبة الأفراد في إمضاء الوقت في الكافيه، ليس للتسلية فحسب، بل للعمل في جو "خدوم" تتوافر فيه شبكة إنترنت سريعة أيضاً. كذلك، أنشأ مجتمع هذه المقهى في العام 2008 نادياً شارك في بطولة الفوتسال اللبنانية، واستطاع الفوز باللقب وتمثيل لبنان في بطولة آسيا، لكن ضعف دعم الاتحاد اللبناني للعبة، حال دون استكمال هذا الفريق مساره.


وكغيره من المقاهي الرياضية، نتج عن تجمعات بروس كافيه روابط جماهيرية. فالمعروف أن هذا المقهى هو معقل لجماهير يوفنتوس وبايرن ميونخ. لكن أحياناً تلجأ جماهير أندية أخرى إلى التجمع في بروس، كجماهير نادي ليفربول، عندما لا تتسع لهم المقاهي التي يقصدونها في المباريات الكبرى. تحاول إدارة الكافيه قدر الإمكان تقديم عروض لهذه الروابط للاستمرار في استقطابها، وتعمل على خلق أجواء وفرص جديدة تحمّس جماهير أندية أخرى على قصد الكافيه.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024