مبادرة بيئية في حانة Kissproof: وداعاً للبلاستيك

دانا أرناؤط

الثلاثاء 2018/02/13
لا تزال أزمة النفايات في لبنان من دون حلول جذرية. المكبات والمطامر تتضخّم يوماً تلو الآخر. هذا كلّه، ومع غياب الخطط البيئية الواضحة والمستدامة، لم يمنع المبادرات الفردية والجماعية من اتخاذ خطواتها الأولى في سبيل التخفيف من هول هذه الأزمة. ومن أحدث هذه المبادرات، قرار اتخذه شركاء سلسة حانات Kissproof وVyvyan’s وThe Happy Prince، في بدارو ومارمخايل في بيروت، مفاده التخلّي عن استخدام البلاستيك بشكل نهائي وقطعي، وتوفير المياه بشكل مجاني للزبائن في الزجاجات المستعملة سابقاً أو الأكواب الزجاجية.


وداعاً للبلاستيك
"منذ نحو 4 سنوات، اجتمعنا بشركائنا للبحث في امكانية تطبيق الفرز في حاناتنا، والاتفاق مع إحدى الشركات لكي تقوم برفع النفايات المفرزة يومياً منها. إلا أن الشركات المهتمة بالفرز لا تملك القدرة حتى اليوم على رفع النفايات يومياً، بسبب عدم قدرتها على استيعاب كميات كبيرة وعلى الالتزام بهذه العملية بشكل يومي"، يقول ايف وهو أحد الشركاء في ادارة هذه الحانات. يضيف: "كان لا بد من البدء بخطوة صغيرة وهي تجميع الأغطية البلاستيكية لمساعدة جمعية Arc En Ciel في تصميم الكراسي النقالة. إلا أن هذا الأمر لم يكن كافياً أيضاً. فالبلد يغرق في النفايات، وتكتيف الأيادي لم يكن خياراً لدينا".

من هنا، تم الاتفاق على التخلي عن البلاستيك بشكل نهائي (الأكواب، قناني المياه الصغيرة والكبيرة) بعد تعذر وجود مكان يتسع لفرزها. وامتنعت هذه الحانات عن استخدام الشاليمونات (Straws)، حتى وإن تطلب الأمر التوقف عن تحضير المشروبات التي يتم شربها بهذه الأدوات. إذ إن الاستعاضة عن هذا النوع بالنوع الزجاجي يعد عملية مكلفة جداً.

لم يقتصر القرار على البلاستيك فحسب، بل تعداه ليشمل المشروبات الغازية التي تقدم بالتنك، وذلك تخفيفاً للمهملات التي تضر البيئة. وكبديل لها، بدأت الحانات بتقديم نوع جديد من المشروبات الغازية، تحضر عند الطلب.

المياه مجانية
"لا شك أن تجارة المياه تعتبر عملية مربحة، إلا أننا لسنا هنا لبيع المياه. لذلك، قررنا التوقف عن بيعها وبدأنا بتقديمها مجاناً"، يقول إيف، الذي يشير إلى أن هذه الخطوة تؤدي إلى تراجع الأرباح، إلا أنها لا تسجّل أي خسارة، خصوصاً أنها خطوة في سبيل خدمة البلد.

أما في حانة The Happy Prince الواقعة في مارمخايل، فلا يزال خيار شراء المياه موجوداً بسبب توفر زجاجات المياه تشترى من شركة مياه معتمَدة. ولاحقاً، يتم استخدام الزجاج لتحضير المشروبات. إلا أنه يتم رميها في نهاية المطاف بعد عدّة استخدامات. وهذا الأمر لا يروق لأصحاب هذه الحانات؛ إذ تم الطلب من الشركة المنتجة أن تؤمن رفع هذه الزجاجات عدة مرّات في الأسبوع وإلا سيُلغى الاشتراك.

هذه الأفكار ستتبعها أفكار أخرى في المستقبل، إلا أن التركيز حالياً ينصب على الآلية الجديدة لتقييم نجاحها. ورغم ايجابية هذه المبادرة، يقول إيف: "عم نساعد البلد، بس البلد ما عم يساعدنا". ففي رأيهم "الفرز ليس كافياً، بل إن تنظيمه من قبل الدولة يبقى الأهم، لكي يتشجع المواطنون على تطبيق الفرز بطريقة سليمة. بالتالي، المساهمة في ايجاد حلول جديدة لمشكلة النفايات".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024