من يمر على طريق بيروت دمشق؟.. 10% فقط

رولا عطار

الجمعة 2018/01/12
لم يعد طريق بيروت- دمشق كما كان قبل بدء الحرب في سوريا. فغاية السوريين في توجههم إلى لبنان تغيرت مع الحرب، ولم يعد لبنان مقصدهم للتسوق والسياحة، إنما أصبح بلد لجوء أو محطة للسفر خارجاً إلى دول أخرى. هذا إلى جانب تشديد الاجراءات الأمنية من الطرفين السوري واللبناني، حيث تم وضع عدد من حواجز التفتيش السورية كما فرض الأمن العام اللبناني ضوابط وشروطاً محددة لدخول السوريين إلى الأراضي اللبنانية. ويمكن للمسافر عبر طريق بيروت- دمشق أن يلاحظ التغيرات الكبيرة التي حصلت في أوضاع التنقل بين البلدين.

ويقول مكتب سفريات في لبنان إن حركة السفر بين سوريا ولبنان تأثرت سلباً، لاسيما في الفترة الماضية. ومن بين الأسباب الاجراءات التي فرضها الأمن العام اللبناني على دخول السوريين إلى لبنان، بالإضافة إلى الأحداث التي وقعت في منطقة عرسال وغيرها. فالسوريون الذين كانوا في سنوات سابقة يقصدون لبنان للسياحة في منطقة شتورة، على سبيل المثال، توقفت حركتهم بشكل شبه نهائي.

ويمكن أن تقدر نسبة التراجع في حركة السفر بين الدولتين بـ90%. ففي السابق كانت تغادر من مكاتب السفريات اللبنانية نحو 70 إلى 80 سيارة، ومن محطة شارل الحلو نحو 100 إلى 200 سيارة يومياً، في حين لا يتجاوز حالياً عدد السيارات المغادرة باتجاه سوريا العشر سيارات، وقد لا تكون كاملة العدد بالركاب.

أما الباصات، فكان ينطلق من لبنان ما بين 30 و40 باصاً باتجاه عدد من المحافظات السورية (حلب، منبج، سلمية، حماه وحمص)، بينما اليوم يغادر أسبوعياً باص واحد مع عدد قليل من الركاب. إذ هناك قسم من السوريين يرسلون أغراضهم من دون أن يغادروا لبنان إلى سوريا، وذلك لصعوبة دخولهم مرة أخرى.

ويسجل أختلاف أيضاً في الأجر. ففي حين كانت تسعيرة السفر إلى حلب 300 ليرة أصبحت 10 آلاف ليرة سورية. وخلال السنتين الأوليين كانت حركة السفر من قبل السوريين أكبر كونهم خرجوا من مناطقهم وسافروا إلى خارج سوريا.

ومن الأمور التي عادت بالنفع على الجانب اللبناني، وحافظت على حركة المسافرين إليه، هي إغلاق مطار دمشق الدولي وتحول حركة سفر السوريين إلى الخارج أو بالعكس عن طريق مطار بيروت الدولي. "ولولا ذلك لكنا توقفنا عن العمل، إذ لم يتبق سوى مكتبين يعملان في هذا المجال من أصل 30 مكتباً"، وفق صاحب مكتب السفريات.

ويؤكد نزار، وهو سائق، أن الطريق بين دمشق وبيروت تغيرت، وحركة التنقل بين البلدين صارت أقل من السابق بشكل كبير، بسبب تشديد الاجراءات الأمنية. وفي أغلب الأوقات تعود السيارات من سوريا من دون ركاب، كما أصبحت فترة انتظار السائقين دورهم في الكراج أطول، بسبب قلة المغادرين.

وانعكست الاجراءات الأمنية، من الجانبين، سلباً على السائقين. فعبور الحدود لم يعد سهلاً، لاسيما لناحية فترة الانتظار الطويلة عند التفتيش، والأتاوات التي يضطر السائقون إلى دفعها (دخان، مبالغ نقدية وغيرهما) بغية مرور السيارة وتقليل مدة الانتظار، وفق ما يتحدث محمد، وهو سائق على خط بيروت- دمشق. وهذا ما يدفعهم إلى التعويض برفع الأجر على الركاب.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024