مهرجان عقاري: تثبيت أسعار رغم الصعوبات

علي نور الدين

الجمعة 2016/12/30

أطلقت سوليدير وجمعيّة مطوّري العقارات في لبنان مهرجاناً للعقارات في أسواق بيروت تحت عنوان "Real Estate Festival"، بمشاركة عدد من مطوّري العقارات وتجّارها في لبنان. ومن المفترض أن يستمر المهرجان إلى الثامن من كانون الثاني 2017. وهو يهدف إلى تشجيع المواطنين على شراء العقارات السكنيّة والتجاريّة، وتقديم الفرص لهم في هذا المجال، بالإضافة إلى دعم القطاع العقاري بشكل عام.

يقوم المهرجان بعرض عقارات من مشاريع مختلفة تقوم بها شركات عقاريّة، من خلال واجهات عرض متتالية تعرض صور المشاريع العقاريّة ومواصفاتها على طول "سوق الطويلة" في أسواق بيروت. وتقوم كل شركة بتسويق العقارات من خلال مندوبين يقومون بعرض مزايا المشاريع. واللافت هو حث معظم الشركات للسائلين على زيارة المشاريع شخصيّاً قبل مناقشة الأسعار بالتفصيل.

ويعتبر رئيس جمعيّة مطوّري العقارات في لبنان نمير قرطاس أن عرض هذه المشارع يمثّل "الريادة الثقافيّة للبنان"، مشيراً إلى أن الهدف الذي تحقّق من خلال هذا المهرجان هو "تقريب المسافة وتعزيز التواصل بين المطوّرين العقاريين واللبنانيين".

من جهته، يشير المدير العام لشركة سوليدير منير دويدي إلى أن المهرجان ينطلق من القناعة أن العهد الرئاسي الجديد سيكون له وقع إيجابي على الإقتصاد بشكل عام، خصوصاً السوق العقارية. يضيف: "بدأنا نلحظ مؤخّراً بعض الإنفراجات بشكل تدريجي على السوقين العقارية والتجارية".

وعن أهميّة القطاع العقاري، يشير دويدي إلى أنّه بالإمكان تقييم مجمل الوضع الإقتصادي من خلال هذا القطاع. لذلك، سيشكّل المهرجان فرصة للراغبين في الإطلاع على المشاريع العقاريّة الموجودة، وفتح المجال أمامهم للاستثمار.

تشارك في المعرض نحو 16 شركة، حيث تعرض عقارات تتنوّع بين الأراضي المفرزة والشقق السكنيّة والشاليهات والعقارات التجاريّة. لكن اللافت أنّ هذه العقارات بمجملها من فئة العقارات الفخمة والمرتفعة الأسعار، والبعيدة أيضاً من متناول المواطن العادي. وإذا كانت هذه العقارات تحديداً هي التي أصابها بشدّة الركود الأخير في السوق العقارية، فإن الأسعار المعروضة ضمن المهرجان لا تحاكي هذا الركود.

تعرض شركة "ريدبرو" أقساماً من ثلاثة مشاريع قائمة، ومشروعاً إضافياً من المتوقّع أن تعلن عن أسعاره لاحقاً. ووفق المدير التنفيذية في الشركة زينب جعفر تبدأ الأسعار في مشروع الشركة السكني في سوليدير من 5,500 دولار للمتر، وترتفع بمعدّل 100 دولار للطابق، بينما تبدأ الأسعار في مشروع بيت مري للشركة من 2,350 دولار للمتر وترتفع أيضاً بمعدّل 50 دولاراً للطابق. وفي مشروع آخر في منطقة القصر الحكومي تنطلق أسعار الشركة من 4,500 دولار للمتر وترتفع بمعدّل 100 دولار للطابق.

أما شركة بريميوم بودجكتس فتشارك بمشاريع سكنيّة في مناطق مارمخايل والصيفي وحي سرسوق وسوليدير. ووفق زياد كركجي، الموظف في الشركة، تبدأ الأسعار من 4000 دولار للمتر وتصل إلى 7500 دولار للمتر.

من جهته يعرض مشروع بيوت درعون (مشروع سكني في منطقة درعون في كسروان) شققاً تراوح كلفة المتر فيها بين 1,600 دولار و1,950 دولار للمتر، وفق غسّان نجمة من شركة TDHC القائمة بالمشروع. وهي الشقق الأقرب إلى قدرة المواطن العادي من ضمن الشقق المعروضة في المهرجان.

بالإضافة إلى الشقق السكنيّة والمكاتب، تُشارك شركات عقاريّة أخرى من خلال عرض عقارات مفرزة، مثل مشروع أريج صور لشركة "مشاريع"، وغراي ستون بارك لنادي فقرا، بالإضافة إلى عقارات مشروع "الواترفرونت" الشهير لشركة سوليدير ووانترونت سيتي ضبيّة لشركة ماجد الفطيم العقاريّة.

بشكل عام، حافظت الأسعار المعروضة على السعر الجامد في السوق منذ فترة، وهي أسعار بمجملها بعيدة من القدرة الشرائيّة لمعظم اللبنانيّين. ولا يبدو أنّ المهرجان تمكّن فعلاً من تحقيق الهدف الذي تحدث عنه رئيس جمعيّة مطوّري العقارات في لبنان بالتقريب بين المطوّرين العقاريّين واللبنانيّين، إذ لم يشمل المعرض أي عقارات سكنيّة من الفئة المتوسّطة التي يُقبل عليها معظم اللبنانيّين.

هكذا، يبدو أن الشركات العقاريّة مستمرة في تثبيت الأسعار عند معدّلاتها، رغم الصعوبات التي تشهدها معظم المشاريع في تسويق العقارات التي تنتمي إلى الفئة المرتفعة الأسعار. وهو نمط اتّبعته في الفترة الماضية هذه الشركات لمنع هبوط الأسعار في القطاع. ويبدو المهرجان محاولة لإعادة تسويق هذه العقارات بدلاً من محاولة التقريب بين العرض والطلب من خلال مشاريع تُحاكي الحاجة والقدرة الشرائيّة للمواطن العادي.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024