بالشام.. ما في شي!

المدن - ميديا

الإثنين 2017/03/20
استعاد الاعلام السوري شغفه بالإنكار، إثر هجمات استهدفت حي جوبر الدمشقي. نشر مراسلوه حول العاصمة، للايحاء بأن ما يتحدث عنه الاعلام حول العالم، غير صحيح. لكن الوقائع لم تسعفه. فأصوات القذائف كذّبت مذيعة احدى القنوات الرسمية، فدفعتها للالتفاف على الوقائع، والتأكيد على أن هناك أصوات "قذائف متقطعة بين الحين والآخر".



ومارس الاعلام الرسمي، على مدى 24 ساعة، هوايته المفضلة، بالايحاء أن "بالشام.. ما في شي"، في مقابل ضخّ إعلامي معارض، يؤكد أن المعركة عادت الى العاصمة. إذاك، أذعن النظام للاعلام المعارض، فنشر صوراً تظهر نتائج المعركة، منتقماً من كل تكذيب مارسه المعارضون لاظهار حقيقة ما يجري. فأظهر الصور بأبشع حللها، ليس أقلها صور أشلاء الذين قتلوا في تفجير مفخخات، وفي الضربات الجوية للطيران الحربي.

على ان الاصرار على تكذيب مناوئيه، قاده للبحث عن وسائل تسكن القلق في الشام، وتهدأ من روع سكان دمشق. إذ جنّد النظام جميع المنصات الاعلامية لنقل "الهدوء" بعد انجلاء المعارك التي لامست دمشق، لأول مرة منذ عامين على الاقل. خلت الشوارع من المارة، باستثناء زحمة مراسلي القنوات الرسمية السورية والمنصات الموالية في الفضاء الالكتروني.



تلك القنوات، نقلت صوراً لساحات وأحياء خالية، تعزز الفرضية القائلة انه "بالشام ما في شي". وتداعى المراسلون على ذلك، متنافسين على تقديم فروض الانكار بعد 24 ساعة على المعركة، ولتأكيد نظرية النظام بأن "الانتصار حليف أهل الشام".

وبعدها، اتجه الاعلام للتحليل. فقد رأى الاعلام النظامي ان الهجوم "هو الاخير قبل نقلهم من القابون وبرزة وتشرين"، مدعياً ان قوات المعارضة "تستشعر اقتراب المصالحات التي أدت لترحيل الارهابيين من ريف دمشق، فقامت بالهجوم".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024