شاهاك شابيرا يُحرج "تويتر".. بالفن

المدن - ميديا

السبت 2017/08/12
فوجئ موظفو "تويتر"، الأسبوع الماضي، بسلسلة من الشواهد العنصرية المأخوذة من تغريدات عبر الشبكة الشهيرة، أمام مكتب الشركة في مدينة هامبورغ الألمانية، تظهر بوضوح أن "تويتر" لا تقوم بدورها في حذف المشاركات التي تنتهك سياسة الاستخدام، والتي تحض على العنف ضد اليهود والمسلمين والمثليين وفئات أخرى، وتروج لخطاب الكراهية عموماً.


الفكرة المبتكرة نفذها الفنان الألماني-الإسرائيلي شاهاك شابيرا (29 عاماً)، وكتبت عنها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في نوع من الاحتجاج على سياسة "تويتر" غير المفهومة في التعامل مع التغريدات المسيئة، بموازاة توثيقه للحادثة في مقطع فيديو يقول فيه أنه أخذ العبارات الـ30 التي رسمها بطريقة الغرافيتي على الرصيف أمام مكتب "تويتر"، من مشاركات فعلية كان قد بلّغ عنها للشركة على مدى ستة أشهر، من دون أن يتم حذفها، رغم أنها تحتوي على كمٍّ لا يصدق من خطاب الكراهية.


وتتضمن التغريدات البشعة عبارات مثل: "أعد التغريد إن كنت تكره المسلمين" أو "البلاد بحاجة إلى حل نهائي مرة أخرى للإسلام" أو "دعونا نبيد بعض اليهود معاً بالغاز من جديد"، علماً أن شابيرا بلّغ عن 300 تغريدة في "تويتر" وحوالى 150 منشوراً في "فايسبوك"، ولم يتلق سوى 9 إجابات من "تويتر" تخبره بأن "تلك التغريدات لا تتضمن انتهاكاً لقواعد الشبكة".

وتخوض الشبكات الاجتماعية تحديات حقيقية لإزالة المحتوى العنيف وخطاب الكراهية والمواد التي تشجع على التطرف، من منصاتها المختلفة، وتشير تقارير بريطانية صادرة عن البرلمان البريطاني وهيئات مستقلة، قبل أشهر، أن شركات التكنولوجيا فشلت في مهمتها بهذا الصدد، فيما تحاول الحكومات الأوروبية فرض مزيد من الضغوط على الشبكات الاجتماعية من دون المساس بحرية التعبير، كان آخرها قانون ألماني يفرض غرامات مالية كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي التي تفشل في إزالة خطاب الكراهية خلال فترة محددة.

وفيما تقول "تويتر" أنها اتخذت إجراءات ضد حسابات مسيئة العام 2016، أكثر بـ10 مرات مما اتخذته العام 2015، إلا أن كثيراً من المستخدمين يحتجون، على غرار شابيرا، بأن طلباتهم لإزالة تغريدات مسيئة لا تلقى أي استجابة، وكأن تلك الطلبات لا تحظى بأي مراجعة على الإطلاق، رغم تأكيد "تويتر" في سياسة الخصوصية أنها تراجع كل طلب يردها.

وللمفارقة التي تعبّر عن الواقع، قام مكتب "تويتر" في هامبورغ بتنظيف مدخله فقط من العبارات التي رسمها شابيرا، وترك بقية التغريدات في الشارع وعلى الرصيف من دون المساس بها، وهي سياسة مماثلة لما يقوم به "تويتر" تجاه التغريدات المسيئة التي يحذف عدداً قليلأً منها فقط.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن متحدث رسمي باسم "تويتر" قوله أن الشركة تواصل مراجعة سياستها وكيفية تطبيقها، في تعليقه على الحادثة، رافضاً التعقيب على طريقة احتجاج شابيرا أو تقديم توضيح حول التغريدات الـ300 التي بلّغ عنها وبقيت موجودة في "تويتر".

وابتداء من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، ستواجه شركات التواصل الاجتماعي العاملة في ألمانيا غرامات تصل إلى 50 مليون يورو، إذا لم تستجب لطلبات إزالة التعليقات والشعارات غير القانونية أو العنصرية أو الافتراءات الكاذبة، في غضون 24 ساعة من إخطارها بوجودها. وتبدو "تويتر" في موقف صعب هنا، أكثر من بقية الشبكات المنافسة مثل "فايسبوك" التي حذفت 80% من المنشورات التي احتج عليها شابيرا في غضون ثلاثة أيام، وقدمت رداً على المنشورات التي رفضت حذفها.

ووجدت دراسة ألمانية نشرت في وقت سابق من العام الجاري في ألمانيا من قبل شبكة "Jugendschutz.net" التي تروج للاستخدام الآمن للإنترنت من قبل الأطفال، أن "فايسبوك" و"تويتر" فشلتا في إزالة 70% من خطاب الكراهية في غضون 24 ساعة. ووجدت أيضاً أن "تويتر" حذفت 1٪ فقط من المشاركات المخالفة خلال فترة الدراسة.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024