نجدة أنزور .. ماكينة البروباغندا التي لا تتوقف

المدن - ميديا

الثلاثاء 2017/11/14
كل عام بعد عام، يزيد المخرج السوري نجدة أنزور تحصين مكانته الكبيرة لدى النظام السوري، وتحول بعد العام 2011 إلى المخرج الأولى لبروباغندا النظام، وتمت "ترقيته" من مخرج تلفزيوني إلى مخرج سينمائي من أجل إيصال صوت النظام السوري ودعايته إلى العالم عبر عدد من الأفلام، وهو هذا العام لا يتوقف عن تقديم الأعمال الفنية المسيسة، بتقديمه مسلسلاً تلفزيونياً وفيلماً أنجزه بالكامل في أسبوعين فقط، من أجل "الدفاع عن الدولة السورية".


ويدور الفيلم الذي يحمل عنوان "رجل الثورة" عن قضية استخدام الأسلحة الكيماوية في البلاد، ونقلت مواقع موالية للنظام السوري عن أنزور أنه أنجزه في غضون 15 يوماً فقط "لأنه كان يعرف ماذا يريد"، حيث يدمج في فيلمه أحداثاً واقعية ضمن سياق درامي من أجل "نفي إمكانية استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل الدولة السورية" حسب تعبيره.

يأتي ذلك بعدما أعلنت لجنة تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة، أن النظام السوري مسؤول عن الهجوم الكيماوي الذي استهدف بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي في نيسان/ابريل الماضي، وأدّى إلى مقتل 87 شخصاً بينهم أطفال، بموازاة تقارير أممية ومستقلة أخرى وثقت استخدام الأسلحة الكيماوية في البلاد عدة مرات أخرى أبرزها مجزرة الكيماوي الشهيرة في الغوطة الشرقية العام 2013.

اللافت أن بروباغندا أنزور تبلغ مستوى غير مسبوق من الخيال، قد لا يصدقه الموالون أنفسهم، حيث يدمج عداء النظام السوري للصحافة المستقلة مع أكاذيب النظام التي يحاول بها لعب دور الضحية، في قصة تدور حول صحافي أجنبي يحلم بالحصول على جائزة مرموقة في مجال الصحافة، ولهذا يدخل البلاد بشكل "غير شرعي" عبر الحدود اللبنانية، من أجل نقل ما يجري في البلاد، لكنه يفاجأ أن "لا شيء يحدث في سوريا" وبالتالي يقرر الانتقام من الدولة السورية عبر إيصال معلومات من حكومات غربية لـ "الجماعات الإرهابية" بمكان وزمان وطريقة تنفيذ الهجوم الكيماوي، معتقداً أن ذلك سيعطيه شهرة موازية لشهرة نيله جائزة كبرى!

ويلعب دور البطولة في الفيلم الممثل سيف الدين سبيعي، وتم إنجازه باللغة الانجليزية لكونه موجهاً للجمهور الغربي! على أن يعرض في وقت لاحق، علماً ان الفيلم من تأليف أنزور نفسه بالاشتراك مع الكاتب حسن م يوسف، الذي أنجز في السابق أعمالاً تلفزيونية بارزة حملت وجهة نظر النظام بتحيز سياسي واضح مثل "الندم" قبل سنوات.

بموازاة ذلك، يعمل أنزور على إنجاز العمليات الفنية لمسلسله الجديد "وحدن" المتوقع عرضه في رمضان القادم، في تعاونه الثالث مع الكاتبة ديانا كمال الدين التي كتبت له فلمي "رد القضاء" و"فانية وتتبدد"، الذي تحدث فيهما عن حصار سجن حلب وتنظيم "داعش" من وجهة نظر النظام السوري، على التوالي.

وتتصدر المسلسل البطولة النسائية، حيث يرصد الفيلم حكاية قرية غاب عنها الرجال بسبب الحرب، من دون وجود مسلحين أو قتل أو قصف، لأن أنزور يفضل أن يرصد "الجانب النفسي" و"أسباب الوصول للأزمة السورية" حسب تعبيره، علماً أن أنزور قدم عدداً من الأعمال النسائية المشابهة في الأعوام الأخيرة، أبرزها مسلسل "امرأة من رماد" للممثلة السورية سوزان نجم الدين، ويلعب أنزور هنا على عواطف الجمهور من خلال تصوير الثورة السورية كحركة إرهابية معادية للنساء والحريات العامة، وعكس صفة الإرهاب الداعشي على جميع المعارضين السوريين.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024