اعتقال صحافية تركية انتقدت "المبالغة" في خطورة الانقلاب الفاشل

المدن - ميديا

الإثنين 2017/07/17
احتجزت السلطات التركية لفترة وجيزة رئيسة تحرير صحيفة محلية بسبب كتابتها مقالاً ينتقد الحكومة التي، في رأي الكاتبة، "بالغت" في تصوير خطورة محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت العام الماضي.


وذكرت صحيفة "كوجيلي كوز" التي تصدر في إقليم إزمير، أن رئيسة تحريرها يليز كوراي تعرضت للاعتقال من منزلها في وقت متأخر مساء السبت الماضي، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

وقالت كوراي عبر تغريدة في حسابها الرسمي في "تويتر"، في وقت لاحق الأحد، أن السلطات أفرجت عنها شريطة الخضوع للمراقبة القضائية، ما يعني أنها ملزمة بالتواصل مع السلطات بانتظام.

وفي مقالها انتقدت كوراي الحكومة التركية بسبب ما وصفته بأنه تركيز مبالغ فيه على الأحداث التي وقعت في 15 تموز/يوليو 2016، وقالت أن تلك الأحداث لا تقارن بأحداث كبيرة في التاريخ مثل الحرب العالمية الأولى ومعارك مفصلية في التاريخ التركي، مضيفة أن الحكومة لم تفعل ما يكفي لكشف ملابسات ما وقع في تلك الليلة التي قتل فيها حوالي 250 شخصاً بينهم مدنيون، عندما استخدم جنود منشقون دبابات وطائرات في محاولة للإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان.

تزامن ذلك مع تظاهر مئات الآلاف من الأتراك لإحياء الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة في احتشاد ضخم تأييداً لأردوغان، ما يسلط الضوء على الانقسامات الحاصلة في المجتمع التركي بعد حملة أمنية موسعة منذ محاولة الانقلاب، حيث فصلت السلطات نحو 150 ألف شخص أو أوقفتهم عن العمل في الدوائر الحكومية والقطاع الخاص خلال الحملة المستمرة منذ العام الماضي، كما اعتقلت نحو 50 ألفاً للاشتباه في صلاتهم بمحاولة الانقلاب، ويشمل ذلك موظفين محليين في جماعات حقوقية دولية مثل منظمة العفو الدولية "أمنستي".

يذكر أن الحملة الأمنية الموسعة التي شملت اعتقال صحافيين وإغلاق نحو 130 وسيلة إعلامية، أثارت قلق حلفاء تركيا الغربيين وجماعات حقوقية رأت أن إردوغان يستغل محاولة الانقلاب كذريعة لتكميم أفواه المعارضة وتعزيز سلطته وحرف البلاد عن الديموقراطية نحو الدكتاتورية. كما وصفت "لجنة حماية الصحافيين" ومقرها نيويورك، تركيا بأنها أكبر سجن للصحافيين في العالم بوجود نحو 160 صحافياً في معتقلاتها.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024