#حراك_15_سبتمبر

المدن - ميديا

الخميس 2017/09/14
لا يمكن الحكم على جدية ومدى تاثير الدعوات التي أطلقها معارضون سعوديون للتظاهر غداً الجمعة في أنحاء البلاد بعد، رغم انتشار هاشتاغ #حراك_15_سبتمبر وتصدره لموقع "تويتر" واسع الانتشار في البلاد، الخميس، للتعبير عن المعارضة للأسرة الحاكمة وسياساتها.


وأطلق مؤيدو "الحراك" هاشتاغ #حراك_15_سبتمبر وحصد أكثر من 50 ألف تغريدة خلال الساعات الـ24 الماضية، بعد إطلاقه بأسبوع تقريباً حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، لكن عدداً كبيراً من التغريدات كانت مضادة للحراك مع استخدامه من قبل الموالين للحكومة السعودية للرد على المعارضين، فضلاً عن إطلاقهم 5 هاشتاغات كانت من بين الأكثر تداولاً في البلاد، منها هاشتاغ #خراط_15_سبتمبر الذي حصد 50 ألف تغريدة بدوره وهاشتاغ #ابونا_سلمان_كلنا_تحت_رايتك و#قسما_بالله_ماأخونك_ياوطن و#حراك_١٥سبتمبر_لتجديد_البيعه.


ويختلف الطرفان حول أمور عدة في البلاد مثل مسألة الإصلاحات التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وسياسة السعودية تجاه دول الخليج والقوى الإقليمية في الشرق الأوسط، كما ناقش المغردون ما إذا كان "الحراك" هو الطريقة الأمثل للمطالبة بالإصلاح أم لا، فيما اعتبر مؤيدو الحكومة السعودية أن هناك أطرافاً خارجية تسعى إلى زعزعة الاستقرار عن طريق تفعيل "الحراك". بينما أكد معارضون وجود ما اعتبروه حاجة ماسة للنزول إلى الشارع والتعبير عن عدم الرضا عن السياسات الحالية.

وكان حساب باسم "حراك 15 سبتمبر" في "تويتر" أول من دعا إلى هذا الحراك عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ 22 آب/أغسطس الماضي، ودعا الناشطون السعوديون لاحقاً، ومعظمهم يتخفى بأسماء مستعارة، إلى "الخروج من أجل الاحتجاج وكسر جدار الصمت وعدم الاستمرار في الخوف" وذلك للمطالبة "بمعالجة الفقر والبطالة وأزمة السكن، وإزالة أسباب الجريمة والتفكك الأسري، ورفع الظلم عن المرأة والضعوف وتحسين مستوى الخدمات، وإطلاق المعتقلين".


في السياق، تعددت نقاشات السعوديون عبر الهاشتاغات المختلفة، فمنهم من رأى الدعوات آتية من سعوديين ومنهم من عزاها إلى أجنحة داخل الأسرة المالكة نفسها بسبب الغضب والاستياء من تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد بعد الإطاحة بولي العهد السابق محمد بن نايف، مع تواتر الأنباء في الأيام القليلة الماضية برغبة الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز في التنحي عن الحكم لصالح ابنه محمد.


وهذه الدعوة للحراك هي الثانية من نوعها خلال الأشهر الأخيرة، حيث كانت هناك دعوة أخرى مماثلة بعنوان "حراك 7 رمضان" لكنها أخفقت في تحقيق تجمعات كبيرة على الأرض بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات السعودية وقتها، كما أنها لم تنتشر بكثافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتجب الإشارة إلى أن الوجوه التي تقف خلف الحراك غير معروفة على وجه التحديد باستثناء بعض الناشطين ومن أبرزهم الناشط السعودي المعارض غانم الدوسري، المقيم في لندن، والذي ينشر عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أسابيع، من أجل الترويج للحراك، علماً انه يقول في مقاطع الفيديو المنتشرة له أنه ليس صاحب الفكرة بل يؤيدها فقط، وحسب وجهة نظره، فإن التجمع في مكان واحد كان سياسة خاطئة، مقترحاً مفاجأة الحكومة بالتجمع في كل الأحياء، للابتعاد عن سيطرة الأجهزة الأمنية، وتجنب التعرض للاعتقال.


وحسب التغريدات المؤيدة للحراك، فإن أسباب التظاهر تقود لما تقوم به القيادة السعودية في الفترة الأخيرة، وتحديداً حملة الاعتقالات التي بدأت قبل أسبوع تقريباً بحق مجموعة من السعوديين المعارضين، ومن بينهم دعاة ورجال دين وصحافيين، فضلاً عن الاستياء من إعطاء البلاد ملايين الدولارات للرئيس الأميركي دونالد ترامب والهدايا القيمة التي قدمت إليه خلال زيارته الأخيرة للرياض في وقت تفرض الحكومة مجموعة من الضرائب الجديدة على المواطنين.

إلى ذلك انضم عدد من كبار رجال الدين المؤثرين لمهاجمة الحراك عبر تغريدات في "تويتر"، ومن بينهم المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، والداعية الإسلامي المقرب من السلطات السعودية محمد العريفي، وصولاً إلى صحافيين بارزين مثل جمال خاشقجي الذي أعلن وقوفه ضد الحراك رغم إيقافه عن الكتابة في جريدة "الحياة" السعودية قبل أيام.


وهنا، حثت وزارة الداخلية في رسالة نشرتها وقت متأخر مساء الثلاثاء عبر حسابها الرسمي في "تويتر"، مواطني البلاد والمقيمين فيها على الإبلاغ عن أي أنشطة تحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام تطبيق "كلنا آمن" على الهواتف المحمولة، في إطار حملة واضحة على معارضي الحكومة المحتملين، واصفة تلك الأنشطة بأنها "جرائم معلوماتية".

وأنشئ التطبيق في شباط/فبراير الماضي، وكان متخصصاً في رصد المخالفات المرورية والسرقات، ليكتسب الآن بعداً سياسياً، بعدما نشرت الوزارة تغريدتين لاحقاً بينت أولاهما ما يندرج ضمن "الجرائم الإرهابية" من "تعريض الوحدة الوطنية للخطر" و"تعطيل النظام الأساسي للحكم أو بعض مواده"، و"الإساءة إلى سمعة الدولة أو مكانتها"، فيما أشارت التغريدة الثانية إلى أن أي عمل فردي أو جماعي هدفه زعزعة النظام العام يندرج ضمن الأعمال الإرهابية.

يذكر أن السعودية التي يستند نظام الحكم الملكي فيها إلى نسخة شديدة التطرف من السلفية الإسلامية تعرف باسم "الوهابية"، تحظر أي نوع من الاحتجاجات كما تحظر الأحزاب السياسية، كما يجرم القانون الاتحادات العمالية، وتفرض السلطات قيوداً صارمة على الصحافة بموازاة تحريم انتقاد العائلة الحاكمة.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024