الإثنين 2014/07/14

آخر تحديث: 13:54 (بيروت)

المحور أهم من المقاومة

الإثنين 2014/07/14
المحور أهم من المقاومة
تشييع لأحد قتلى حزب في سوريا (تصوير: عزيز طاهر)
increase حجم الخط decrease
خبران متتاليان على الشاشة أمامي يختصران التغيير البنيوي الذي يصيب الوظيفة المقاوماتية لحزب الله:

الخبر الاول يفيد بقصف إسرائيلي على جنوب لبنان في خراج بلدة زبقين، يليه ثانٍ يفيد ان
حزب الله يرسل تعزيزات الى القلمون. تزامن الخبرين يؤكد المؤكد منذ سنتين. حزب الله بات جزءاً حصرياً من معركة ايران في سوريا وبلا اي وظيفة اخرى خارج تثبيت نظام بشار الاسد ضمن محور الممانعة ولو على بلاد من ركام. 

إن آخر ما يريده كاتب هذه السطور لحزب الله هو ان يترجم الحزب دعايته السياسية حول فلسطين الى تحرك ميداني، او ان يعيد علينا حرب لو كنت اعلم. لكنه نقاش مع الحزب على ارضه. فأين هم "شيعة علي بن ابي طالب الذين لن يتركوا فلسطين"؟ وأين هو "حزب الله الشيعي الإمامي الاثنا عشري الذي لن يترك فلسطين ومقدسات فلسطين"؟ 

ما يوجب هذه الأسئلة انه باسم فلسطين والدفاع عنها وعن مقدساتها، مارس حزب الله ما مارس ولم يزل في لبنان وفي سوريا وربما في العراق والبحرين واليمن وغيرها الكثير.  
بوسع حزب الله طبعاً ان يصون ماء وجهه بالإجابة عن هذه الأسئلة بادعاء إضافي يفيد بان صواريخ حماس والجهاد الاسلامي والتطور النوعي في الأداء العسكري لهذين الفصيلين وغيرهما في المواجهة الجارية في غزة انما يعود الفضل فيه او في جزء منه لحزب الله. وبوسعه ان يذهب ابعد في القول ان القلمون وغزة جبهة واحدة في مواجهة اسرائيلات عدة، تتكامل في الوظيفة والمشروع والاستهداف.غير ان هذا كله يبقى من باب التذاكي والتحايل على جمهور جاهز سلفا لتصديق دعاية حزب الله. 

الحزب ينخرط جدياً في معركة حماية محور المقاومة وليس في المقاومة نفسها، وهذا ليس تفصيلاً بسيطاً في فهم المشروع الإيراني. فمحور المقاومة لا يملك من المقاومة الا اسمها او وظيفتها التي تخدم مشروع مد النفوذ الايراني وإدامته على شواطئ المتوسط. 

بهذا المعنى الوحيد تتكامل معركتا القلمون وغزة، بوصفهما معركتين في تحسين وتحصين أوراق ايران على حساب الدم الفلسطيني والسوري واللبناني. وبهذا المعنى فقط تتقاطع تل أبيب وطهران عند ازدراء أرواحنا وارزاقنا ومستقبلنا. 
increase حجم الخط decrease