الثلاثاء 2015/09/01

آخر تحديث: 17:20 (بيروت)

طاولة الحوار: إختلاف بشأن الأولويات!

الثلاثاء 2015/09/01
طاولة الحوار: إختلاف بشأن الأولويات!
يبدأ الحوار في التاسع من أيلول في مجلس النواب (تصوير: علي علوش)
increase حجم الخط decrease
حدد رئيس مجلس النواب نبيه  بري التاسع من أيلول موعداً لانعقاد طاولة الحوار في ساحة النجمة، لا يعول الأفرقاء كثيراً على التجربة الحوارية الجديدة على الرغم من الترحيب بها، لان أقصى الطموحات الواقعية التي من الممكن أن يحققها الحوار هي إعادة تفعيل عمل المجلس النيابي وعودة الحكومة إلى الانتاجية.

يتفاوت ترحيب القوى السياسية بالمبادرة الجديدة، تيار "المستقبل" سارع إلى القبول بها والتعويل عليها على لسان رئيسه سعد الحريري، كذلك بالنسبة إلى الحزب التقدمي الإشتراكي والنائب وليد جنبلاط، فيما حزب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" لم يقدما جواباً على ما طرحه رئيس المجلس، ووفق ما تشير مصادر "المدن" فإن الطرفين يعكفان على دراسة بنود المبادرة وهناك اتصالات بينهما تجري لتحديد الموقف المناسب.

ولا تخفي المصادر التباعد في وجهات النظر بين ما تناولته مبادرة بري، وما يريده النائب ميشال عون من جهة، ورئيس حزب "القوات" سيمر جعجع من جهة أخرى، فعون يعتبر أن المدخل لحل الأزمة هو بإجراء الإنتخابات النيابية ومن ثم انتخاب رئيس للجمهورية، أو إنتخاب رئيس من الشعب، وهذا ما يريده عون بنداً أول على الطاولة، أما بالنسبة إلى جعجع فيعتبر أن البند الأول من المفترض أن يكون انتخاب رئيس للجمهورية.

وعليه ترى مصادر الرئيس نبيه بري لـ"المدن" أنه لا مناص من إيجاد مخرج لحالة الجمود التي تشهدها الساحة السياسية والبديل عن الحوار ربما قد يكون الفوضى. وتعتبر المصادر انه لا شك أن انتخاب رئيس للجمهورية ضرورة لانقاذ البلاد، فالشعب في حالة غضب عارمة، ولهم مطالب محقة، فيما الحكومة معطلة والمجلس النيابي معطل ولا أحد يقوم بدور المحاسب، ولذلك "لا بد من البحث عن حل يجنبنا الفوضى".

وبواقعية سياسية، تقارب أوساط بري المشهد المرتقب للحوار، خاصة ان بند الإنتخابات الرئاسية مدرج على جدول أعمال الحوار، وتقول لـ"المدن": لا يوجد أي ضمانة بحل الملف الرئاسي خاصة أن النائب ميشال عون لا يزال على موقفه، فيما الكل على يقين أنه لا مخرج للشغور إلا برئيس توافقي، أما ما يحكى عن انتخاب رئيس من الشعب فهو مستحيل التطبيق".

وعلى ضفة "حزب الله"، يقول الوزير  محمد فنيش لـ"المدن" ان الحزب يبارك الحوار، وبند الرئاسة مطروح للنقاش على جدول الأعمال. وفي هذا الإطار، علمت "المدن" من أوساط مطلعة داخل ثنائي "حزب الله" وحركة "أمل"، أن الهدف الأساس من الحوار المرتجى لدى هذين الفريقين هو إطلاق عجلة العمل الحكومي وعمل المجلس النيابي، أما باقي البنود فهي وضعت شكلا على جدول أعمال الحوار من أجل إرضاء الأفرقاء المسيحيين وتحديدا حزبي "الكتائب" و"القوات اللبنانية".

مسيحياً، يبدو الترقب وعدم الحماسة من خلال مواقف حزبي "القوات" و"الكتائب"، ففيما لفت مصدر قيادي في "القوات اللبنانية" إلى أن الموقف سيعلن يوم السبت في قداس شهداء "القوات"، ولا تسقط المصادر من حساباتها إمكانية عدم المشاركة في الحوار لأن مصيره سيكون كسابقاته.

ولا يبدو موقف حزب "الكتائب" أكثر حماسة من "القوات"، إلا أنه يقارب الدعوة بدبلوماسية، فيقول عضو المكتب السياسي لحزب "الكتائب" سيرج داغر: "نحن مع أي مبادرة لكسر الجمود، لكن يجب التركيز على أن أساس الحل يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، لذا نحن بموقع المترقب، فيجب معرفة كيف ستتخذ قرارات الحوار، وحل سيبت بالملف الرئاسي أم ان الحوار سيكون مقتصرا على تفعيل عملي الحكومة والمجلس، لذا فان أساس موقفنا سيبنى على أساس ماهية الحوار،الذي لن يكون منتجا من دون حل الفراغ الرئاسي".

وحده تيار "المستقبل" يضع الملف في إطاره السياسي، يضع كرة الأزمة في ملعب "حزب الله"، ويقول النائب السابق مصطفى علوش لـ"المدن" إنه على الرغم من موقفنا الداعم للحوار، إلا أن هذا الحوار لن يكون سوى بهدف كسب الوقت، في حال لم يقتنع حزب الله بضرورة الوصول إلى تسوية فيما خيارات الحزب حتى الآن ليست واضحة". ويعتبر أن بري يحاول استعادة المبادرة من الشارع والمحافظة على ما تبقى من هيبة النظام، "فكل ما يقوم به هو محاولة لمنع انهيار الهيكل وعدم الذهاب إلى المجهول، خاصة أن بري يرى نفسه جزء من النظام ولا مصلحة له في انهيار البلد".

وبين حوار وحوار، تجمع مصادر "المدن" ان الحوار القادم ليس سوى جوقة فولكلور سياسي، هدفها الأساس تأجيل الأزمة، ومنع الوضع الأمني من الإنزلاق إلى الخطر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها