الثلاثاء 2015/06/30

آخر تحديث: 19:34 (بيروت)

"المستقبل" ينتقد "القوات": الإستفتاء يحيي "الأرثوذكسي"

الثلاثاء 2015/06/30
"المستقبل" ينتقد "القوات": الإستفتاء يحيي "الأرثوذكسي"
محاولة لخلق ثنائي ماروني بوجه الثنائي الشيعي
increase حجم الخط decrease

يبدو ان مفهوم الضروة في الحياة السياسية اللبنانية لم يعد يقتصر على العمل التشريعي والحكومي، انتقل إلى التحالفات الوطنية، وتحديدا تحالف قوى "14 آذار" الذي حلت عليه مفاعيل "إعلان النوايا"، بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، فأصابت منه مقتلاً، وعمقت الجفاء بين "المستقبل" و"القوات"، وسط إجماع على أن استمرار تحالف ثورة الأرز، ليس سوى من باب الضرورة ليس أكثر.

 

لا يخفى على أحد أن الحلم الآذاري الذي شكل انصهاراً وطنياً منذ عام 2005 بدأ يتخلخل على وقع الحسابات الشخصية لبعض القوى، منذ سنوات. الجديد أن تيار "المستقبل" الذي يرحب مبدئياً بالحوارات الدائرة سواء بينه وبين خصمه "حزب الله"، أو بين "القوات" و"التيار الوطني الحر"،  لا يرى أن حليفه رئيس "القوات" سمير جعجع قد حقق إنجازاً وطنياً بتقاربه من تيار عون، على الرغم من تسجيلهم إنتزاع جعجع من عون إعترافاً باتفاق الطائف بعد أعوام من التمرد.

 

تضع قيادات "المستقبل"، وفق مصادر "المدن"، التقارب "العوني" – "القواتي" في إطار "النزعات الأقلوية" التي ولدتها الأحداث الدائرة في المنطقة وظهور التيارات المتشددة، لكن هذا الأمر لا يشكل تبريراً كافياً للمواقف "القواتية" الأخيرة، وهو الأمر الذي يأخذه "المستقبل" على "القوات".

 

يظهر تيار "المستقبل" علنا رفضه لأي طرح يعيد بأي شكل من الأشكال تعويم طروحات تشبه قانون "اللقاء الاورثوذوكسي"، يعود القانون الى أذهان قيادات "المستقبل" عند الحديث عن إستطلاع الرأي الذي يعده "التيار الوطني الحر" لتحديد الأكثر تمثيلاً مسيحياً، تأخذ على "القوات" مجاراتها لعون في طرحه هذا بوصفه إنقلابياً، على الرغم من القناعة بأن "القوات" تعتقد بانه لن يقدم أو يؤخر، ولذلك منحته بركتها المشروطة بالطائف والدستور.

 

لكن تحفظ "المستقبل" ليس فقط على تماهي "القوات". يرفض قياديو "المستقبل" محاولة حصر البيئة المسيحية بتيارين أساسيين، لأن ذلك يشكل نوعا من إلغاء للأطراف الأخرى، وتحديدا المسيحيين المنضوين في صفوف "14 آذار"، وتيار "المستقبل"، وترى أن تأييد جعجع للإستطلاع يشير إلى سعيه لتحقيق مكسب مسيحي ليس على حساب عون بل على حساب المستقلين ليقول بذلك أنه الأقوى في المقلب المواجه لعون، ما يمكنه إستثماره في أي إنتخابات نيابية مقبلة.

 

كل ذلك يعيد قادة "المستقبل" الى الخلاف الأبرز قبل سنوات عندما طرح "اللقاء الأرثوذكسي". يقولون إن ما يحصل اليوم جزء من المعركة في المستقبل، التي يسعى جعجع فيها الى تمثيل نيابي يوازي، ما يقول أنه حجمه الشعبي، وذلك سيكون على حساب حصة "المستقبل" والنواب المنتمين الى الطوائف المسيحية في الكتلة. وتقول المصادر إن تنوع الكتلة الطائفي خط أحمر لأن أي محاولة لسحب هذا التنوع منها أكان من حليف أو خصم، يعني دفن "المستقبل" ومشروعه، ونهجه القائم على الإعتدال والشراكة والعيش المشترك.

 

انزعاج "المستقبل" الذي يعبر عنه خلف الغرف المغلقة، يقابله موقف أكثر تشددا لأطياف تحالف "14 آذار". مصدر قيادي في قوى "14 آذار" يقول لـ"المدن" ان "القوات" بشخص رئيسها تطمح لإعادة إنتاج صيغة الثنائي الشيعي، أي تحالف أمل – "حزب الله" بصيغته المارونية، الأمر الذي قد لا يروق لكثر لأنه يحصر التمثيل بهما ويقضي على المستقلين، وليس قول جعجع عن الاستطلاع انه "يأتي ليؤكد من هما القوتان الاساسيتان المسيحيتان لأن من شأن ذلك ان يدفع الآخرين الى احترام هذا الواقع نسبياً"، سوى ضربة للتحالف الوطني الكبير المتمثل بثورة الأرز.

 

وفي هذا الإطار، ينتقد مصدر في قوى "14 آذار" خطاب "القوات" الذي يركز على حماية المسيحيين. يقول لـ"المدن" إنه "في ظل هجمة التطرف المحيطة بنا الحل يبقى في الاطر الوطنية الجامعة وليس في التحالفات الطائفية"، متهماً "القوات" بضرب المجلس الوطني لقوى "14 آذار" وبأنها ضغطت على "المستقبل" من أجل إضعاف المجلس، وخروج الأحزاب منه، وذلك لحساب التقارب مع الرابية، وبغية إضعاف المستقلين وتهميشهم.

 

كل هذه التحفظات، تختمها معظم المصادر المحسوبة على "المستقبل" وعلى "14 آذار" بتأكيد التمسك بالثوابت العامة لثورة الأرز، وضرورة تماسكها لمواجهة المخاطر حالياً وفي المرحلة المقبلة، على الرغم من يقينها أن المنطقة دخلت منعطفاً حاداً تفرض الكثير من الإستقلالية على الأطراف المحلية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها