الأربعاء 2014/10/29

آخر تحديث: 20:03 (بيروت)

عصافير جنبلاط

الأربعاء 2014/10/29
عصافير جنبلاط
increase حجم الخط decrease

سيشتعل موقع تويتر ويتعلم تبديل المواقف وحياكة السياسة وتغيير الساعات والدقائق، سيتعود أيضاً الانقلاب فجأة على المتتبعين والمتابعين والتابعين، فوليد جنبلاط رئيس أكبر كتلة نيابية مقررة أصبح من رواد موقع التواصل الاجتماعي الجدد.

 

الصورة الموضوعة على الصفحة اختارها البيك له جالساً في الطابق الثالث من منزله في كليمنصو وإلى جانبه يجلس كلبه اللطيف أوسكار. الصورة بحد ذاتها ستكون موضع أخذ ورد لدى مجموعة جديدة من المحبين والعشاق وكذلك المهاجمين الذين يفرغون حقدهم عليه.

 

وكذلك سيكون هناك مجال أن تتسع صفحته لآخرين من الناس الذين كانوا لا يرون من الدنيا إلا الريف وصخوره وتلفزيون ينقل لهم صور الناس في الدنيا، سيجد ذلك "المهضوم" لنفسه مكانة في الدنيا مع وليد بك، وسيطلب منه كما الشاب الذي طلب من (جمبلاط كما سماه) رقم هاتفه الشخصي ليدردش معه على تطبيق "الواتس اب".

 

بيك المختارة الذي لا يحتمل العجقة والازدحام ولا الأصوات الزائدة بعد هذا العمر الذي عاشه بين القصف والعبوات والحروب والاحتلالات والانتفاضات من 6 شباط إلى انتفاضة الاستقلال والباحث عن السلم مع القمصان السود والزرق وما بينهما من شياطين، والذي لا يحتمل من السياسيين إلا من يجاريه بقراءة كتاب أو رواية، فجأة سيحتمل وضع نفسه بين نار المتابعين بآلافهم الدروز وعشرات الآلاف غيرهم من الطوائف الثانية وكذلك الملايين من العرب والعجم والغربيين الذين يقرأون كل شيء ويحاسبون ويرتوتون ويصنعون من كلميتن خبراً. سيكون اليوم وليد جنبلاط على تويتر مثل سعد الحريري ونجيب ميقاتي وباراك أوباما وحتى بشار الأسد نفسه الذي لا يطيق صوته ولا كلماته ولا رقبته التي ترفع أنفه.

 

سيجلس جنبلاط في لبنان متحدثا إلى "الأنباء" وإلى الإعلام الحليف له في هذه اللحظة، مرة "مستقبل" ومرة أخرى "منار" وكذلك سيتنقل في المناطق اللبنانية حيثما استطاع سبيلاً ناقرا على هاتفه الذكي أو على "الآي باد" تغريداته التي يفعل مثلها الحريري ولكن ليس من ضمن الاراضي اللبنانية.

 

في تويتر سيكتب "البيك" بلغة فرنسية جميلة كلغة أمين معلوف، وكذلك بإنكليزية منمقة كما أغاثا كريستي، وبعربية يعرف خباياها كتابة أكثر مما يعرفها نطقاً كأي واحد من أبناء الشوف الذين يعتقدون أن خلف كل حرف ألف تقف القاف مسيطرة على تلال سيروب والناعمة وخلدة والشويفات، وسيكون لجبل (الباروق) الباروك انذهاله من سرعة دخول جنبلاط في المعلوماتية.

 

غداً سيبدأ البيك نهاره على "تويتر" بـ follow لمن يعرفهم وكذلك التعريف بنفسه مثل أي جار جديد لمن يسأله إن كان هو نفسه وليد جنبلاط السياسي الذي يعرفونه، سيجيب نعم بأنه هو الرجل نفسه بيك المختارة وكليمنصو والأراضي اللبنانية كلها رغما عن كل الانقلابات الجغرافية التي عاشها البلد منذ وضعت العباءة فوق كتفيه يوم كان للحرب الأهلية عمر عامين فقط، وقبل أن تصير قرب الأربعين. الحرب التي قضت على محبين كثر وبقيت جاهزة للاندلاع كل لحظة. هي الحرب التي يطفئها بيديه اليوم كأنما يطفيء شمعة تكاد تحرق بيت المختارة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها