الأحد 2015/05/24

آخر تحديث: 20:18 (بيروت)

نصرالله في ذكرى التحرير: عرسال هي الهدف

الأحد 2015/05/24
نصرالله في ذكرى التحرير: عرسال هي الهدف
سلاح في المهرجان: جاهزون (المدن)
increase حجم الخط decrease

من خلف شاشة كالعادة أطلّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في الذكرى الخامسة عشرة للتحرير، هذه المرّة كانت الإطلالة على الجمهور من مدينة النبطية الجنوبية، حيث أقيم مهرجان شعبي حاشد، أحيط للمرّة الأولى بمظاهر مسلّحة بشكل ظاهر وعلى الإعلام، كما سوّرت المهرجان آليات عسكرية للحزب، وبعض المدافع، والصواريخ التي يستخدمها الحزب في حربه القلمونية، وإن كانت الذكرى قريبة من حدود فلسطين، إلّا أن المقصود كان سوريا، لا سيما مع تخصيص أغنية في المناسبة لنصر القلمون، في ذكرى تحرير الجنوب.

 

خلال كلمته قارن نصرالله ما يجري هذه الأيام، بما حصل مع بدايات "المقاومة"، ولكن بعناوين مختلفة، مشبهاً المرحلة الحالية بإجتياح العام ١٩٨٢، والانقسام، كذلك كان بالنسبة لنشوء المقاومة، على حد تعبير نصر الله، ولأنه لا بد من الغمز من البوابة السورية، حاول السيد اسقاط الأحداث السابقة على اليوم، قائلاً قارنوا ذلك مع اليوم، مشيراً الى أنه كان بعض الداخل حين يريد انتقاد أي عدوان اسرائيلي على لبنان، كان يبرر لإسرائيل هذا الاعتداء بأنه رد على عمليات المقاومة. في كلام نصرالله رد على من يرفض تدخل "حزب الله" في سوريا ويعتبر انه استدرج المخاطر الى لبنان.

 

العناوين الجديدة التي أكد نصر الله على أنها إعادة للتاريخ، هي المشروع التكفيري والتدميري للمنطقة، مشيراً الى أن "ابرز اوجه هذا المشروع هي داعش، بالاضافة الى النصرة وغيرها، كلها تعبر عن ما هو غير انساني وغير حضاري، وداعش تمتد وموجودة في سوريا، العراق، سيناء، اليمن، أفغانستان، ليبيا، نيجيريا، وقد عبرت عن وجودها الميداني في القطيف في السعودية، وكذلك بالنسبة لجبهة النصرة، لكنها جبهة شامية"، معتبراً أنها تنظيم القاعدة في بلاد الشام، لكنهم يعملون على تجميلها تحت اسم "جيش الفتح"، لكن لا وجود لجيش الفتح هذه القاعدة وفق تعبير نصر الله.

 

في معرض توصيفه لهذه الجماعات، اشار نصر الله الى أن هذا النمط التفكيري هو خطر وجودي على الجميع، ولا يستهدف طرفاً واحداً، بل يهدد الجميع، داعياً الى عدم غض الطرف عن الشواهد ودس الرؤوس في التراب، قائلاً: "أول من سيكون ضحايا داعش والنصرة هم تيار المستقبل وقادة تيار المستقبل ونوابه." كما توجه الى المسيحيين بالسؤال: "هل قوى 14 آذار يستطيعون تأمين الحماية لكم من القتل، ويحمي نساءكم من الذبح والسبي؟". في هذا الكلام، تقرأ مصادر قوى "14 آذار" لـ"المدن" بأنه تهديد صريح وواضح، لا سيما أن كلامه يأتي استكمالاً لتهديد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد لأمين عام "تيار المستقبل" احمد الحريري والوزير أشرف ريفي، وأكثر من ذلك تقول المصادر: "خرج نصر الله مع بداية عاصفة الحزم، لتحذير السعودية من خطر داعش، واعتبر أن التنظيم يهدد أمن السعودية، والحرمين الشريفين، ليكتشف في ما بعد خلايا لداعش في السعودية، ويحصل تفجير في القطيف يستهدف الشيعة لكنه لا يخدم إلا ايران وسياستها في المنطقة"، لافتاً إلى أن كل حركة "داعش" منذ إطلاقها لم تخدم سوى محور الممانعة وإيران، مشيراً أيضاً إلى ما يحصل في القلمون بين "الفتح" و"داعش"، الذي ذكر به نصرالله من زاوية التهكم.

 

وجه نصر الله دعوته للجميع الى مواجهة الخطر، وخصص الدعوة الى قوى "١٤ آذار"، مكرراً أن في سوريا فقط إما بشار الاسد أو "داعش" و"النصرة"، معتبراً أن الخوف يجب ان يكون من هؤلاء وليس من الاسد، مردفاً أن "حزب الله" هو الذي يشكل ضمانة للجميع. ضمانة تقول المصادر أنها لا يمكن أن تصرف لا في قضية ميشال سماحة، ولا في 7 أيار، ولا في الإغتيالات السابقة، ولا في كل ممارسات "حزب الله"، والنظام السوري في لبنان.

 

وبالحديث عن معركة القلمون وجرود عرسال، بدا أن نصرالله اتخذ قرار المواجهة، لافتاً الى أن معارك القلمون مستمرة إلى حين بسط سيطرة الجيش السوري و"حزب الله" عليها، مشيراً إلى أن عرسال تبقى المشكلة التي تشكل خطراً على الداخل، لا سيما أن بعض من أبنائها كانوا يدخلون السيارات المفخخة لتنفجر في المناطق اللبنانية، وهنا اعتبر أن "على الدولة أن تستعيد هذه البلدة المحتلة وفق توصيف وزير الداخلية نهاد المشنوق"، طالباً عدم التهرب من مناقشة هذا الموضوع في مجلس الوزراء، ومتوعداً بأن "أهلنا في بعلبك الهرمل، لن يقبلوا ببقاء ارهابي واحد في جرود عرسال أو البقاع"، وهذا الأمر تعتبر المصادر أنه إنذار بإشعال حرب مذهبية في تلك المنطقة قد تتطور الى حرب لا تبقي ولا تذر.

 

في كلمة نصرالله الجديدة بدا واضحاً أن المنطقة مقبلة على معركة كبيرة جداً، خصوصاً أنه أشار في معرض حديثه إلى ما يشبه توحد الجبهات في العراق وسوريا ولبنان، وإلى تعميم نموذج الحزب على المنطقة، وفق صيغة "الجيش والشعب والمقاومة"، وإن ضم إلى هذا المحور اليمن، إلا أنه عاد ووجه دعوة صريحة لوقف النار، والتوجه إلى جنيف.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها