الخميس 2015/03/26

آخر تحديث: 14:32 (بيروت)

لبنان قلق: فليبقَ اليمن.. في اليمن

الخميس 2015/03/26
لبنان قلق: فليبقَ اليمن.. في اليمن
اتصالات سياسية لتطويق أي تطورات ومنع إنهيار الحوار (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

استفاق لبنان على مشهد مكرر. في العام 1990 كان القلق يوازي مشهد الغزو العراقي للكويت. وكان لبنان مرتبطاً إرتباطاً عضوياً بالحدث، إذ كان العماد ميشال عون مدعوماً من الرئيس صدام حسن، وبعد أشهر خرج عون من قصر بعبدا مهزوماً.

وصباح اليوم، بدا الجميع مصدوماً بالتطورات اليمنية. تبادلت التيارات والأحزاب الأدوار. من تعامل على قاعدة أنه منتصر إقليمياً، صَمَت، منتظراً ما سيقوم به الحلفاء في المنطقة. ومن كان بدأ البحث في كيفية تقبل الهزيمة الأقليمية وإنعكاساتها على الساحة اللبنانية، بدا منتشياً، إذ تبادل قياديو "14 آذار"، وفق مصادر "المدن"، الإتصالات والتهاني.

الإتصالات الأساسية والرئيسية كانت على جبهة دعاة الحوار والتهدئة الداخلية. اذ تفيد مصادر "المدن" بأن اتصالات بين أكثر من تيار وحزب جرت صباحاً في محاولة لتلمّس إنعكاس ما يحصل في اليمن على الداخل اللبناني، وتلفت إلى أن حصيلة الإتصالات رجحت الحفاظ على الستاتيكو اللبناني الحالي، وتأجيل أي حلحلة مطروحة، خصوصاً في ملف الإستحقاق الرئاسي.

وعلى الرغم من هذه الإتصالات، فإن أكثر من مصدر مطلع أعرب لـ"المدن" عن خشيته من انعكاس التطورات اليمنية على الداخل اللبناني، خصوصاً أن الأطراف الفاعلة مشاركة بطريقة أو بأخرى في ما يحصل هناك، مع الإشارة إلى الدور الذي يؤديه الرئيس سعد الحريري دبلوماسياً وسياسياً، عطفاً على زياراته الأخيرة الى مصر وتركيا، وتصريحه العلني والسريع المؤيد للضربات الجوية والمرحب بها. كما تذكّر المصادر بتقارير أكدت وجود خبراء لـ"حزب الله" في اليمن يقدمون مساعدة تقنية ولوجستية لجماعة الحوثي.

 وتلفت المصادر إلى أن لبنان قد يعتبر الحلقة الأكثر إستقراراً بين هذه الدول، التي تشمل، إلى لبنان، اليمن والعراق وسوريا والبحرين، إلا أن هذا لا يلغي المخاوف.

وفيما ينتظر الداخل اللبناني، رد محور "الممانعة" وتحديداً "حزب الله" ونبرته، حاولت "المدن" الإتصال بعدد من القياديين في "حزب الله" فرفضوا التعليق أو الحديث، وإن كانوا لا يخفون وصفهم ما يحصل بأنه "إجتياح سعودي لدولة عربية وإسلامية"، مؤكدين أن الحزب سيكون له موقف واضح قريباً.

أما على صعيد الحوار بين "حزب الله" وتيار "المستقبل" الذي شملته الإتصالات، فتؤكد مصادر "المدن" بأنه سيكون عرضة للإهتزاز على وقع التصريحات، والتصريحات المضادة، إلا أنه لن يسقط نظراً الى القاعدة الثابتة التي أفرزها، والتي تؤكد على ضرورة الإستمرار في سياسة الحوار المتبعة والقائمة على مبدأ الفصل بين الداخل اللبناني واستقراره، وبين الملفات الخارجية المختلف بشأنها، وتشير إلى أن هذا الحوار هو حاجة للجميع، وهو ما أكده أكثر من مرة "حزب الله" وتيار "المستقبل".

الأنظار التي ركزت على الوضع اللبناني، لم تغفل المشاركة اللبنانية في القمة العربية، السبت المقبل، في شرم الشيخ. وتشير مصادر وزارية مطلعة إلى التزام الحكومة بسياسة النأي بالنفس، لافتة إلى أن مشاركة لبنان، عبر رئيس الحكومة تمام سلام، من شأنها منع أي تصريحات متفلتة وضبط السياسة اللبنانية الرسمية، الأمر الذي من شأنه أن يجنب لبنان تداعيات دبلوماسية.

إلى الآن إطمأن الجميع الى أنه لا تأثير مباشراً لما يجري في اليمن على لبنان، خصوصاً أن مبدأ الحرص على الإستقرار اللبناني ما زال قائماً إقليمياً ودولياً. لذلك، تختصر المصادر بالإشارة الى أن الأطراف الداخلية عليها مسؤولية كبيرة اليوم، من أجل إبقاء ما يحصل في اليمن.. في اليمن.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها