الأربعاء 2015/01/28

آخر تحديث: 14:59 (بيروت)

"حزب الله" يرد .. من لبنان

الأربعاء 2015/01/28
"حزب الله" يرد .. من لبنان
نتنياهو يهدد وتطور الأمور رهن الساعات المقبلة (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

قرر "حزب الله" الرد على غارة القنيطرة، فإستهدف قافلة عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا. كانت الأنظار متجه صوب الجولان السوري بسبب المناوشات الخاطفة التي وقعت أمس الثلاثاء بعد إطلاق عدد من قذائف الهاون، لكن تبين بمعطيات اليوم أن ما حصل في الجولان، وكل السيناريو الترويجي الذي تحدث عن رد في الميدان السوري ما هو إلا تمويه، فيما الرد اتى من الأراضي اللبنانية وصوب اراض لبنانية محتلة، قبل يومين من الكلمة المرتقبة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.

صباحاً بدا كل شيء على طبيعته في شبعا وعلى طول الشريط الحدودي، قبل أن تخرقه أصوات إنفجارات ظلت هويتها مجهولة الى أن أعلن الجيش الإسرائيلي عن تعرض آلية عسكرية لهجوم بقذيفة مضادة للدروع في منطقة جبل دوف في شمال اسرائيل ما أدى الى مقتل جنديين اثنين وإصابة سبعة آخرين.

وفيما كانت التحليلات تصب كلها في خانة وقوف "حزب الله" خلف العملية، أصدرت العلاقات العامة في "حزب الله" بياناً حمل الرقم 1، وقالت فيه أنه "عند الساعة 11.25 من صباح هذا اليوم، قامت مجموعة شهداء القنيطرة الأبرار في المقاومة الإسلامية باستهداف موكب عسكري إسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، مؤلف من عدد من الآليات، ويضم ضباطا وجنودا صهاينة، بالأسلحة الصاروخية المناسبة ما أدى إلى تدمير عدد منها ووقوع إصابات عدة في صفوف العدو. وما النصر إلا من عند الله العزيز الجبار".

سريعاً أصدرت السلطات الإسرائيلية توجيهات للمستوطنين في المطلة وأصبع الجليل والمستوطنات القريبة بالتحصن في منازلهم وملاجئهم، قبل أن تشرع في قصف المناطق المحاذية لمزارع شبعا اذ أفيد عن سقوط قذائف مدفعية على جنوب لبنان قرب الحدود وقرب منطقة المجيدية ومزرعة بسطرة واطراف بلدة كفرشوبا ومزرعة حلتا ووادي الوزاني والاطراف الغربية لسهل الماري، في ظل تحليق للطيران الحربي وطائرات الاستطلاع فوق مرجعيون وحاصبيا والعرقوب والبقاع الغربي. القصف الإسرائيلي هذا أدى إلى مقتل عنصر من الكتيبة الاسبانية ضمن القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفل" في منطقة العباسية، قبالة الغجر، فطلبت إسرائيل من قيادة "اليونيفيل" ان يلتزم عناصرها مواقعهم.

ومع التطور الدراماتيكي للأوضاع لا يزال أفق ومدى توسع رقعة التصعيد غامضة، خصوصاً أن وسائل الإعلام الإسرائيلية بدت بين مرجح للتصعيد، وبين مستبعد لإندلاع "حرب لبنان الثالثة"، رغم التعليق الأولي العالي النبرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي ضمنه تهديداً عبر "نصيحة" وجهها إلى "كل من يريد أن يتحدانا في الشمال"، بأن "ينظر إلى ما جرى في قطاع غزة، لقد تكبدت حماس الصيف المنصرم أكبر ضربة وجهت لها منذ تأسيسها". وأكد أن "الجيش يرد في هذه الأثناء على الاعتداء الذي وقع في شمال البلاد، الجيش مستعد للعمل بقوة على جميع الجبهات"، قبل أن يعود سريعاً لعقد إجتماع لحكومته الأمنية المصغرة للتباحث بالأمر.

انخفضت بعدها نبرة نتنياهو إلى مجرد التحذير "من انه في حال تجدد إطلاق النار نعلم كيف نرد بقوة من أجل الدفاع عن بلداتنا ومواطنينا وسيادتنا". ثم استمر التراجع  التدريجي في خطاب نتنياهو إلى أن أبلغ الجانب الإسرائيلي  قوات "اليونيفيل" انتهاء الرد على عملية مزارع شبعا وأنها ستكتفي بذلك، قبل أن تبلغ مجلس الأمن أنها ستتخذ كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن نفسها، وأنها تتمسك بحق الدفاع عن النفس وحماية سكانها.


وكان الجيش الإسرائيلي بدأ في وقت سابق اليوم الأربعاء أعمال حفر على الحدود مع لبنان، وسط مخاوف من قيام حزب الله بإقامة أنفاق في المنطقة. وقال الجيش إنه لا يملك معلومات على وجود هذه الأنفاق لكنه أشار إلى أن سكاناً في المناطق الحدودية أبلغوه بسماعهم أصواتا أسفل منازلهم خلال ساعات الليل، وفقا لما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت. وتأتي هذه الإجراءات بعد أسابيع على تصريح لنصرالله هدد فيها بالسيطرة على الجليل في أي حرب مقبلة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها