الثلاثاء 2015/09/01

آخر تحديث: 18:47 (بيروت)

"التيار" إلى الشارع مقسماً وبلا شعارات!

الثلاثاء 2015/09/01
"التيار" إلى الشارع مقسماً وبلا شعارات!
تحدي الحشد مجدداً والخلافات الداخلية (عزيز طاهر)
increase حجم الخط decrease

يعود "التيار الوطني الحر" إلى الشارع مجدداً، وتحضيراً للتظاهرة التي دعا إليها رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، والتي ستنفذ يوم الجمعة المقبل في ساحة الشهداء، تمهد مكاتب "التيار" ولجانه لحملات تحشيد عبر مسيرات سيارة من أمام مكاتبه في المناطق لتحفيز جمهوره.

عدد من الأهداف تجتمع حول "التيار" وتجعل التحرك الشعبي بالنسبة إليه أكثر من ضروري في هذه المرحلة. يحاول عون إستعادة المبادرة في الشارع وإثبات النفس، لا سيما بعد بروز الحراك المدني على خلفية أزمة النفايات، ورفضه استثناء "التيار"، ما دفع عون إلى الوقوع في تناقضات، إذ في البداية هنأ الشباب على حراكهم وعبر عن دعمه لهم، ليعود في ما بعد ويتهمهم بسرقة الشعارات التي يطرحها تياره منذ سنوات، وصولاً إلى إنتقادهم ووصفهم بأنهم فاسدون لأنه عمموا الفساد على الجميع وهم جزء من هذا الجميع، ليعود ويعلن اليوم تأييده لهذا التحرك لافتاً إلى وجود علامة إستفهام حول من يحرك الشباب.

بعيداً عن تناقضات "التيار"، يحاول عون لملمة التداعيات التي نجمت عن إلغاء الإنتخابات الداخلية لـ"التيار"، وتعيين وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رئيساً له، وسط أصوات داخلية معترضة على هذه الخطوة، وصولاً إلى إقدام العديد من الناشطين داخل "التيار" على تمزيق بطاقات انتسابهم فيما لجأ عون إلى فصل عدد من المنتسبين كرد على اعتراضهم على ما جرى، وبالتالي فإن التيار يريد رص صفوفه عبر الشارع للعب على الوتر التعبوي.

يحاول عون من كل ذلك، العمل على الضغط في سبيل الإستجابة إلى المبادرة التي تقدم بها قبل أيام لحل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، وتتمثل بإنتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، أو إجراء إنتخابات نيابية على أساس القانون النسبي على أن ينتخب المجلس النيابي الجديد رئيساً للجمهورية وتتشكل من بعده حكومة وحدة وطنية، وهو ما وضعه في سياق الإصلاحات التي لم يدافع عنها الشارع الذي يتحرك اليوم.

كل هذا الواقع سياسياً، وداخلياً على صعيد التيار، وخارجياً على صعيد الشارع، تضع المزيد من الصعوبات أمام "التيار"، وفق ما تشير مصادر "المدن" القريبة من الرابية، إذ تؤكد أن التيار يوم الجمعة أمام إستحقاق مفصلي لا يمكن التهاون معه، خصوصاً إن التظاهرة التي نفذها المجتمع المدني كانت حاشدة، وبالتالي فإن التيار أمام تحدي الحشد، لقياس تمثيله في الشارع المسيحي.

وفي هذا السياق تضع المصادر الدعوات التي توجه للتجمع عصر الأربعاء أمام المركز الرئيسي لـ"التيار" في ميرنا الشالوحي، ووفق ما تؤكد المصادر فإن الهم الأساسي يتركز على حجم المشاركة، ومن هنا لا تنفي إمكانية مساندة "التيار" شارعياً من بعض الحلفاء، وهو الأمر الذي تناور حوله المصادر معتبرة أن من أراد المشاركة من الحلفاء فمرحب به لكنها لا تخفي أن هناك أطرافاً عديدة داخل التيار تريد إفشال جبران باسيل وأول تظاهرة في عهده.

أما في مسألة لملمة الشرذمة التي نتجت عن التململ بفعل تعيين باسيل رئيساً لـ"التيار"، فعلى ما يبدو أن الحركة الإعتراضية تسلك مساراً تصاعدياً، إذ علمت "المدن" أن سلسلة إجتماعات عقدت في لبنان ضمت معترضين على ما جرى، حيث تم البحث في كيفية مواجهة الأمر على الصعيد الداخلي، كما أن النائب آلان عون، موجود في فرنسا منذ أيام، بالتزامن مع إستعداد عدد من قادة التيار المعارضين في باريس للقيام بعدد من الخطوات التصعيدية لم يعرف ماهيتها بعد.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها