الخميس 2014/11/27

آخر تحديث: 16:00 (بيروت)

فرنجية لعون: "بمشي بجعجع وما بمشي بباسيل"

الخميس 2014/11/27
فرنجية لعون: "بمشي بجعجع وما بمشي بباسيل"
من أحد اللقاءات السابقة بين الحليفين (تصوير: علي علوش)
increase حجم الخط decrease

كثيراً ما تمّ التداول في "الخلافات" القواتية الكتائبية حيّال الإستحقاق الرئاسي وكيفية مقاربة كل من الحليفين لهذا الإستحقاق، وقليلاً ما بحث في خبايا العلاقة بين الحليفين المسيحيين على الجبهة المقابلة، إذ تبدو العلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المردة تشبه حال القوات والكتائب رئاسياً، لا بل قد تتخطى هذه الخلافات بأشواط في بعض الأحيان.

مثلما ينتظر الرئيس أمين الجميل إنسحاب رئيس القوات سمير جعجع ليطرح نفسه مرشّحاً توافقياً، كذلك يفعل النائب سليمان فرنجية بالنسبة لترشح النائب ميشال عون، هي لعنة كرسي الموارنة، يقضي حلم التربّع عليها على كل الثوابت التحالفية، ومن هنا يستغل الأفرقاء المسلمون هذه الإختلافات ويستثمرون بها.

تؤكد مصادر "المدن" أنه منذ أيام قليلة، عقد لقاء في الرابية بين النائبين ميشال عون وسليمان فرنجية بحضور المعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل والنائب نواف الموسوي، وذلك للبحث في الإستحقاق الرئاسي وكيفية الخروج من دائرة الشغور. وتصف المصادر المطّلعة على مجريات اللقاء لـ"المدن" أنه كان عاصفاً ولم يتم التوصل في خلاله إلى أي نتيجة.

حصل خلال اللقاء إستعراض للوضع الداخلي والإقليمي والدولي، عرض فرنجية مقاربته لمجمل التطورات، واعتبر أنه لا بد للخروج من الحلقة المفرغة التي يدور داخلها الجميع من إنتخاب رئيس توافقي وقوي يتمتع بحيثية تمثيلية في الشارع المسيحي، ومما أتى في معرض مقاربة فرنجية أن جميع القوى الدولية والإقليمية المؤثرة أصبحت على قناعة تامة بأنه لا مجال إلّا بإنتخاب رئيس توافقي وأوّلهم المملكة العربية السعودية، ليكمل أن مصلحة تحالف قوى الثامن من آذار تقتضي الإستفادة من هذه اللحظة لإنتخاب رئيس منها وبالتالي على عون الإنسحاب لصالح مرشّح آخر.

زكّى فرنجية نفسه لوراثة ترشيح رئيس التيار الوطني الحرّ، مستنداً في ذلك إلى أنه لم يهاجم المملكة العربية السعودية أبداً، واستشهد بتصريح لوزير الإعلام السعودي السابق عبد العزيز خوجة حول هذا الموضوع، إذ قال خوجة قبل عشرة أيام تقريباً في أحد تصريحاته: "أن النائب فرنجية لديه حيثية تمثيلية ولم يهاجم المملكة قط، وهو يطرح نفسه بديلاً عن عون".

حينها، حصل توتر خلال النقاش، فتدخل ممثلو حزب الله لتهدئة الوضع، وقدموا طرحاً بأن لا أحد يمكنه حجب حق "الجنرال" بالترشح، ونحن ندعم وصوله إلى رئاسة الجمهورية، وسيبقى هو مرشحنا الدائم، وتشير المصادر إلى أن قادة الحزب لم يشاؤوا الدخول في تفاصيل النقاش بين عون وفرنجية، إذ أكدا أن حزب الله يدعم ما سيتفقان عليه.

أبدى عون خلال الإجتماع إقتناعه بأن حظوظه بالوصول إلى بعبدا أصبحت شبه منعدمة، أو عليه الإنتظار لفترة قد تكون طويلة إلى حين حصول تغيرات إقليمية تصبّ في صالحه، حينها كان تشديد من قبل مجالسيه على ضرورة إنهاء الشغور للحفاظ على سير عمل المؤسسات في ظل التهديدات الأمنية، وكان طرح حول ضرورة الخروج بإسم مرشّح غيره، أعاد فرنجية طرح فكرته التي رفضها عون طالباً ترشيح صهره وزير الخارجية جبران باسيل بدلاً منه، لينسحب فرنجية من الإجتماع قائلاً "بمشي بسمير جعجع وما بمشي بباسيل". 

في إطار تأكيد مصادر الأحزاب الثلاثة لـ"المدن" حصول هذا الإجتماع، فإن مجرياته تشير إلى أن حزب الله يريد الذهاب إلى الحوار مع تيار المستقبل على قاعدة جديدة، أي لا يستطيع الدخول إلى حوار هو طلبه من دون تقديم أي شيء جديد، ما يعني أن ما كان يريد تقديمه هو رسالة بتخلّيه عن ترشيح عون الذي يعطّل الإستحقاق. في السياق الدائم والمعروف يقدّم حزب الله تنازلاته من رصيد غيره، وهذا ما أراد فعله في دخوله بالحوار مع المستقبل، فطالما خفض المستقبل سقف شروطه للحوار، أي لن يتناول موضوع القتال في سوريا والسلاح، بل سيقتصر على الوضع السياسي وإنتخاب الرئيس والوضع الأمني، فإن الحزب يريد تقديم أي بادرة جديدة تحرّك الركود وإن لم تغيّر في الجوهر.

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها