الثلاثاء 2015/06/09

آخر تحديث: 17:26 (بيروت)

"حزب الله" ومعارك القلمون "الوهمية"

الثلاثاء 2015/06/09
"حزب الله" ومعارك القلمون "الوهمية"
الصورة نقلاً عن الإعلام الحربي في حزب الله
increase حجم الخط decrease
عملياً وبمعزل عن حجم الحرب الإعلامية التي يخوضها "حزب الله" منذ أكثر من شهر في القلمون، لم يحقق أي نتيجة. ينتقل الحزب في معاركه في تلك المنطقة عسكرياً كما ينتقل، كلامياً، ليس أكثر. وقبل أن ينهي المعارك في تلة موسى وتلة الثلاجة وفي جرود فليطا،  فتح معارك جرود عرسال، وقبل أن ينهي أيضاً معارك جرود عرسال مع جبهة "النصرة سارع إلى الحديث عن فتح معركة جديدة ضد تنظيم "داعش".
 
بعد الحديث عن الإنتصار في تلة موسى، عاد الحزب وخسرها، كذلك الأمر بالنسبة لتلة الثلاجة، مروراً بجرود فليطا وصولاً إلى جرود عرسال. وفي الجرود اللبنانية ووفق ما تؤكد مصادر "المدن" فإن الحزب في اليوم الأول من المعركة استطاع التقدم بضع كيلومترات، لكنه لم يستطع البقاء فيها، وفي وقت تحدّث عن السيطرة على جرود فليطا، شن مقاتلو "جيش الفتح" بالأمس هجوماً على موقعين للحزب هناك، وتؤكد مصادر في جيش الفتح لـ"المدن" أن "حزب الله" ليس في جرود عرسال، بل على مقربة منها في نقطتين، الأولى من الناحية الشرقية لجهة جرود فليطا، والثانية من جهة الجرود الشمالية لبلدتي نحلة ويونين.
 
وسط ذلك يشير "حزب الله" إلى أنه أنجز حوالى 80 % من معارك جرود عرسال، وتعتبر مصادر قريبة منه لـ"المدن" أن عناصر النصرة أصبحت محاصرة عند نقطة وادي الخيل في جرود عرسال، الأمر الذي تنفيه مصادر "جيش الفتح"، وتقول: "كيف يحاصرنا الحزب ويومياً هناك عائلة من عائلات العسكريين تزور ابنها في الجرود؟".
 
وتشير المصادر القريبة من الحزب لـ"المدن" إلى أنه مستعد للدخول في المعركة عند الجرود الشمالية لعرسال ضد تنظيم "داعش"، لأنه يريد، وفق مصادر متابعة، إرساء مناخ لبناني ملتف حوله، بدأ ذلك في كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن أن ما يقوم به الحزب في جرود القلمون وما يريد القيام به في جرود عرسال هو لحماية الاراضي اللبنانية.
 
في المقابل، لا موقف واضحاً من قبل الحكومة حول معركة "حزب الله" في القلمون، الموقف الوحيد الذي صدر عنها هو حول الوضع في عرسال وجرودها، ما يوحي وكأن هناك صمت حكومي إزاء نشاط "حزب الله" الكامل في سوريا، خصوصاً أن الصمت انتقل إلى القوى السياسية الأخرى التي سلّمت بالأمر الواقع، وعليه يسهم هذا الصمت في تحقيق مبتغى "حزب الله"، وما يعزز ذلك الأخبار التي يضخها "حزب الله" عن استعداده للدخول في معركة ضد تنظيم "داعش"، وما رافق ذلك من الحديث عن إشتباكات عنيفة تدور بين الطرفين في جرود القاع.
 
وكما استفاد تنظيم "داعش" من الإشتباكات القلمونية بين "حزب الله" و"جيش الفتح" قبل فترة ليشن هجومات على مواقع "الفتح"، يستفيد "حزب الله" اليوم من النشاط الذي يقوم به "داعش" في المنطقة الجردية المقابلة لجرود القاع، والتي يتخللها إشتباكات محدودة ومتقطعة بينهما في تلك المنطقة، ويسعى لكسب المزيد من المشروعية في معركته هذه والإستمرار فيها، لا سيما أن الأخبار الواردة تفيد بأن عناصر "داعش" شنوا هجومات على مواقع للحزب فجر اليوم، ما يعني أن الحزب في موقع دفاعي، وبالتالي من حقه الدفاع عن نفسه وعن مواقعه وعن الأراضي اللبنانية، وليس اللجوء إلى الضخ الإعلامي حول المعركة مع "داعش"، خصوصاً أن ذلك يأتي بعد أن أصبح الحزب محرجاً بسبب عدم خوضه أي معركة مع هذا التنظيم، لكن المصادر لا تعلق أهمية على هذه المعارك وتعتبر أنها ليست جدية، وتضيف أن الجيش اللبناني والذي لديه تعزيزات كبيرة جداً في تلك المنطقة هو الذي يمسك بزمام المبادرة هناك منذ فترة وليس الآن، وقد قام باستهداف تحركات للمسلحين في جرود القاع بالقصف المدفعي والصاروخي.
 
يستفيد "حزب الله" من انعدام وجود جبهة سياسية معارضة لتوجهاته، خصوصاً في ضوء عدم الربط بين ما يجري في جرود عرسال والقلمون تحت دعاية حماية المناطق اللبنانية والسلسلة الشرقية، وبين إنسحاب "حزب الله" من سوريا، ويوظف الحزب هذا الفصل في إضفاء المزيد من المشروعية لما يقوم به في سوريا.
 
وتستغرب مصادر "المدن" موقف الحكومة اللبنانية إزاء ذلك على الرغم من التأكيد بشكل مستمر على أن الجيش اللبناني هو المكلف حماية كل الأراضي اللبنانية، هذا الموقف تعتبر المصادر أنه يأتي للحفاظ على ماء الوجه، لا سيما في هذه المرحلة الحكومية الحرجة، وتشير إلى أن الأمور تجري على قاعدة "غض الطرف"، ومن هنا فإن المصادر تحمّل مسؤولية ذلك للحكومة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها