الأربعاء 2015/07/29

آخر تحديث: 16:00 (بيروت)

عون مع خلافة باسيل والمواجهة تقترب!

الأربعاء 2015/07/29
عون مع خلافة باسيل والمواجهة تقترب!
عون يفعل أي شيء يؤمن ترئيس باسيل (تصوير: علي علوش)
increase حجم الخط decrease

هي المرة الأولى التي يواجه فيها رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون مأزقاً سياسياً – عائلياً، فمشكلته اليوم داخل منزله، بعد أن سقط اعتباره القديم الجديد المتمحور حول سياسة: "الأمر لي والإنصياع لي".
 

لم ينصع قياديو "التيار" إلى خيار رئيسه، ولم يؤيدوا ترئيس وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وأعدّوا العدة لخوض غمار المعركة الإنتخابية، ضد صهر الجنرال، واستتباعاً ضد خياراته.
 

عملياً ينقسم "التيار"، كما بات معروفاً، بين فريقين، ويشعر "الجنرال" أنه يفقد زمام الأمور، لكنه لم يستسلم ولا زال يبحث عن حلول ممكنة، إما عبر التسوية، أو عبر إعادة ترشحه شخصياً وبقائه رئيساً إلى أن يقضي الله أمراً، خوفاً من الصراعات.
 

يقف عون أمام الاستحقاق الداخلي في تياره، في 20 أيلول المقبل، حيث سيتوجه 17000 منتسب للتيار إلى التصويت لاختيار الرئيس الجديد، حائراً، ومنذ فترة طويلة كان يمهد لوصول باسيل من دون معركة، وذلك عبر تعزيز باسيل على مختلف المستويات السياسية في التيار وخارجه، وتم تسخير كل المقدرات له من خلال عمله في الحكومات المتعاقبة وإطلاق يده داخل "التيار".
 

مؤخراً، كثف عون من حجم الإتصالات التي أجراها شخصياً على مستوى القيادات والنواب والمنسقين في مختلف المناطق، لتمهيد هذا الإنتقال بشكل سلمي، لكنه اكتشف أن هذا الأمر غير قابل للتحقق وغير مقبول في صفوف العونيين.
 

تؤلف المجموعة المعارضة عدداً كبيراً من القيادات والنواب، وتضم النواب: زياد أسود، آلان عون، سيمون أبي رميا، ونعيم عون من خارج النادي النيابي إضافة إلى عدد كبير من منسقي المناطق الذين يتأهبون للدخول في معركة عبر ترشيح آلان عون إلى رئاسة التيار، لأنهم يعتبرون أن باسيل شخصية مرفوضة على المستوى الشعبي في "التيار" وشخصية استفزازية، وهم يعتبرون أن قوتهم مستمدة من الجمهور المسيحي ككل وليس فقط من 17000 منتسب.
 

استشعر عون توازناً في القوى بين الفريقين المتخاصمين على رئاسة التيار، وعليه، قام بسلسلة إتصالات على أمل الوصول إلى تسوية معينة، وهي تتجسد بمرحلة إنتقالية لمدة سنة يتولاها اللواء المتقاعد نديم لطيف، لكن الأخير رفض هذا الأمر نهائياً، وفق ما تشير مصادر "المدن"، نظراً لكبر سنّه ولأنه غير موافق على كل ما يجري، وغير مستعد لأن يسد الفراغ في الوقت المستقطع.
 

وبعد إعلان المجموعة المعارضة لباسيل رفضها لخيار تزكية باسيل، بدأ عون بكل الوسائل الضغط عليهم. وتشير مصادر قيادية في "التيار" لـ"المدن" إلى أن عون طلب عدداً من النواب المعارضين لباسيل إلى لقائه في الرابية، وقال لهم "أريد جبران يعني أريده، ولا مجال للنقاش بهذا الأمر، وأنا من أمّن لكم المواقع التي وصلتم إليها".
 

بالإضافة إلى ذلك، يستخدم باسيل مركز حزب "التيار الوطني الحر" الرئيسي في منطقة ميرنا الشالوحي من أجل إدارة حملته الإنتخابية، وهذا دليل على أن عون يمنحه كل الوسائل المتاحة بالإضافة إلى أن من يقود الحملة الإنتخابية لباسيل داخل "التيار"، هو رئيس المكنة الإنتخابية لـ"التيار" في الإنتخابات النيابية منصور فاضل.
 

ولا تخفي مصادر "المدن" وجود إتصالات داخل "التيار" من أجل تأجيل الإنتخابات لسنة أخرى، أو إقتراح إعادة تجديد إنتخابه، لكن عون مصرّ على بت هذا الموضوع الآن، لأنه يعتبر أنه في حال لم يستطع إنهاء هذا الأمر أو التوريث فيعني أنه فقد سلطته على التيار نهائياً وهي مسألة خطرة جداً بالنسبة إليه.
 

يقف عون امام خيارات صعبة، لم تصح تصوراته بأنه يستطيع توريث باسيل بسلاسة، حشر في زاوية مخاصمة إبن شقيقه وإبن شقيقته، في المقابل هناك العديد من الرؤوس التي تطمح للعب دور الوساطة، والبحث عن تسوية، لكن عون متمسك بباسيل، والأكيد أن الإنتخابات لن تمرّ على خير داخل "التيار الوطني الحرّ"، فانحياز "الجنرال" قد يكون مقدمة إنشقاقات مستقبلية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها