الثلاثاء 2014/07/22

آخر تحديث: 15:31 (بيروت)

المستقبل.. طريق خريطة الحريري مسدود

الثلاثاء 2014/07/22
المستقبل.. طريق خريطة الحريري مسدود
العرقلة الأساسية ليست في ملعبهم (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease

الوقت الضائع الذي تستغلّه القوى السياسية لإطلاق التوصيفات على كلمة الرئيس سعد الحريري الأخيرة إن كانت مبادرة أم خريطة طريق أم مجرّد موقف مكرّر، لا ينفصل عن الوقت الضائع في قصر بعبدا الشاغر. لا جديد رئاسياً، ما زال تحميل طرفي الصراع المسؤولية لبعضهما البعض ساري المفعول، وليس هناك ما يشير بحدوث أي تغيير، أو تحقيق أي تقدّم. ردّ النائب ميشال عون على كلام الحريري عبر اللقاء المسيحي، فاقم الأزمة.. وبدأ تيار المستقبل حركة مشاورات مع حلفائه المسيحيين للوصول الى تسوية تؤدّي إلى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية.

تتعاطى كتلة المستقبل مع خريطة الطريق التي رسمها الحريري كمبادرة، وتعتبر مصادر المستقبل لـ"المدن" أن المبادرة تنقسم إلى قسمين، الأول لقاءات مع الحلفاء المسيحيين حصراً، والثاني مع الجميع لتسيير شؤون البلاد والعباد، وعدم الإستكانة للفراغ والشغور والتعطيل.

في القسم الأول، بدأ رئيس الكتلة فؤاد السنيورة سلسلة مشاورات مع الحلفاء، التقى الرئيس أمين الجميل، وتشير المصادر لـ"المدن" إلى أنه بصدد لقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وباقي مكونات 14 آذار المسيحيين، مضيفة أن كل ما سيطرح في هذه اللقاءات ينطلق من كلام الحريري. يتمحور حول عدد من الأسئلة، "ماذا علينا أن نفعل؟ كيف سنكمل من بعد ترشيح جعجع؟ الأفق مسدود".

هنا، تؤكّد المصادر أن المستقبل متمسك بالتوافق المسيحي، أي ما يقرّره المسيحيون لن يحيد عنه التيار الأزرق، مصادر مطّلعة على لقاء السنيورة الجميل، تقول لـ"المدن" إن الجميّل ما زال يعتبر أن لديه حظوظاً، وهو ينتظر اللحظة المناسبة. بالنسبة للمستقبل لا ضير بترشّح أي احد يتفق عليه مسيحيو قوى الرابع عشر من آذار ويؤكّدون أنه لا بد من الإتفاق، والوصول إلى بلورة التوجه والآراء.

القسم الثاني، هو أن هذه القوى بصدد التشاور في ما بين كل مكوناتها من أجل وضع تصور وطني شامل...وهي ملفات تتعلق بتسيير عمل الحكومة وتسيير شؤون الناس، وسيتم الاتفاق على حصرها بمجلس الوزراء قدر الإمكان، أما المشاركة في مجلس النواب ستكون عند الضرورة لأنه لا يمكننا التشريع في ظل الشغور.

لا تخفي المصادر أن العرقلة الأساسية ليست في ملعبهم، ولا هم من يقرّرها، بل الواضح حسبما تعتبر المصادر، أن العقدة الأساسية أمام المسيحيين هي ميشال عون، الذي لا يبدو حتّى الآن مقتنعاً بغيره رئيساً، ويسخّر من أجل مصلحته كل تعطيل حكومياً ونيابياً كما رئاسياً من أجل تعزيز حظوظه.

كان رهان المستقبل في حركة مشاوراته ينصبّ على إقتناع عون بضرورة إنتخاب رئيس توافقي، لكنّ المصادر تشير إلى أن ما جاء في ردّ اللقاء المسيحي يعني أن عون فهم الرسالة، وأراد التصعيد. تؤكّد المصادر أن المشاورات مفتوحة مع الجميع وهذا قرار وخيار واضحان من الرئيس سعد الحريري، أي لن يتوقفّ الحوار مع عون على الأقلّ على مستوى الصف الثاني، وفي ظلّ عدم موافقة قوى 14 آذار مجتمعة على دعم عون، لا تخفي المصادر إنعدام إمكانية الوصول الى توافق مع عون، لأنه غير مستعد للتنازل.

إذاً يعتبر المستقبل أن الردّ على مبادرته كان واضحاً في ما حمله بيان اللقاء المسيحي، لا ترى المصادر أي إيجابية في رد الخصوم، فيبدو أن الأفق مسدود أمام خريطة الطريق، هنا يعوّل المستقبل على إستمرار فتح أبواب الحوار، وخلق مبادرات لا سيما بالتنسيق مع بكركي التي تفيد المصادر أن الإتصالات مفتوحة بشكل شبه يومي معها بعد كلام الحريري، إذ قد تفضي هذه المشاورات بين الكنيسة والمستقبل بدعم من مسيحيي قوى الرابع عشر من آذار إلى التحرّك للضغط على قوى الثامن من آذار وخصوصاً النائب عون من أجل إجباره على القبول بالتنازل عن حلمه المستحيل ويساهم في تسهيل إنتخاب الرئيس الجديد.

increase حجم الخط decrease