الثلاثاء 2014/09/16

آخر تحديث: 16:30 (بيروت)

قيادي في "النصرة" لـ"المدن":المفاوضات كذبة ولا أحد يتواصل معنا!

الثلاثاء 2014/09/16
قيادي في "النصرة" لـ"المدن":المفاوضات كذبة ولا أحد يتواصل معنا!
النصرة تهدد بحياة العسكريين وواثقة من حسم معركة القلمون
increase حجم الخط decrease

 

الحدود الشرقية مفتوحة على كل الإحتمالات. قال كثيرون في جبهة "النصرة" إنهم لا يريدون شيئاً من لبنان، بل هم يحاربون حزب الله لأنه دخل سوريا وفعل ما فعله. قال حزب الله إنه دخل إلى سوريا كي يمنع "التكفيريين" من الوصول إلى لبنان، لكنّه لم يستطع منعهم. صارت الحدود سائبة، المعارك على أشدها في الجانب السوري، وأكبرها لم يبدأ بعد.

 

حصلت معركة عرسال، صارت تفاصيلها واضحة، كيف بدأت ولماذا. رواية الطرفين في متناول الجميع. المهم أن نتيجتها كانت فتح باب المفاوضات لإسترداد أسرى الجيش اللبناني وقوى الأمن من الجبهة وتنظيم الدولة الإسلامية ـ قاطع القلمون. طار رئيس الحكومة ووفد وزاري وأمني إلى الدوحة، بحثوا بما يُمكن فعله. طمأنوا أهالي الأسرى، وعادوا تاركين اللواء عباس ابراهيم يُكمل المفاوضات.

 

ابراهيم يقول إن "الأجواء إيجابية ولكن المفاوضات تتقدم ببطء". لا جواب شافياً لأهالي الأسرى. وعود ثم وعود. تسريبات كثيرة هنا وهناك. لكن، على الجانب الآخر الأمور ليست على ما يُرام. جبهة النصرة ممتعضة من التسويف الحاصل. يقول قائد ميداني بالجبهة لـ"المدن": منذ أسبوع لم نتبلّغ أي شيء، ولا أحد تواصل معنا بعكس ما يُشاع.

 

إذا كيف تسير المفاوضات ومع من؟ يقول القيادي: جل المفاوضين يحاولون الاصطياد بالماء العكر، ابتداء من عباس ابراهيم وانتهاء بقطر، فكل جهة تبحث عن مكاسب لها ومصلحتها مقدمة على حياة العسكريين، فيماطلون ويتحججون ﻹعطاء فرصة لحزب الله أن يستردهم بالقوة حتى وإن استردهم جثثا هامدة فلا مشكلة لديهم طالما أنهم ليسوا أصحاب الشأن وليسوا أهلاً للمسؤولية.

 

يوجه القيادي رسالة إلى أهالي العسكريين بـ"أنه لن ينقذ حياة أبنائكم إلا تطبيق شروطنا والتي أفصحنا عنها مرارا وتكرارا وهي خروج الحزب الايراني من سوريا واطلاق سراح سجناء من رومية وتخفيف الضغط على اللاجئين السوريين وتأمين عيش كريم لهم".

 

إذاً لا اتصالات. ماذا عن المفاوض الذي زار الجرود؟ "المفاوضون ليس لهم هم سوى اطلاق سراح العساكر، فإن استطاعوا ان يطلقوهم كلهم كبادرة حسن نية لفعلوا ولحملوا أنفسهم وذهبوا، فلا يهمهم مصير أهل السنة في سوريا ولا يهمهم أن يخرج الحزب من سوريا أم لا ولا يهمهم أسرى سجن رومية".

 

برأي القائد في "النصرة" أن الوسيط على الأقل يجب أن يكون حيادياً وهذا غير حاصل. "عباس ابراهيم هو من النظام وليس وسيطاً". لكن الوسيط القطري هو نفسه من تعاملتم معه في صفقة الراهبات؟ يجيب: "نعم،  ولكن ليس لديه اي صلاحيات، ولا يوجد اي تفويض. تقدم عشرات الوسطاء والكثير لم يعلن عنه وكما ذكرت ان جلهم جاء لمكاسب شخصية بالدرجة اﻷولى".

 

يكشف القيادي أنه منذ أسبوع لم يزرهم أي مفاوض ولا اتصالات معهم بتاتاً. يشير إلى "دور الاعلام اللبناني لتخفيف غضب الاهالي فكثير من اخبار المفاوضات غير صحيحة وتنشر لتخدر الشارع المتوتر". أكثر من ذلك، بثت الجبهة تغريدة تستغرب فيها حديث المسؤولين عن مفاوضات قد تطول وتضييق الجيش اللبناني على اللاجئين السوريين، وتقول: لا تلومونا إن طفح الكيل. ماذا يعني طفح الكيل، ماذا ستفعلون؟ يجيب: "حياة أوّل رافضي صارت بخطر. هم يعلمون ماذا نقول".  

 

هذا في المفاوضات. الواقع الميداني في القلمون يتغيّر. الحديث عن معارك مستمرة ومحاولات وكمائن متبادلة. يقول القيادي: معركة تحرير قرى القلمون ستبدأ ولم نعلن عن بدئها بعد وكل ما ترونه من أعمال جهادية هي تمهيد لهذه المعركة".

 

يعود القيادي إلى أشهر خلت، إلى خسارة القلمون. يقول: سبب خسارتنا في معارك القلمون كان من ذنوبنا وبسبب وجود الجواسيس والخونة في صفوف المجاهدين وقد بدأنا اعتقال ومحاكمة الخونة، فالنصر يأتي من الله وحده إن عبدنا الله حق عبادته ولم نترك السلاح وأخلصنا النية".

 

هناك الكثير من الأخبار التي تتحدث عن احتمال خروج حزب الله من القلمون. وتجنب معركة استنزاف طويلة. لا يجيب القيادي مباشرة. يقول: لقد لاحظنا ضعف الحزب اﻹيراني والنظام السوري بشكل كبير جداً وعلمنا بقلة كوادرهم حتى بتنا نسمع صراخهم على أجهزة اللاسلكي بأنهم يهددون قادتهم باﻹنسحاب من المعارك إن لم يمدونهم بخبراء وكوادر للأسلحة التي لديهم. لاحظنا أيضا صغر سن مقاتليهم حتى وجدنا عناصر أقل من 18 سنة فهذا يدل على أنهم استنزفوا كثيرا ونحن مستبشرون بأن القلمون ستسقط في وقت قريب جدا واﻷيام القادمة حبلى بالبشائر".

 

هل استشهد القائد الميداني لجبهة النصرة في عسال الورد كما ورد أمس الإثنين؟ ينفي القيادي صحة هذا الخبر. يقول "إنها محاولة لهم لرفع معنويات جنودهم. لا نخجل من زف شهيد إن استشهد ونعتبر أن الله اختاره من بيننا. فليشيعوا ما يريدونه فهم يمكرون والله يمكر والله خير الماكرين".

 

يشدد القيادي على أن معركة تحرير القلمون لم تبدأ بعد. ويشير إلى أن "معاركنا هذه هي جزء بسيط جداً  نهدف من خلالها إلى تدريب شبابنا الجدد وتجريب اﻷسلحة التي غنمناها لنحضر أنفسنا للمعركة الكبرى القادمة قريبا، ويأتينا أعداد كبيرة تريد العمل معنا ومبايعتنا".

 

ينفي القيادي أي تواصل مع حزب الله بشأن تبادل أسرى للنصرة بجثث لحزب الله كما قيل منذ فترة. ينتظرون فصل الشتاء من دون هاجس البرد وصعوبة الحياة في الجرود. يقول القيادي: حتى لو لم نبدأ المعركة، ولم نحرّر القرى، الكهوف والمغاور متوفرة وبكثرة وتم تخزين اﻷطعمة والحطب يكفي ﻷكثر من سنة بإذن الله ولن نترك الجرود حتى وإن فتحت لنا مدن وقرى القلمون".

increase حجم الخط decrease