الإثنين 2015/07/27

آخر تحديث: 21:19 (بيروت)

"حزب الله" محرج: لا لإسقاط الحكومة!

الإثنين 2015/07/27
"حزب الله" محرج: لا لإسقاط الحكومة!
ينظر حزب الله بقلق إلى إمكانية تطور مسألة قطع طريق الجنوب (تصوير: عزيز طاهر)
increase حجم الخط decrease

الجميع يترقب ما ستؤول إليه أوضاع الحكومة. تهديد الرئيس تمام سلام بالإستقالة يبدو أنه أوقف الأفرقاء عند إستحقاق جدّي يحتّم ضرورة البحث عن مخارج معينة تلافياً للإنهيار العام في الدولة. حمل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير إحدى تلك الإشارات، إذ قال إن الإستقالة قد تؤدي بالبلاد إلى المجهول، وحذّر رئيس الحكومة مسؤولية الإقدام على هذه الخطوة وتبعاتها، لكن هذا الكلام لا يمرّ لدى سلام الذي لا يريد كلاماً بل يريد أفعال تدفع حكومته إلى الإنتاج وليس إلى التعطيل.
 

في المشهد العام من أزمة النفايات والأزمة الحكومية، تبرز صورتان لدى "حزب الله"، صورة المستفيد الأكبر، وصورة المتضرر الأكبر مما يجري، ولذلك فإن التهدئة وعدم التصعيد هما المطلب الأساسي للحزب.
 

عملياً أبدى نصر الله حرصاً شديداً على الحكومة، فهو لا يريدها أن تسقط، ويريد إستمرار الوضع على ما هو عليه، كما الحفاظ على الإستقرار لقاء أقل ضرر ممكن. ولا شك أن تحويل الخلاف على مشكلة النفايات المزمنة إلى مشكل بين أهالي بيروت وأهالي إقليم الخروب يستفيد منه "حزب الله" سياسياً، على غرار تصوير المشكل بشأن التعيينات الأمنية على أنه بين السنة والمسيحيين.
 

كل ذلك يخدم "حزب الله" بلا شك، إلّا أن حالة الفوضى لا تخدمه، إذ أنه بمقدار الإستفادة من ذلك في السياسة، فإن الحزب متضرر جداً مما يجري، كقطع طريق الجنوب، في مقابل عجزه عن فعل شيء لأن السبب بيئي ومطلبي وليس سياسي، إذ أن عملية قطع الطريق الدولية التي تربط الجنوب ببيروت لأكثر من أربع وعشرين ساعة يعتبر مؤشراً سلبياً بالنسبة إلى الحزب، بمعنى أبعد من ذلك أن حالة فوضى معينة محصورة بالنفايات، استدعت قيام أهالي إقليم الخروب بقطع الطريق الساحلي فكيف بمشكلة أكبر قد تؤدي إلى فوضى أكثر؟ لذلك فـ"حزب الله" همه الإستقرار وعدم الإنشغال بالملفات المحلية ليبقى متفرغاً لصراعه في سوريا.
 

الهم الأساسي لدى الحزب إذاً هو الحفاظ على الحكومة، ووفق ما ترى مصادر مطّلعة لـ"المدن" فإنه في حال وصل الأمر بسلام إلى تقديم الإستقالة قد يستدعي ذلك زيارة من نصرالله شخصياً إليه (بالمعنى الفعلي أو المجازي) للطلب منه الإحجام عن ذلك وإبقاء الحكومة.
 

وعليه تقول مصادر قريبة من "حزب الله" لـ"المدن" إنه اذا أراد سلام المضي في وجهة نظره والمتمثلة بالإعتكاف أو الإستقالة فإن البلد قد يذهب إلى المجهول، وفق ما يرى الحزب، ووفق ما عبر عنه الأمين العام، لأنه في حال عدم التوصل إلى حلّ لهذه المعضلة الآن، فلن يكون هناك حلّ إلا جذري وهو إعادة النظر بالنظام والتركيبة، أو حل آخر يطرح الأزمات القائمة من إنتخابات رئاسة الجمهورية والإنتخابات النيابية وموضوع الصلاحيات على طاولة البحث من أجل التوصل إلى حلّ ما.
 

لا مؤشرات حتى الآن إلى وجود أجواء تفيد بإمكانية تفجير الأوضاع، جميع الأفرقاء يتجهون إلى "ترقيع" الأزمة من أجل تمرير المرحلة بأقل ضرر ممكن، وتؤكد المصادر أن "حزب الله" يهمه أن يبقى الوضع هادئاً، وليست أولويته تغيير النظام السياسي في لبنان الآن، لأن أولويته في سوريا وإنهاء المعركة هناك، ومن ثم التفرغ إلى الشأن اللبناني، ولكنه في الوقت نفسه لا يستطيع التخلي عن حليفه رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، أو عدم الذهاب معه إلى النهاية، ولذلك وضع الامر بين "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل" لمعالجة المشكلة، لأنه لا يمكن حلّ الأزمة من دون إعطاء عون بعض مطالبه.
 

يرتاح حزب الله عندما تبتعد المشاكل عنه، أفضل ما يتمناه هو أن يتعاطى مع الأمور من منطلق غير المعني بها، لكنه أيضاً يبقى قلقاً من أن تبدأ الأمور بالنفايات وتنتهي في مكان لا يريده، لذلك يريد الحفاظ على الإنضباط، خصوصاً أن الفلتان السياسي او الأمني لا يناسبه، ولذلك فإن الظروف قد تفرض على الجميع البحث عن حلول وإن كان جزئية أو وسطية لتجنب ما هو أسوأ.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها