الثلاثاء 2015/06/02

آخر تحديث: 23:06 (بيروت)

عون-جعجع: "إعلان نوايا" التعطيل

الثلاثاء 2015/06/02
عون-جعجع: "إعلان نوايا" التعطيل
الورقة لم تتضمن جديداً يحقق خرقاً في جدار الأزمة السياسية (المدن)
increase حجم الخط decrease

بعد خمسة أشهر من بدء الأعمال التحضيرية بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحرّ"، حصل اللقاء في غير موعده المحدد. طال الإنتظار. اجتماعات تلت أخرى بين عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان و رئيس جهاز التواصل والاعلام في "القوات اللبنانية" ملحم رياشي. تبادلا الأوراق، وتناقلها بين مرجعيتيهما، الى حين أتت اللحظة الموعودة.

كان موعد زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى الرابية عند السادسة والنصف من مساء الأربعاء. وصل قبل ٢٤ ساعة، ففاجأ أصحاب الرابية وفق ما تؤكد مصادر "المدن".

لحظة اللقاء مفصلية في السياسة، أتت بعد مواقف عديدة لرئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، التي هدد فيها بتعطيل عمل الحكومة، ما لم ينجز ملف التعيينات الأمنية، وصولاً الى تبنّي موقف "حزب الله" بشأن جرود عرسال، إلا أن مصادر الطرفين ترفض عبر "المدن" ربط الأمور ببعضها البعض، وتعتبر أن "لقاء الرجلين هو تتويج لجهود بدأت منذ أشهر، ولا بد من حصوله في هذا الوقت الحرج لضرورة استدراك أي مخاطر تهدد البلد".

بعد اللقاء تلا كنعان ورياشي "اعلان النوايا" الذي تضمن ستة عشر بنداً، أبرزها الحفاظ على عمل المؤسسات، والتمسك بالحوار، احترام الاختلاف السياسي، الحفاظ على الاستقرار، احترام قرارات الشرعية الدولية والعربية، وضبط الحدود بين لبنان وسوريا، واعداد قانون انتخابي عادل يؤمن صحة التمثيل، وحقوق المسيحيين. وبعد الاعلان، أكد عون ان الزيارة إيجابية ودليل على التصميم لإنجاح النوايا، فيما اعتبر جعجع أن اللقاء هو بداية الحوار وليس ختامه، وستوضع الجهود لإنجاحه.

وتشير مصادر "المدن" الى أن أجواء اللقاء كانت إيجابية، ولم تتخذ الطابع الرسمي حيث تمشى الرجلان في أرجاء الرابية وحديقتها، ولفتت إلى أنه إلى جانب اعلان النوايا تباحث الخصمان التاريخيان في الأوضاع العامة، لا سيما موضوع الشغور الرئاسي وتداعياته، وكان اتفاق على عدم وجوب تسيير عمل المؤسسات، وكأن الأمور طبيعية، وتؤكد المصادر انه لم يجر التطرق الى تفاصيل الانتخابات الرئاسية وكيفية الوصول الى حلّ للأزمة باعتبار الموضوع معلّق، واعلان النوايا يتخطاه، لكن مع التأكيد على ضرورة انتخاب رئيس قوي يحمي موقعه.

وعلى الصعيد السياسي أيضاً، تؤكد مصادر مطّلعة لـ"المدن" ان اللقاء لم يحمل أي جديد، وما فرضه هو التطورات السياسية الأخيرة، وتستدل المصادر على كلامها بموقف جعجع الذي اعتبر أنه من الأفضل أن يجري اللقاء على أن لا يجري، ما يشير الى أن لا جديد قدم، وتذهب أكثر من ذلك لتقول إن الإيحاء من اللقاء هو سياسي مرحلي، خصوصاً أن إعلان جعجع موافقته على استطلاع الرأي والاستفتاء بشأن الرئيس لكن تحت سقف الدستور هو مؤشر على اتفاق الكتلتين المسيحيتين الأكبر على مبدأ التعطيل.

وتعلل مصادر "المدن" وجهة نظرها بالقول إن "الزيارة المفاجئة وعدم الخروج بشيء جديد، وربطاً بالتطورات السياسية، تعني أن الفريقين يتفقان على التعطيل، في ظل الأزمة الحالية، خصوصاً أنهما عاجزان عن تقديم أي مبادرة، ولذلك فإن جهدهما يتركز على تعزيز موقعيهما مسيحياً على الأقل في عدم تسيير شؤون البلاد وكأن الشغور غير موجود، ما يعني اللجوء الى التعطيل، خصوصاً في المجلس النيابي بوضع شروط على مبدأ تشريع الضرورة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها