الخميس 2015/11/26

آخر تحديث: 12:41 (بيروت)

خيار فرنجية.. بحكم السقوط مسيحياً!!

الخميس 2015/11/26
خيار فرنجية.. بحكم السقوط مسيحياً!!
قد يكون طرح فرنجية للذهاب إلى إنتخاب رئيس توافقي
increase حجم الخط decrease

على ما يبدو أن الأجواء في البلاد تشير إلى أن طرح ترشيح النائب سليمان فرنجية هو طرح جدي وذلك لإخراج البلاد من المأزق الذي تمر به، إلا أن ذلك يلقي بظلال سلبية على خطين متوازين، فالتسوية دونها عقبات عديدة وأيضاً من شأنها حشر الزعماء المسيحين الأربعة في الزاوية.

قبل أكثر من سنة عقد لقاء في بكركي ضم القادة المسيحيين الأربعة، كان اللقاء يهدف إلى توحيد الصف المسيحي مع البطريرك بشارة الراعي، لإنجاز الإستحقاق الرئاسي وعدم الدخول في الفراغ، في ذلك الإجتماع، إتفق القادة الأربعة بمباركة بكركي على دعم أي مرشح منهم لديه الحظوظ للوصول إلى بعبدا، وذلك إنطلاقاً من الحرص على التمثيل المسيحي الصحيح، وكي لا يأتي رئيس لا يمثل وليس لديه ميثاقية أو قواعد شعبية.

أمور كثيرة اتفق عليها الزعماء الأربعة لكنهم لم يلتزموا بتنفيذها، كالإجتماعات الدورية، وإستمرار اللقاءات في الصرح البطريركي لحماية الموقع المسيحي الأول في الدولة، وعلى ما يبدو أنهم لن يلتزموا بمسألة دعمهم لواحد منهم، لأن لا أحد مستعد للتنازل عن ترشيحه إنطلاقاً من مراهنات وحسابات ومصالح وشخصية.

هذا ببساطة ما حصل مع النائب ميشال عون، حين بادر باتجاه الرئيس سعد الحريري، وعقد بين قيادات التيار الأزرق والتيار البرتقالي أكثر من لقاء، ووصفت هذه اللقاءات حينها بالمتقدمة جداً، كان لدى المستقبل جواب واضح لعون، وهو "أننا ندعمك لكن عليك أن تؤمن التوافق المسيحي على شخصك ولنذهب وننتخبك." هذا لم يحصل، عارض حزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب وصول عون إلى بعبدا، فسقطت المبادرة.

ما جرى بالأمس يجري اليوم حول ترشيح فرنجية، إذ أن المستقبل واضح بموقفه، بأنه يدعم أي مرشح يتوافق عليه المسيحيون، وعلى الرغم من كل الكلام المستقبلي حول الجدية في طرح فرنجية، إلا أن ما تؤكده مصادر المستقبل لـ"المدن" يؤكد أن لا انتخابات رئاسية ولا توافق على أي شخصية لن تحظى بالدعم المسيحي. لكن لا شك أن ما يجري يؤثر سلباً على العلاقة بين "القوات" والمستقبل"، لا سيما أن القوات لا ترى مبرراً لكل ذلك.

ترفض قيادات قواتية التعليق لـ"المدن" على هذا الأمر، أكثر من نائب ومسؤول يقول:" نحن نلتزم بتعليمات الحزب التي تقضي بعدم التصريح حول هذا الموضوع." وحده النائب جورج عدوان يكتفي بكلمات قليلة تعليقاً على كل ما يجري، ويقول لـ"المدن" "حطوا إيديكم وإجريكم بميّ باردة." في المقابل ينفي مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية وهبي قاطيشا لـ"المدن" علم القوات بفحوى اللقاء بين الحريري وفرنجية، قائلاً:" مهما حصل فإن نوابنا لن ينتخبوا أياً من حلفاء النظام السوري."

يشير هذا الكلام إلى عدم التزام المسيحيين بما اتفق عليه في بكركي، فأولاً لم يلتزم أحد بدعم عون، واليوم يقول فرنجية إنه ينتظر تبنياً من الفريق الآخر أي من فريق 14 آذار، وبحال وافق المستقبل واللقاء الديمقراطي، فإن القوات لن توافق، هذا الأمر تعتبره مصادر "المدن" بأنه حشر لجميع المسيحيين وإجبارهم على الإتفاق لإنتخاب رئيس، لا سيما أنهم لن يتفقوا على واحد منهم فليتوجهوا إلى إنتخاب رئيس توافقي."

وكما يحمل جعجع على المستقبل نتيجة وصول الأمور مع فرنجية إلى هنا، فإن المستقبل أيضاً يحمل على جعجع إلتزامه بموقف معين في بكركي والخروج عنه في ما بعد، وبالتالي هو أصبح محشوراً لأنه في السابق اعترف بفرنجية زعيماً مسيحياً لديه ما يمثل وبحال حظي بشبه إجماع فيجب دعمه من قبل القادة الأربعة.

يقول عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني لـ"المدن" إن طرح اسم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية كمرشح للرئاسة لم يطرح بعد داخل "تيار الستقبل"، مؤكدًا أن "رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لا يزال مرشحنا حتى الان".

لافتاً إلى أنه "لا شك اننا بأمس الحاجة للخروج من المأزق الرئاسي بعد مرور عام ونصف العام على الفراغ، ما يستدعي وجود تسوية وطنية لافتاً إلى أن المستقبل يسعى للوصول الى تسوية شاملة تستطيع ايقاف النزف الحاصل في الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي لنعيد المؤسسات الى وضعها وعملها الفعلي".

في المحصلة، فإن الكرة الرئاسية لا تزال في ملعب المسيحيين، وقد يكون طرح فرنجية، مخرجاً لإخراج اللعبة من بازار القادة الأربعة، والإتجاه إلى إنتخاب رئيس توافقي، بعد إثبات عدم جدوى توافق المسيحيين في ما بينهم على مرشح منهم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها