الخميس 2014/11/20

آخر تحديث: 14:27 (بيروت)

عون مستعد للتنحي: لا لفرنجية وقهوجي

الخميس 2014/11/20
عون مستعد للتنحي: لا لفرنجية وقهوجي
الأسماء الشبيهة بجان عبيد حظوظها مرتفعة
increase حجم الخط decrease

على مدار الأسابيع الماضية، شغل تساؤل أوحد بال المتابعين لملف الرئاسة والشغور الضارب في سدتها. هل يعقل أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بعد كل هذه المرحلة لا يزال مراهناً على إمكانية وصوله إلى قصر بعبدا؟

 

ثمة وضوح في الساحة السياسية، رغم كثرة التضارب. بين التيارات والتكتلات على اختلاف توجهاتها تأكيد بأن عون يدرك لا محالة أن حظوظه في الوصول الى بعبدا تشبه حظوظ خصمه رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وتوازي صفراً.

 

يعلم عون تلك المسلمة جيداً. حقق على مدار الأشهر الماضية ما كان يصبو اليه. لدى أوساط "التيار الوطني الحر" قناعة بأن المرحلة هي لتقطيع الوقت. تقول مصادره إن عددا كبيراً في التيار مقتنع بأن "لا إمكانية في المرحلة الراهنة رغم أحقية الجنرال في الوصول الى بعبدا، في تحقيق هذا الهدف". ترى أن عون في المقابل تحول على مدار الأشهر الماضية الى الرقم الأصعب رئاسياً، والمقرر الأول ليس فقط في وجه الخصوم في "14 آذار" بل أيضاًً في وجه بكركي والبطريرك الماروني بشارة الراعي. وتضيف: "إن أي تسوية اليوم لإنتخاب رئيس للجمهورية لا يمكن إلا أن تمر من الرابية، فيما بقية التيارات المسيحية تفصيل".

 

بالأمس خرج عون ليطرح معادلة مفادها استعداده لتأمين نصاب جلسة إنتخاب الرئيس إن حصل على تعهد مسبق من الكتل الأخرى بأن تحصر المنافسة بينه وبين جعجع. مصادر مطلعة ترى ان هذه الدعوة تصب في خانة استعداد عون للبحث في الحلول وتسقط ما كان طرحه في السابق لجهة إنتخاب رئيس مباشرة من الشعب وعلى مرحليتن الأولى طائفية والثانية وطنية.

 

المصادر الرفيعة تؤكد أنها رصدت اشارات ومعلومات رئيسية تصب في هذه الخانة ومفادها أن عون عندما تحين اللحظة المؤاتية مستعد للتنازل، لكن ليس لحليفه النائب سليمان فرنجية كخيار ثان، وليس للعماد جان قهوجي كخيار توافقي، بل على استعداد للبحث في اسماء وخيارات مثل جان عبيد.

 

وبعيداً عن التحليلات، تجزم المصادر أن "التكامل الوجودي" الذي تحدث عنه عون في السابق هو حقيقة راسخة اليوم وغداً، لذلك اي توقعات بإمكانية تخلي "حزب الله" عن عون، او الذهاب الى خيار رئاسي من دون موافقته هو مستحيل، ولن يخرج أي حوار إلا بنتيجة وحيدة وهي اعلان تسهيل انتخاب رئيس وترك الباقي لعون ليقرر أو يبحث في الأسماء المطروحة.

 

هذا الواقع الذي تدركه بوضوح أوساط "التيار الوطني الحر"، تقول إنه لن يمر من دون ثمن سياسي، خصوصاً أن "التيار" في هذه اللحظة سيكون أمام مواجهة مباشرة مع الساحة المسيحية وتساؤلات عن سبب التعطيل على مدار أشهر ماضية، إن كان في نهاية المطاف مستعداً للتحاور والتوافق على اسم رئيس.

 

"الثمن" الذي يبحث عنه عون لا يبدو بعد أنه تبلور، لكن لا تسقط مصادر "التيار" ضرورة أن يكون الثمن مسيحياً صرفاً أو يمكن صرفه في هذه الساحة مثل قانون إنتخابي يؤمن فعلاً المناصفة ويستطيع "التيار" عبره مخاطبة الشارع بأن التنازل أثمر عودة المسيحيين الى السلطة وإلى مناصفة حقيقية، خصوصاً أن خطاب "التيار" السياسي في المرحلة الأخيرة ركز على مظلومية مسيحية من شقين الأول رئاسي، والثاني نيابي.

 

كل ذلك، يبدو مجمداً، لأن موعد إنتخاب رئيس، إقليمياً لم يحن بعد، وفق ما تقول المصادر، وبإنتظار الضوء الأخضر، الذي قد يطول على وقع تطورات المنطقة، لفتح باب التسوية، تعمل بعض الأطراف اللبنانية وخصوصاً الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط على تحضير الساحة الداخلية لأي تطورات يمكن قطفها محلياً، لإطلاق حوار "المستقبل" – "حزب الله" وتالياًً بدء البحث في الأسماء، على أن يكون عون ناخباً أول.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها