السبت 2015/11/28

آخر تحديث: 20:40 (بيروت)

التسوية الرئاسية: جدّية.. ولكن العقبات كبيرة

السبت 2015/11/28
التسوية الرئاسية: جدّية.. ولكن العقبات كبيرة
يعتبر اللقاء الديمقراطي أن الكرة في ملعب الآخرين
increase حجم الخط decrease

على الرغم من "هدوء" رياح التسوية الرئاسية التي طغت على أحوال البلاد منذ أقل من أسبوع، إلّا أن ثمة تأكيدات بأنها جدية، وستكون شاملة، وعليه لا يزال حال الإنقسام الخفي قائماً، لكنه لم يعد على أساس الإنقسام المعهود منذ العام 2005، لا بل يشبهه البعض بالتحالف الرباعي، فيما يشبهه البعض الآخر بأنه إنقسام طائفي مسيحي مسلم، إذ، على حدّ تأكيد الطرف المسلم في البلاد، فإن التسوية جدّية ولا تزال تحتاج إلى بلورة، فيما يعتبرها الطرف المسيحي بحكم الساقطة.

بعد الخلل الذي أحدثه لقاء باريس بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية وتداعياته، تمظهر حال الإمتعاض لدى التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية من حلفائهما، ليلتحق بركبهما حزب الكتائب واضعاً شروطاً شبه تعجيزية وضمانات للسير في التسوية، حاول حلفاء الطرفين التهدئة من روعهما وطمأنتهما، ولذلك خفت الحديث عن التسوية المرتقبة. وفي هذا السياق تضع مصادر "المدن" الموقف الذي أعلنه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالأمس بأن لا لبنان من دون قوى الرابع عشر من آذار، وهو موقف موجه إلى الحلفاء والخصوم، وقد استكمله جعجع السبت بعد لقائه وفد حزب الكتائب، إذ أكد المسيحيون أنهم أصبحوا حلفاً واحداً لإسقاط هذه التسوية، ولتحصيل قانون إنتخابي جديد.

في المقابل، على الجانب المسلم، أشارت معلومات "المدن" إلى أن التسوية جمّدت سياسياً وإعلامياً، حرصاً على التحالفات وعلى الموقف المسيحي، إلا أن هذا لا يعني توقف التواصل والبحث من أجل إيجاد نقاط مشتركة تخرج البلاد من أزمتها، إذ أن لدى تيار المستقبل إشكالية في إقناع القوات والكتائب في الأمر، فيما يواجه حزب الله صعوبة في إقناع النائب ميشال عون.

ما زال التقدير حول مصير التسوية مشتتاً، هناك من يعتبرها أكبر من الجميع، وتأتي في سياق تسوية إقليمية شاملة تشمل اليمن، سوريا، ولبنان لا يشكل فيها إلا نقطة تفصيلية، فيما البعض الآخر يعتبرها لن تمرّ لا سيما في ظلّ وجود تكتل مسيحي ضدها، لكن الأكيد أن حزب الله والمستقبل يريدانها، ويحاولان البحث عن إيجاد المخارج لها. وفي هذا السياق أفادت معلومات بتوجه رجل الأعمال جيلبير شاغور إلى لبنان ولقائه النائب ميشال عون في محاولة منه لإيجاد نقاط إيجابية حول التسوية، مع تقديم ضمانات سياسية وإقتصادية ونفطية لعون مقابل السير بالصفقة.

في المقابل، يبدو أن تركيز القوات والكتائب في لقائهما، كان على قانون الإنتخاب، وبالتالي فهما يفتحان الباب أمام البازار، إلاّ أن مصادرهما، تلتقي مع مصادر المستقبل في هذا الصدد، وتفيد "المدن" بأن جعجع على الرغم من امتعاضه فهو يحاول التهدئة والحفاظ على حسن العلاقة مع تيار المستقبل إلى جانب تمرير الرسائل السلبية إلى الحريري. وتقول المصادر:"إن جعجع يريد أن يبقى عون هو في واجهة الرفض، جازمة بأن التسوية لن تمرّ."

وفي هذا السياق برز إجتماع اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب وليد جنبلاط، للتشاور في آخر المستجدات بما يختص في هذه التسوية، ولفتت مصادر المجتمعين لـ"المدن" إلى أن لا جديد على صعيد التسوية، وقد أوقفت المحركات، لسببين، الأول الموقف المسيحي الرافض لها، والثاني أن إثارتها بالإعلام تضرّ ولا تفيد وتتسبب بزرع الشقاق في صفوف الأفرقاء، وتلفت المصادر إلى ان جنبلاط يتريث في اعلان موقفه الرسمي من طرح فرنجية ريثما تتوضح الصورة، وتنتهي الاتصالات، وتؤكد المصادر أن جنبلاط، كرر أمام أعضاء كتلته، بأنه بحال حصلت التسوية فلن يمانعها، وهي تتوقف على آراء الأفرقاء الآخرين، وتلفت المصادر إلى أن التسوية دونها صعوبات.

وحول ما تردد عن إمكانية تبنّي جنبلاط لترشيح فرنجية، فتشير المصادر إلى أنه من المبكر الحديث عن هذا الأمر، لأنه يحتاج إلى مواقف واضحة وصريحة من قبل الجميع، وعند التوافق فاللقاء الديمقراطي سيصوت بكامل نوابه ومن ضمنهم النائب هنري حلو لصالح التسوية التي تحفظ البلد.

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها