الثلاثاء 2015/06/02

آخر تحديث: 17:31 (بيروت)

الراعي إلى دمشق بإيعاز دولي: المسيحيون في خطر!

الثلاثاء 2015/06/02
الراعي إلى دمشق بإيعاز دولي: المسيحيون في خطر!
هي محاولة لتلقف أي مفاجئات قد تحصل في سوريا وتؤدي إلى انهيار النظام
increase حجم الخط decrease
يترقب الجميع مجريات الأمور في سوريا، يستشعرون الخطر نتيجة التوسّع الذي يحرزه تنظيم "داعش" في عدد من المناطق لا سيما في حلب وبالقرب من دمشق. هذا التوسع يدفع بالمسيحيين إلى التحرّك للحفاظ على بقائهم ووجودهم في مناطقهم، ولهذا الهدف ستعقد في دمشق قمّة مسيحية في البطريركية المريمية في الثامن من حزيران سيشارك فيها مختلف البطاركة من كل الطوائف المسيحية،وعلى رأسهم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وذلك للبحث في أوضاع المسيحيين في الشرق، .

 
يجمع المشاركون على أن توقيت القمّة يأتي في لحظة مفصلية، نتيجة التطورات التي تشهدها الساحة السورية، وسط ترقّب للمخاطر التي تحدق بهم، كما بأبناء الطوائف الأخرى. يبدي الراعي حماسة كبيرة إزاء المشاركة، خصوصاً أنها ستكون رعوية بامتياز وتحظى برعاية دولية، فاتيكانية - روسية - أميركية، من أجل البحث في سبل حماية المسيحيين.

 
في الشكل تخدم القمة النظام السوري الذي سيظهر كحام للأقليات، وعليه تخرج بعض الأصوات المعترضة على الزيارة التي يعتبرونها تطبيعاً مع النظام السوري وفق مفهوم المسيحيين المعارضين للنظام، لكنها بالنسبة إلى البطريرك لا تنفصل عن السياق الذي أتت فيه زيارته إلى الأراضي المقدسة، وعلى الرغم من الأصوات التي خرجت معترضة وقتها، بقي رأس الكنيسة المارونية متمسكاً بخطوته على اعتبار أن الزيارة للوقوف إلى جانب أبناء الرعية في الأراضي المحتلة، وللتعبير عن دعمه لهم ووقوف الكنيسة إلى جانبهم، وكذلك هي زيارته إلى دمشق للوقوف إلى جانب أبناء الرعية السوريين في ظل ما يتعرضون له بمواجهة الجماعات المتطرفة، وللتأكيد على وجوب التمسك بالأرض.

 
تعتبر مصادر الراعي عبر "المدن" أن البطريرك لا يقيم أي اعتبار لأي اعتراضات، هو يقوم بواجباته تجاه أبناء رعيته، رافضة إقحام هذه الزيارة بأي حسابات سياسية أو في إطار المزايدات، لأنها "زيارة رعوية بإمتياز سيشارك فيها بطاركة كل الطوائف".

 
يثير توقيت القمّة عدداً من التساؤلات. هي تأتي في وقت تدب فيه حالة رعب في صفوف الجميع، إذ أن تنظيم "داعش" يتوسع ويحرز تقدماً في مناطق مختلفة في سوريا، فيما الجميع عاجز عن مواجهته، وتشير مصادر كنسية لـ"المدن" إلى أنه لا بدّ من توجه رؤساء الطوائف المسيحية إلى سوريا في هذه المرحلة الحرجة، في ضوء ما يقوم به النظام السوري، الذي يسلّم التنظيم عدداً من المناطق بشكل علني، وترجّح أنه "كلما ازداد الخطر على النظام، فهو لن يتوانى عن تسليم التنظيم المناطق الأقرب إلى دمشق".
 

وعليه فإن المصادر تؤكد أن الامور تتخطى حد القمة الروحية، اذ أن من طالب بها هي روسيا بتنسيق مع الفاتيكان، بعد إلتماس تغيير معين في سوريا، وذلك من أجل حماية المسيحيين، وهنا تعتبر المصادر أن زيارة الراعي تأتي بعد طلب فاتيكاني، إذ هناك ترتيب معين من أجل حمايتهم، وسيسبق زيارة الراعي إلى سوريا مؤتمر لمختلف المطارنة الكاثوليك في بكركي بحضور الموفد الفاتيكاني دومينيك مومبارتي، كتحضير لمؤتمر دمشق.

 
تأتي القمة تحسباً لأي خطوة مفاجئة قد تحصل، لا سيما بعد استمرار النظام السوري بالإيحاء للجميع بأنه لن يكون البديل عنّه سوى تنظيم "داعش"، ولذلك لا بد من لفت نظر العالم وإعلاء الصوت بان المساحات الخاضعة لسيطرة النظام السوري تتقلص على حساب داعش أو مجموعات متطرفة أخرى.

 
اللافت أن هذه الزيارة تأتي بعد أيام على نشاط قاده "حزب الله" لرجال دين مسيحيين ووفود شعبية، باتجاه مدينة القصير بريف حمص، وهو يسعى مع النظام إلى إنجاح هذا المؤتمر، بهدف تسليط الأضواء على ما تتعرّض له الأقليات بنتيجة الهجمات "الإرهابية" التي تشنّها الجماعات "التكفيرية" ضدهم وفق تعبير الحزب، وهنا تعتبر المصادر أن القمة تحظى بغطاء دولي خصوصاً أن الأميركيين لديهم قناعة "مصلحية" بأن إيران و"حزب الله" في حلف محاربة الإرهاب.

 
على الرغم من ذلك، لا تستسيغ مصادر كنسية أخرى لـ"المدن" وضع هذه القمة في سياق إعادة إحياء نظرية حلف الأقليات، أو ما يتعرض له الأقليات، خصوصاً أن خطر "داعش" ليس ضد جهة أو طرف معين، بل هذا الخطر يهدد الجميع ويشمل مختلف المناطق السورية، المسلمة قبل المسيحية، والسنية قبل العلوية.. لذلك هي محاولة لتأمين حماية المسيحيين بحال حصول أي مفاجئات في سوريا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها