الأحد 2014/07/27

آخر تحديث: 14:59 (بيروت)

"مع البغدادي والعالم كلها مثلي"

الأحد 2014/07/27
"مع البغدادي والعالم كلها مثلي"
يعتاش محمد من محل لتصليح الهواتف النقالة. يرسل بعضا مما يجمعه الى رفاقه في سوريا (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
يعيش محمد في غرفتين ضيقتين في احدى البلدات البقاعية. يجلس كل يوم بعد الافطار مع اخوته وزوجاتهم يتداولون ما يجري في العراق. كأن الأمر جزء مهم من حياتهم اليومية. يتحدث بحرية. لا يخفي رغباته. حنطي، يحاول عقد حاجبيه حين يتكلم. حتى بتصرفاته وكلامه ونبرته، يريد أن يشبه "خليفة" ما. هكذا يعتقد ويتصرف على هذا الاساس.

لا يعتبر محمد ان مشايخ السلفية لهم قدرة على تحريك الشارع السني.  يفسر ان حياة السلفيين في لبنان صعبة، ويضيف: " لا احد ينصرنا، كلهم يتآمرون علينا، يستغلوننا من اجل مآربهم". محمد لم يعد يذهب الى مسجد محدد لإقامة الصلاة. يخاف من ملاحقته. فهو متورط في القتال داخل سوريا، وعلى علاقة بتنظيم مسلح تابع لجبهة النصرة. يقول الشاب الثلاثيني ان تنظيم "الدولة الاسلامية" يمثله، "هؤلاء اثبتوا انهم يريدون دولة الحق لا دويلات انظمتها كافرة". ينتظر محمد مثله مثل سلفيي لبنان قيام هذه الدولة بشغف. يريدونها محكمة الحدود. ينظرون الى ما يجري في الإقليم على أنه فرصتهم الثمينة. يستبشرون بالخليفة ابو بكر البغدادي خيراً.

قد يسمع هذا الكلام في جلسة معلنة بين رجال ملتحين في طرابلس او في عرسال او البقاع وصيدا. يقولونه باسترسال ومن دون وجل. يعترفون ان دولة القانون لا تمثلهم واكثر من ذلك، يعتبرون انها تستهدفهم وتخنقهم يوماً بعد يوماً. تساعد مشروعاً معادياً لهم يتمثل بمحور "حزب الله - ايران" كي تضربهم في عقر دارهم، وتقصيهم اكثر وتدّجنهم عبر اجهزتها الامنية كي يكونوا "غلاة الدولة"، كما يقول محمد، ويضيف: "ونحن لن نكون يوماً".

محمد الذي تزوج مؤخراً من فتاة سورية نازحة من ادلب، يقول ان "الثورة السورية كانت باب الفرج كي تعرف الامة مصيرها في ظل انظمة المجوس"، موضحاً: "يريدوننا في بلادنا رعاع تابعين لرجال علمانيين او لحكام ضعفاء ومحكومين من قبل الخمينية السياسية ومأجورين بيد حكام البترو- دولار"، واصفاً حالة السلفيين بـ"المروعة". فـ"قاداتنا خذلونا مرات عدة وهم يجرون بنا من مقلب الى آخر. ولم نقطف الا الذل. اخذنا على عاتقنا ان نستنصر اخوتنا المجاهدين في سوريا. ذهبنا للقتال واكتشفنا ان اهل السنة مستهدفون من قبل النصيريين والشيعة. والدولة اللبنانية محكومة من هذا الجو. بينما نحن لا احد يفكر بنا. يريدوننا تحت هذا الغطاء ان نسكت ونراهم يأخذون بلداننا وامام اعيننا".

محمد الذي دخل إلى سوريا مرات عدة وقاتل في حمص وشارك في معارك القلمون، يرى في ابو بكر البغدادي "حاكماً عادلاً يحقق امر الله على الارض"، ويعيد لـ"اهلنا عزتهم"، وفق ما يقول. ولا ينكر انه اذا جاء تنظيم "داعش" الى لبنان سيفتح لمقاتليه وقادته بيته وان اهله وماله نصرة لهم.

يعتاش محمد من محل لتصليح الهواتف النقالة. يرسل بعضا مما يجمعه الى رفاقه في سوريا. يؤكد ان عليه مساعدة المجاهدين، "دورنا اساسي من اجل دفع الخلافة الى الامام ومساعدتها على تحقيق دولتها".

يقول محمد ان "الفرصة مؤاتية لنا كي نقول لهذه الدولة الظالمة والتي سجنت شباننا وارهقتهم ومنعتهم من تحقيق رسالتهم وسلمتهم مراراً الى السوريين في ايام الوصاية والى "حزب الله" واخفت بعضهم في زنزانات وزارة الدفاع، ان الله سينصرهم والحق آت والباطل الى زوال". يقول وهو لا ينكر ان دولته دولة الخلافة وليس لبنان.

يهم محمد بالانصراف. يعود ويؤكد على ولائه للبغدادي. و"العالم كلها هيك". يحاول ان يوحي بأنه ليس حالة فردية،  وأن الذين هم مع البغدادي كثر. يقول إن اللحظة اقتربت. في انتظار اللحظة، يبقى محمد في متجره الصغير، يصلح الهواتف، لا أكثر.
increase حجم الخط decrease