الأربعاء 2015/07/29

آخر تحديث: 15:56 (بيروت)

قلق في عين الحلوة: الأزمة مفتوحة!

الأربعاء 2015/07/29
قلق في عين الحلوة: الأزمة مفتوحة!
"حركة فتح" تسيطر على حي طيطبة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

عاد التوتر مجدداً إلى مخيم عين الحلوة، بعد جريمة اغتيال قائد كتيبة "شهداء شاتيلا"، التابعة لحركة "فتح"، العميد طلال بلاونة الملقب بـ"الاردني" ومرافقه، ابن شقيقه، شعبان بلاونة قبل ايام، عند الطرف الجنوبي للمخيم، وهو ما تضعه الحركة في إطار الإستهداف المباشر لها في الدرجة الأولى، وفي إطار استهداف أمن المخيم في الدرجة الثانية.

 

على عكس المرات السابقة، وجهت "فتح" أصابع الإتهام هذه المرة إلى "جند الشام"، وفق أدلة تقول أنها دامغة. وبناءاً عليه توتر الشارع، وكاد المخيم أن يقع في المحظور أمنياً بعد الاشتبكات التي حصلت مساء الثلاثاء في منطقة تعمير عين الحلوة بين عناصر من "فتح" وعنصر من "جند الشام" عند الحاجز التحتاني، الامر الذي حول أحياء المخيم  إلى ساحة حرب بين "فتح" و"جند الشام".

 

وفي هذا الاطار، يرى مصدر واسع الاطلاع عبر "المدن"، ان الإشتباكات التي وقعت أتت كردة فعل من قبل "فتح" لرد الاعتبار بعد اغتيال الاردني، الامر الذي جعل كرة النار تتدحرج إلى اشتباكات واسعة داخل أحياء المخيم.

 

ولأول مرة شهد مخيم عين الحلوة خروجاً لفتح عن سياستها المتبعة في تجنب النزاعات المسلحة، واستخدام اسلوب الحلول السلمية والتفاوضية مع الجماعات الإسلامية المتشددة.

 

وبعيد الإشتباكات التي أدت إلى مقتل عنصرين في "جند الشام"، إنتقلت الإشتباكات الى معظم أحياء المخيم، وأخطرها كان في حي طيطبة الذي تحول إلى خط تماس بين حي الصفصاف الذي يسيطر عليه "جند الشام" وحي البركسات الخاضع لنفوذ "فتح".  وعلمت "المدن" انه قرابة الساعة الثالثة فجراً تمكن عناصر "فتح" من السيطرة على حي طيطبة وإخراج عناصر "جند الشام" منه، كما تمت السيطرة على مصلى المقدسي، بعد محاصرة شابين داخله.

 

لكن قبل إقتحام المصلى، علم أن "فتح" سمحت للبعض بإجراء إتصالات بين مختلف الفصائل للحلحلة، على قاعدة تسليم من في المصلى إلى القوة الأمنية المشتركة. ولفتت مصادر "المدن" إلى أن الشيخ ابو شريف عقل والشيخ جمال خطاب، قادا هذه الجهود للتوصل الى حل، لكنه لم يتم الإلتزام بهذا الإتفاق ما دفع "فتح" إلى اقتحام المصلى وتسليم الشخصين إلى الجيش اللبناني. كما علم انه فور إقتحام المصلى تدخلت "عصبة الانصار"، ونجحت في إقناع "فتح" بالخروج من المصلى وتسليمه لها.

 

ويرى عضو المكتب السياسي في "جبهة التحرير الفلسطينية" صلاح اليوسف عبر "المدن" انه "بعد اغتيال الأردني كان من المتوقع أن تحصل ردة فعل، وهذا الرد أتى بشكل غير منظم وغير منضبط، لا سيما أن هناك شباباً متحمسين داخل فتح، ولا شك ان هناك نوعاً من غض النظر من قبل قيادة فتح".

 

وتجمع مصادر "المدن" ان "هناك تخوفاً من تدهور الأوضاع"، إذ يقول احد المطلعين على واقع المخيم ان "كل الإتصالات لا تقدم ولا تؤخر، وكل الجماعات الإسلامية في المخيم على ما يبدو لن تساهم في تهدئة الأوضاع، وكذلك هناك تخوف من إنفجار الوضع في المخيم، وقد يكون في وقت قريب"، على الرغم من جهود "عصبة الانصار" و"الحركة الاسلامية المجاهدة"، والبيان الذي أجمعت القوى الاسلامية فيه على ان "الوضع سيهدأ تدريجيا"، على أمل أن "نصل إلى حالة إيجابية من الأمن والإستقرار في المخيم".

 

وعلى الرغم من التخوف من تفلت الوضع، إلا أن هناك رهاناً كبيراً داخل المخيم على الدور الذي يقوم به الشيخ أبو شريف عقل من أجل تهدئة الوضع، بيد ان القلق يبقى مشروعا، لا سيما ان الاجتماعات واللقاءات سيكون محورها الأساسي وضع حي طيطبة بعد إخراج "جند الشام" منه، وهل سيبقى تحت سيطرة "فتح" أم سيتم إيجاد تسوية بوضعه تحت إشراف "عصبة الأنصار" مثل المصلى.

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها