الجمعة 2014/12/19

آخر تحديث: 17:15 (بيروت)

وساطة وسام المصري: مزحة سمجة

الجمعة 2014/12/19
وساطة وسام المصري: مزحة سمجة
وسام المصري الذي قال إن النصرة كلفته التفاوض والأخيرة نكرت (المدن)
increase حجم الخط decrease

 

مكلّف، غير مكلّف. "مفوّض من النصرة" لكنها تنفي. هي حال الشيخ وسام المصري الذي طرح نفسه مفاوضاً جديدا في قضية العسكريين المخطوفين. فالشيخ الذي نصب نفسه مفاوضا في قضية العسكريين تتضارب المعلومات حول صحة تكليفه التفاوض من أجل حل هذه القضية.

 

يصرّ المصري على انه هو المكلف بحل هذا الملف مصرحاً أنه تلقى وعداً من الجهات الخاطفة بعدم التعرض لأي عسكري طيلة فترة المفاوضات. لكن كل هذا يبقى مجرد كلام. فما هي طلبات الجهات الخاطفة التي أوكلت الى المصري؟ وهل يحمل لوائح أسماء للمقايضة؟ لا جواب. تكرار للكلام ذاته: الجهات الخاطفة تطالب بتكليف المصري رسميا من قبل الحكومة اللبنانية كي تنطلق عجلة المفاوضات. الحكومة على موقفها. تتبنى بالإجماع مبدأ المقايضة ولكن وزير الداخلية نهاد المشنوق يريد تعهدا من الخاطفين بعدم قتل أي عسكري طيلة فترة المفاوضات. فكيف بمفاوض كلف بمتابعة ملف بهذه الدقة من الجهات الخاطفة لم يستطع أن يحصل على تعهد بعدم إيذاء أي عسكري.

 

 

بغض النظر عن كل ما يحكى عن أن عقبة تعهد الخاطفين بعدم قتل أي عسكري مرهونة بالتفويض، هناك تساؤل كبير حول التوقيت الذي اعلن فيه توكيل المصري. تحاول "المدن" الحديث مع الشيخ الذي يدّعي أنه يفاوض ومكلّف وما إلى هنالك. لا شيء يقوله سوى "أهمية الدعاء"، و"القضية معقّدة، وهمّي الأساسي ليس التصريح بل الحفاظ على حياة العسكريين بالكتمان". هذا كُل شيء. لا يُقدم الشيخ أي جديد، سوى المزيد من التساؤلات، ويداً أخرى من الأيادي التي تعبث بمصير المخطوفين، لقاء ماذا؟ لا أحد يعلم، حتى المصري نفسه يبدو كمن لا يعلم شيئاً.

 

المصري الذي يُصرّ على أنه المكلّف بهذه القضية على الرغم من نفي النصرة لهذا الأمر،  أعلن فجأة انه يتوجه الى الجرود لمقابلة الخاطفين. فكانت محطته عند تنظيم الدولة الإسلامية، من دون أن يُقابل النصرة. فجأة أتى خبر مفاده ان الشيخ المصري غادر جرود عرسال وتوجه إلى رياض الصلح لمقابلة الأهالي. انتظروه وعلقوا كل آمالهم عليه عله يحمل لهم خبرا سارا عن مصير أبنائهم. وصل إلى مخيم الإعتصام، إجتمع بالأهالي وأعاد عليهم المعطيات التي يعلمونها. "شاهدت العسكريين المخطوفين ولم أكلف لغاية الآن من قبل الدولة". استفاض في شرحه قائلا لهم ان هناك عسكريين اثنين يعانيان من مشاكل صحية. لا معلومات جديدة، فالأهالي يعلمون ما كرره على مسامعهم المصري. يحاول إعطاءهم املا جديدا فيلمح لهم أنّه يُصر على التكتم من أجل سلامة العسكريين.

 

تتخطى المسألة هذا الحد. ينقل بعض الذين صودف وجودهم أثناء لقائه بالأهالي أنه ألمح الى ان الخاطفين سيطلقون بعض العسكريين كبادرة حسن نية بعد تكليفه مباشرة. فمن أين تأتي هذه المعلومات؟ من لا شيء. المعلومات الأكيدة أن النصرة رفضت أن تستقبله. والمعلومات الأكيدة أيضاً أن "داعش" طلب منه عدم العودة. حتى الفيديو الذي انتشر وإدعى أنه حصل عليه، كان موجوداً على مواقع التواصل الاجتماعي منذ يوم الثلاثاء الماضي.

 

يقول المصري أيضاً إنه وفي خلال لقائه بالعسكريين لمس لديهم "معنويات مرتفعة". الكلام الذي يقوله الأهالي ممن التقوا أبناءهم مغاير تماماً لهذا الواقع الذي ينسجه المصري. تقول إحدى الأمّهات اللواتي التقين بأبنائهن أنه "ولدها لم يتعرّف عليها، لا بل رفض أن يتحدث معها". تساءل الأهالي وهم يستمعون إلى ما يقوله المصري. الشك بكل ما سرده وحده كان في مخيم الاعتصام في رياض الصلح.

 

لا أحد من عرسال شاهد المصري وهو ذاهب إلى الجرود. الأجهزة الرسمية لا تعلم عنه شيئاً. على أي حال، حركة الشيخ لا تعدو كونها مزحة سمجة. شيخ آتٍ من لا شيء، ولم يفعل أي شيء، يلعب بأعصاب الأهالي ويُغدق عليهم الوعود تلو الوعود. صار موضوع شائك بهذا الحجم وسيلة لتسلّل أشخاص إلى الواجهة، لظهور إعلامي، ولكي يتحوّل مادة على حساب قضية إنسانية بهذا الحجم. الشيخ وسام المصري مثالاً سيئاً عن هؤلاء. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها