السبت 2015/05/30

آخر تحديث: 20:26 (بيروت)

عون يعلن التأهب للزحف الى بعبدا..وجرود عرسال!

السبت 2015/05/30
عون يعلن التأهب للزحف الى بعبدا..وجرود عرسال!
عون يكرر معادلة نصرالله العرسالية (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

عاد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون إلى حنينه، الى أيام قصر "الشعب" في العام ١٩٨٩. يحاول اليوم أن يعيد تلك التجربة من الرابية، وعلى خلفية التعيينات في المواقع الأمنية والعسكرية، ولهذه الغاية استدعى جمهوره ومريديه، ودعاهم الى التحلّق حوله في حديقة منزله، واعتلى المنبر أمامهم، فشخصت عيونهم تجاهه متظللين بالأعلام البرتقالية، منتظرين الحديث عن أهمية النضال للحفاظ على حقوق المسيحيين، وعدم التخاذل في مواجهة المؤامرة ومصادرة حقوق المسيحيين.

بلسانه، اعتبر عون أن التحركات التي يقوم بها، هي بمثابة تنبيه، متوجهاً الى جمهوره، قائلاً لهم: "قد نحتاج اقدامكم يوماً ما، وقد نحتاج لإعادة تجربة بعبدا"، فأراد بذلك إيصال الرسالة للجميع، ومفادها أن قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز يجب أن يصل إلى سدة قيادة الجيش، وكما الرئاسة، وإلا الفراغ.

في معرض تقييمه لآخر الاتصالات بشأن التعيينات الأمنية وتعيين قائد جديد للجيش، اعتبر عون، في إشارة إلى الإتصالات مع الرئيس سعد الحريري، أن ما يجري هو تآكل لحقوق المسيحيين، الذين من حقهم أن يعيّنوا أصحاب الكفاءة في المواقع الحساسة، لافتاً الى عدم تحمل الحكومة لمسؤوليتها. مضيفاً: "عند تعيين أي موظف في الدولة في مرتبة عليا، هناك من يرفض تعيين من يستحق، من دون ذكر أسباب الرفض، فهل الأسباب سرّية، وليس من حق الحكومة الإطلاع عليها؟".

مرر عون رسالته ذات "السقف العالي"، وإن لم يعلن أي موقف قد يتخذه، لكن طلب من مريديه التحضر لمواجهة مصادرة حقوقهم، وذلك تعبيراً عن الرفض لخضوع الدولة لـ"مزاجية" وزير على حد تعبيره، في إشارة إلى وزير الدفاع سمير مقبل. مضيفاً أن الحكومة تتجاوز في سلوك بعض وزرائها النصوص القانونية وتتخذ قرارات تعسفية، لكنه أردف أن الجميع مجبر على الاتفاق لأن هناك ميثاقاً يجمع الفرقاء داخل الحكومة.

من موضوع التعيينات إنتقل عون الى معركة جرود عرسال المرتقبة، التي تعتبر مكملة لمعركة التعيينات. قرع عون نسبياً طبول الحرب، معتبراً أنها قادمة لا محالة، ومشدداً أكثر من مرة أنه ليس الهدف عرسال وأهلها الذين لا يريدون القتال، بل تحرير الجرود التي "لا يستطيع أبناء عرسال الاستفادة من أرزاقهم فيها"، مكرراً ما سبقه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اليه، قبل أسبوع، من دعوة الأجهزة المختصة والجيش إلى تحمل مسؤولياتهم لتحرير ٤٠٠ كيلومتر مربع من الاراضي اللبنانية التي أصبحت جيباً للمجموعات المسلّحة، أما في حال العكس، فإن الجيش، وفق عون، سيخسر دوره، قائلاً: "هناك من سيقدم على تحريرها، عليكم ان تعودوا الى الاصول وتتحملوا المسؤولية، فهناك سيادة منتهكة، ألا تشعرون بالسيادة المفقودة على هذه الأرض؟".

وفي هذا السياق، تشير مصادر مطلعة عبر "المدن" الى أن هناك قراراً استراتيجياً اتخذ من قبل "حزب الله" وعمم على حلفائه وأبرزهم عون، مرتبط بالتطورات السورية، ويعني أن الحزب يسعى الى سد أي ثغرة قد تشكل زعزعة لما يريده في منطقة القلمون ككل، لأن المعركة أضحت قريبة جداً، ولذلك أمن عون اليوم الغطاء لحليفه، تمهيداً لإلغاء هذه الثغرة الديموغرافية التي تشكل عائقاً أمام سيطرة الحزب على امتداد المنطقة ككل.

ولا تفصل مصادر "المدن" هذا الأمر عن موضوع التعيينات، لأن "حزب الله" يريد ابتزاز قائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي، عبر عون، وعبر المطالبة بتعيين روكز قائداً للجيش، أما في المرحلة الثانية وفي حال لم يتدخل الجيش في سياق المواجهة المقبلة، عندها لن يمانع "حزب الله" تعيين روكز، ما يعتبر ارضاء لعون، وعقاباً لقهوجي، وفي الحالتين يستفيد "حزب الله".

أما في ما خص إمكانية اللجوء الى فرط الحكومة أو تعطيلها فهذا الأمر بحسب مصادر "المدن"، هو رهن بالحدث السوري، لا سيما أنها في ظل أي تطور دراماتيكي في سوريا، ستأتي لحظة فرطها، والى حينها سيبقى التلويح بالإستقالة منها سيفاً مسلطاً وذلك لتطويعها قدر الإمكان.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها