الجمعة 2015/11/27

آخر تحديث: 18:18 (بيروت)

المسيحيون "يجمّدون" التسوية بنزع ميثاقيتها!

الجمعة 2015/11/27
المسيحيون "يجمّدون" التسوية بنزع ميثاقيتها!
تشكيل تكتل مسيحي لا يمنح التسوية غطاء ميثاقياً
increase حجم الخط decrease

تراجع حزب الكتائب خطوة إلى الوراء، بعيد إبداء موافقة مبدئية على السير بتبني ترشيح النائب سليمان فرنجية، عاد حزب "الله والوطن والعائلة" إلى البحث عن ضمانات ووضع شروط من شأنها عرقلة التسوية، وسحب الغطاء المسيحي عنها. لم يستطع حزب الكتائب المضي بموقفه بمعزل عن التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، ولذلك تمهّل باندفاعته، لا سيما عندما لم يتضح له ماهيّة هذه التسوية وما يمكن تحقيقه من مكاسب نتيجة السير بها.

في الخطوة المتراجعة لدى الكتائب، تقدّم حزب "الجمهورية" خطوة إلى الأمام باتجاه "القوات" والتيار". وفق ما تؤكد مصادر "المدن" فعند بدء البحث في تفاصيل إنجاز التسوية مع حزب الكتائب، طرح النائب سامي الجميل أسئلة عديدة، مطالباً بالإجابة عنها من قبل فرنجية، وتتمحور هذه الأسئلة، حول "النأي بالنفس، والموقف من حزب الله وتدخله في سوريا، إعلان بعبدا، وقانون الإنتخاب، والحكومة المقبلة."

وتشير المصادر، إلى أن فرنجية ليس مستعداً للتنازل عن التزاماته خصوصاً في موضوع المقاومة، وقد طالب عدم إثارة هذه المواضيع الشائكة معه، ويعتبر هذا أحد أسباب التراجع الكتائبي، بالإضافة إلى قانون الإنتخاب، إذ اتضح لدى الجميّل أنه قد يكون هناك اتفاق ما بين فرنجية والمستقبل والإشتراكي وحركة أمل حول الاحتفاظ بالقانون الأكثري، الأمر الذي لا يمكن للكتائب القبول به إنطلاقاً من حسابات مسيحية.

ولذلك فقد قرر الكتائب تعزيز التواصل مع النائب ميشال عون والدكتور سمير جعجع لتنسيق المواقف واتخاذ موقف موحد، وفي هذا الإطار تحرك وفد كتائبي إلى الرابية حيث التقى عون، وقد أشار الوزير السابق سليم الصايغ بعد اللقاء مع عون إلى أنه تم الإتفاق بين المجتمعين على العمل مع التيار الوطني الحر بشأن قانون الإنتخاب وأكد أنه يجب أن تكون هناك مقاربات مشتركة في ما بينهم. فيما سيتوجه وفد الكتائب إلى معراب السبت للقاء جعجع وتنسيق المواقف.

وفق ما تؤكد مصادر "المدن" فإن الكتائب رضخت للضغط المسيحي والتصعيد ضد فرنجية، ولم يعد بالإمكان السير بعكس التيار المسيحي، وبالتالي ترى المصادر أن هناك حلفاً ثلاثياً جديداً يولد مكوناته "القوات، والتيار والكتائب"، وهذا من شأنه إسقاط التسوية وسحب أي غطاء مسيحي لها، وبالتالي إفقادها الميثاقية."

وتشير مصادر مطلعة لـ''المدن'' إلى أنه لم يصدر أي موقف رسمي من قبل الأفرقاء المسيحيين يؤكد أن طرح ترشح فرنجية للرئاسة جدي ورسمي، ولكن لا شك أن هناك صدمة كبيرة عند المعنيين ومنهم التيار الوطني والقوات اللبنانية، وتؤكد المصادر أن الأمور غير ناضجة حتى اللحظة، خصوصاً أن أول المعارضين لهذا الموضوع هو العماد عون مما سيؤدي عملياً إلى تأجيل الأمور بعض الشيء إلى أن تنضج التسوية.

وعليه تقول المصادر إن الكتائب لن تقف أمام وصول فرنجية للرئاسة بحال كان الطرح جدياً ولكن ضمن الشروط التي تتحدث عنها، وذلك لأن لا مصلحة لها في وصول غيره للرئاسة في ظل عدم وجود التوافق حول إمكانية وصول مرشحها. ويرى مستشار رئيس حزب القوات وهبي قاطيشا لـ''المدن'' أن الكتائب اللبنانية كما يبدو تنتظر موقف فرنجية من الضمانات التي وضعتها من أجل دعمه للوصول إلى الرئاسة ولا شيء واضحاً حتى الساعة.

في المقابل يعتبر النائب ايلي ماروني لـ"المدن" أن "الاعلام يستعجل موضوع ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية اكثر من الواقع، لان هناك عقبات كثيرة امام هذا الترشيح تبدأ ضمن الصف الواحد".وقال إنه "لم يعلم بعد بموقف حزب الله والنائب ميشال عون من هذا الموضوع، إضافة الى مواقف وأسئلة سياسية تتعلق بالاصطفافات وبقناعات فرنجية التي تحتاج الى توضيح وشرح وإقناع الآخرين بها". ولفت إلى أن"الاجتماعات مستمرة لقراءة ومتابعة موضوع ترشيح فرنجية للرئاسة"، مشيراً الى أن "الحركة الكتائبية لم تتوقف وهي مفتوحة في كل الاتجاهات والمشاورات ويمكن أن تحصل مع الجميع وفي أي وقت".

وتعتبر مصادر "المدن" أن تراجع الكتائب هو الذي عرقل التسوية، لافتة إلى أن التراجع أتى بسبب خوف من ردة فعل في الشارع المسيحي، ومع فقدان تغطية الكتائب للتسوية، يعني ان تكون بحكم الساقطة لأنها لا تحظى بأي غطاء مسيحي، وبالتالي فإن البحث عن غطاء مستمرّ لكن غير مضمون النتائج.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها