الأحد 2015/07/26

آخر تحديث: 06:27 (بيروت)

نصرالله يبرر "النووي": إنتصرنا على "الشيطان الأكبر"!

الأحد 2015/07/26
نصرالله يبرر "النووي": إنتصرنا على "الشيطان الأكبر"!
خطاب نصر جديد مهزوز
increase حجم الخط decrease

خرج الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، الجمعة، في خطاب تبريري بإمتياز. حاول نصرالله في مناسبة تخريج دفعة من "أبناء الشهداء" الإيحاء بأن ما تحقق في الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، هو نصر جديد يضاف الى سجل محور المقاومة. جاء ذلك قبل أيام من ذكرى "إنتصار تموز". نصرالله أتبع خطابه التبريري بسلسلة مواقف حاول فيها الإيحاء بأنه على الرغم من التقارب الأميركي–الإيراني، إلا أن الصراع باق على ثوابته القديمة وشعاراته، من دون ان يستخدم مقولة "الشيطان الأكبر".

 

كل ذلك لا يخرج عن محاولات الحزب المتكررة اعلامياً وسياسياً للقول بأن محور الممانعة لا يهزم، كما أنه لا يخرج أيضاً عن محاولات منع اهتزاز الثقة بالحزب وبالجمهورية "الإسلامية" نتيجة تراجعها عن عنواين عريضة خاضت تحتها معارك رئيسية منذ عقود مثل الصراع مع الولايات المتحدة الأميركية.

 

إفتتح نصرالله كلمته بالحدث وبإعلان الإنتصار، مشيراً إلى أن إيران منتصرة، ولم تستطع كل القوى الكبرى تطويعها، وأنها لن تتخلى عن حلفائها. والدليل في ذلك، أن هناك جيلاً ثالثاً من المقاومة يولد وهو ثمرة نضالات متوالية. نصرالله أشار إلى أن هناك العديد من القوى تطمح إلى إجهاض الإتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى. وذلك يشمل السعي الأميركي والإسرائيلي، بالإضافة إلى بعض الأنظمة العربية وبعض الإدارات المحلية اللبنانية تعمل على ذلك وتتمناه.

 

وضع نصر الله نفسه في موضع المستهدف، لا سيما بعد توقيع الإتفاق، إذ أشار إلى أن المحور المعادي لمحور المقاومة سيواصل العمل خاصة بعد الإتفاق النووي، لأن "حزب الله" سيبقى هاجسا عندهم، لا سيما لجهة ما ورد على لسان الرئيس الأميركي باراك أوباما حول المقاومة. نصرالله قال: "إنهم ينفقون ملايين الدولارات ويسخرون مختلف الوسائل والحروب، لكن النتائج كانت عكسية، وكان حزب الله يمن علينا بالغلبة والتقدم، وآخرها حرب تموز 2006، إذ كان هدفها واضحا في سحق المقاومة وإنهائها ماديا وجسديا وضرب بيئتها، لكنهم الحمد لله فشلوا".

 

من هنا تطرق نصر الله إلى العقوبات الأميركية على شخصيات من "حزب الله"، معتبراً أنه "لا يهمنا"، وأنه "لا يقدم ولا يؤخر"، مستشهداً بالتجربة مع إيران بوصفها دليلاً على فشلهم، نافياً أن "يكون للحزب أموال في البنوك الأميركية كي تتم مصادرتها"، ومؤكدا أن "أميركا تبقى الشيطان الأكبر قبل وبعد الاتفاق النووي"، مشددا على "فخر المقاومة بأنها ستبقى في وجه العدو الإسرائيلي والأميركي".

 

وأعرب نصر الله عن تفاخره بتلقي الدعم المالي من الجمهورية الإسلامية، ليؤكد أن لا  "أموال لدينا نعمل على استثمارها كي لا نلحق الأذى بالتجار والمستثمرين". كما تطرق الى "العمل على تشويه صورة حزب الله وقادته ومجاهديه في بعض وسائل الإعلام، ومنها اتهامه ببيع المخدرات على الصعيد العالمي، أو تبييض الأموال"، مؤكدا "أن لا أساس لذلك من صحة، لأنه حرام في شرعنا وفقهنا".

 

الحديث عن تململ في صفوف "حزب الله" كان له حيز من كلام الأمين العام، مؤكاً أن "هناك رسائل من عوائل شهداء الحزب، والتي تعبر عن الإفتخار بما يقوم به مجاهدو الحزب في خدمة المقاومة". ليتبع ذلك بخطاب تبريري آخر مفاده أن العلاقة بين إيران وحلفائها ستبقى متينة على الرغم من تركيز كل الحملات ضد هذا المحور، جازماً أن طهران لن تبيع حزب الله بعد الاتفاق النووي.

 

حتى في الفقرة المخصصة لـ"داعش" أكمل "حزب الله" التبرير، قائلا: "إن الغرب وقوى إقليمية في المنطقة جاؤوا بكل تكفيريي الغرب، كي يشنوا حربا على محور المقاومة، وكنا قد قلنا أن الأفعى سترتد على صاحبها"، مسميا السعودية وتركيا والأردن وبريطانيا، وواضعاً اياهم في خانة دعم التكفيريين في تسهيل سفرهم وإدخالهم، وإعطائهم السلاح والمال والتغطية الشرعية والدينية. كما عاد بالذاكرة الى "تحذيرات أطلقها حزب الله في هذا المجال"، متوقفا أمام تركيا ورعايتها وتمويلها وفتح الحدود.

 

وحده الشق اللبناني بدا خارجاً عن أولويات الحزب، فختم نصرالله بسلسلة مواقف سريعة لجهة الأسف لما تحوّل اليه ملف النفايات، وفشل الدولة والوزارات المعنية بالمعالجة، ولجهة الطلب المكرر بحسم النقاش حول آلية العمل في الحكومة وفتح حوار بين تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر". أما الجديد لبنانياً فكان الإشارة الى أن التلويح باستقالة الحكومة لن يقدم أو يؤخر "وهو مضر ومؤذ للبلد".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها