الجمعة 2014/10/24

آخر تحديث: 17:44 (بيروت)

أوجلان محمد: أوّل كردي لبناني يسقط في كوباني

الجمعة 2014/10/24
increase حجم الخط decrease

في المناطق السورية والعراقية، ينشط اللبناني، قتالاً ودفاعاً عن ارتباطاته الطائفية والعرقية. حتى المجموعات الصغيرة عددياً دقت نفير الإستنفار تجنيداً وقتالاً.

 

لم تعد مشاركة أكراد لبنان في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" محصورة في العدد والمكان. تخطت ذلك بعد أن سقط أوّل قتيل لبناني – كردي في المعارك الدائرة في كوباني وهو الشاب أوجلان محمد (الاسم الحركي سيبان كوباني) من بيروت، وفق ما أكدت مصادر مطلعة لـ"المدن".

 

وبعد أن تبين وجود نحو 30 مقاتلاً لبنانياً – كردياً تطوعوا في صفوف البشمركة العراقية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية بالقرب من جبل سنجار، تبيّن أن عدداً أقل يقاتل منذ سنة تقريباً في كوباني ومحيطها، يضم نحو عشرة مقاتلين، تم تجنيدهم في لبنان وتطوعوا بشكل فردي في صفوف حركة الشبيبة الثورية ضمن وحدات حماية الشعب (YPG) وهي الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي (PYD).

 

وعلمت "المدن" أن محمد سقط في السابع عشر من الشهر الحالي وشيع في بيروت لاحقاً بعد أن وصل جثمانه، كما شهد منزل ذوييه في بيروت تدفق المعزين من القيادات والوجوه الكردية البارزة، كما ألقيت كلمات منها للعائلة تطرقت فيها إلى حياته ونضاله، وناشدت "مواصلة درب النضال حتى الانتصار على الإرهاب"، وعاهدت الجميع على"مواصلة درب المناضل سيبان حتى النصر".

 

لكن مصادر أخرى، أكدت لـ"المدن" أن محمد سقط قبل أشهر في المعارك التي دارت جنوب كوباني بالقرب من بلدة صرين، لكن التشييع تم في بيروت حديثاً إضافة الى التأبين.

 

لا يبدو أن سيبان سيكون الحالة الأخيرة. أكراد – لبنان ورغم عددهم (نحو 120 ألفاً) إلا أنهم يرون في ما يحصل في العراق وسوريا خطراً يتهدد قضيتهم المركزية التي يناضلون من أجلها منذ أعوام من دون أن يحققوا ما يصبون إليه في دولة كردية تحفظ حقوقهم بعد أن همشوا سياسياً واقتصادياً وإجتماعياً وثقافياً في تركيا والعراق وسوريا وايران.

 

أكراد لبنان، وإن كانوا خارج إطار حلم كردستان الكبرى، إلا أنهم لا يخفون قلقهم من ما يحصل هناك لأهلهم وأقاربهم، خصوصاً أنها بالنسبة إليهم قضية مركزية، وإن كانوا في لبنان متمسكين بالدولة وبكونهم جزءاً لا يتجزأ من النسيج الإجتماعي اللبناني العام.

 

على هذا لا يخفي كثر الحماسة للقتال هناك، دفاعاً. تبدو المعوقات الحدودية وحدها الحائل دون ذلك، لكن مع مقتل سيبان تضاعف عدد المستعدين لشحذ الهمم، والتوجه إلى كوباني، إلا أن الدروب إلى هنالك ما تزال مقفلة، خاصة وأن تركيا لا تُحبذ مثل هذه المشاركة وهي تحاول تعويض نقص المقاتلين الأكراد بالسماح لمقاتلي الجيش الحر بالإنضمام إلى المقاتلين الأكراد في كوباني للدفاع عن المدينة، وهي تسوية تبدو مريحة للأتراك الذي لا يُحبذون وجوداً فاعلاً للأكراد وتحديداً حزب الاتحاد على حدودهم الجنوبية.

 

رسمياً، شيع سيبان في مدينته بيروت وسط تمنيات بأن لا يسقط شهيد آخر، وأن تنتهي تلك المعارك الدامية ويقفل حمام الدم قبل أن يتورط مزيد من الشباب الكردي اللبناني فيها ويعودوا مثل سيبان، وإن استمرت المعركة، فلا يبدو أنهم سيقفون مكتوفي الأيدي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها