الثلاثاء 2014/09/02

آخر تحديث: 13:01 (بيروت)

الشمال: "داعش" مصغر يستعد للتحرك

الثلاثاء 2014/09/02
الشمال: "داعش" مصغر يستعد للتحرك
الاجهزة لديها معلومات تفيد عن وجود مجموعات مرتبطة بداعش (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

يعيش قادة السلفيين ومعهم الاجهزة الامنية في قلق كبير من مخطط قد يفجر الوضع الامني في شمال لبنان. هم يعرفون ان خطر تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) يمثل تحديا اساسيا امامهم. وهو في المرحلة المقبلة يعكس توجه القاعدة السنية المتعاطفة مع عناصر الجيش المأسورين والمناصرة ضمنيا لتوجهات تنظيمي "النصرة" و"داعش" في محاربتهما نظام الاسد "النصيري " كما يصفونه، والحكومة والميليشيات الشيعية في العراق، وهذه القاعدة نفسها تعيش "شبه فصام" في انتقادها توجهات قيادة الجيش، الذي وفق قادة سلفيين "متعاونة مع حزب الله".

 

من المعروف ان تنظيم "داعش" الارهابي باتت له اذرع وارضية مناسبة في ظل غياب اي بدائل داخلية لاحتواء ردات الفعل "السنية". ومع تفاقم الازمة السورية والوضع العراقي، وعلاقة التنظيمات المسلحة والبؤر الامنية والخلايا النائمة بتفجر الوضع الاقليمي، صار من الصعب منع اي تمدد متطرف - منظم من ايجاد مساحات جغرافية له، ستعمل على زعزعة الوضع الداخلي، وقد تدخل البلد في تفجير لا يمكن احتواؤه، لا سيما ان دور هيئة العلماء المسلمين بات ضعيفا ولم تعد الهيئة تملك زمام المبادرة لاحتواء اي ردة فعل سلفية او لاحتواء اي غضب في الشارع السني، الذي بات في غياب قيادة سياسية حازمة وجامعة من دون مايسترو يمكنه انقاذ الطائفة من الوقوع في متاهة لن تعرف اي نهاية.

 

يقول شيخ سلفي مقرب من الهيئة ل"المدن" ان دور سالم الرافعي بات هامشيا وهو ممنوع من السفر الى المانيا (يحمل الجنسية الالمانية)، وحركته الداخلية استؤصلت. الهيئة خسرت شعبيتها بعد دخولها على خط التفاوض وتنسيقها الامني مع اجهزة الاستخبارات، مضيفا ان "سجن صمام الامان شماليا الشيخ حسام الصباغ اثر سلبيا وسيؤثر لاحقا في ضبط الشارع السلفي المتعاطف مع فكر القاعدة"، مشيرا الى ان "رئيس تيار المستقبل سعد الحريري احبط عمل الهيئة ودورها، في مقابل انه لا يقوم باي دور احتوائي لطائفة مشتتة، وقاعدتها ضائعة وصارت يوما بعد يوم تجد في هذه المجموعات المضمرة صورة تمثلها وقد تدعمها وتحضنها".

 

ويشاع في الاوساط السلفية الحديث عن احتواء "داعش" مناصرين سلفيين ومجموعات "غير منضبطة" يمكنها تنفيذ اي عمل ارهابي يضغط على قيادة الجيش بما يتعلق بوضع عرسال. وتشير معلومات امنية الى وجود مخطط لربط ما يجري في عرسال وتداعيات تأخر اي مبادرة حكومية في مسار المفاوضات مع "النصرة" و"داعش" لاطلاق سراح باقي الجنود المأسورين بتفجير الوضع امنيا في طرابلس وعكار، مما قد يفتح باب الجحيم على الدولة"، خصوصا ان الحديث عن معارك مفتوحة عند الحدود الشرقية صار هاجس الدولة و"حزب الله" معا، الذي وفق المصدر السلفي نفسه "ورط الجيش في مواجهة استنزافية مع تنظيم خطير، ليقي بنفسه من مواجهته، لا سيما ان الحزب يواجه تحديات استراتيجية في الداخل السوري".

 

بحسب ما يقول مصدر امني ل"المدن" فان "تحركا غير مسبوق يجري الاعداد له في جرود الشمال، بين مجموعات قاتلت في سوريا موجود بعضها في طرابلس والمنية ووادي خالد وفنيدق وهي على تواصل مع مقاتلين في عرسال لفتح جبهات متفرقة ضمن مخطط يهدف الى تشتيت جهود الجيش والقوى الامنية، والى اشاعة جو من الكراهية ضد قيادته".

 

ووفق مصادر عليمة، فإن "الاجهزة الامنية لديها معلومات تفيد عن وجود مجموعات مرتبطة بداعش تتحرك في سياقات عدة لمسك منطقة الشمال بما ينذر بخطر كبير"، الا ان هذه المعلومات بحسب مصادر متطابقة، تتعامل معها الدولة على انها مجرد اشاعات. ويشير المصدر السلفي الى ان "هذا السيناريو قد يحصل لان الارضية متاحة لقيام ذلك، خصوصا ان هناك تأييداً شعبياً لهذه التنظيمات، وعلى الدولة عبر خطط امنية وسياسية وتنسيق اقليمي منع حدوث اي تفجير للوضع الذي سيودي حتما بلبنان الى كارثة لن يكون بمقدور اي حليف اقليمي ودولي حمايته منها، خصوصا مع وجود حزب الله في هذه الحكومة"، ويتخوف المصدر من تهجير مؤقت للمسيحيين او من اعتداءات بدأت تظهر ملامحها في كتابة شعارات تهددهم على جدران كنائس طرابلس"، رغم ما قيل من أنها رد فعل على صور حرق اعلام داعش في الاشرفية.

increase حجم الخط decrease